الوحدات الخاصة التركية كانت في صلب معارك ريف حلب السورية
نور جبور
في قراءة للوضع العسكري شمال سورية والسرعة في اقرار الاتفاق التركي الأميركي تحت عنوان تسليح وتدريب مقاتلين للمعارضة السورية، وجاء الاتفاق بعد مباحثات الوفد العسكري المكون من 30 ضابطاً والذي قام بزيارة لأنقرة الاسبوع الماضي.
صحيفة «حرييت» التركية كشفت الأربعاء الماضي «ان اعلان هذا الاتفاق جاء خلال تصريحات أدلى بها المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية، حيث أكد توصل الطرفين لاتفاق نهائي في هذا الصدد، مشيراً الى انه سيتم التوقيع خلال الايام القليلة المقبلة على مذكرة تفاهم ليبدأ بعدها تدريب ما يسمى بـ «المعارضة المعتدلة» الشهر المقبل.
ووفقاً للمعلومات سيكون أغلب ضباط تدريب المعارضة السورية من الأتراك بمشاركة ما يقرب من 30 خبيراً مع وصول 400 عسكري أميركي الى تركيا، وفي هذا الصدد لن تعد الحكومة التركية مذكرة تفويض لتقديمها لرئاسة البرلمان التركي للحصول على رخصة لدخول قوات اجنبية الاراضي التركية. وسيؤمن الجيش الأميركي الأسلحة والمعدات للمعارضة.
في هذا الوقت، تتفاوت الآراء حول حجم التدخل الذي تقدم عليه تركيا في سورية من اجل مواجهة داعش»، إذ يرى البعض أن القوات البرية التركية ستقلب المعادلات على الارض، في حين يرى البعض الآخر ان انقرة ستتدخل بشكل محدود وضمن قيود تفرضها الظروف الداخلية والاقليمية.
لكن الانجازات التي حققها الجيش السوري في الشمال السوري عندما تمكنت مجموعة من الجيش السوري من خرق دفاعات المسلحين والوصول الى بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي، والمحاصرة منذ أكثر من عامين.
فالجيش السوري يدرك اختلال التوازن لحسابه، لكنه يدرك أنّ إحكام الحصار على الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في مدينة حلب، وإغلاق طرق الإمداد والتواصل بينها وبين الحدود التركية، يعنيان نهاية الدور التركي في سورية، حيث حسم أمر المدينة وفقاً لخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيصير حتمياً باعتباره أهون الشرور بالنسبة إلى المسلحين.
الى ذلك موقع «مون أوف الاباما» النخبوي الأميركي المعروف بدقة تقاريره وتحفظه المهني وقربه من مراكز القرار العسكري الأميركية، نشر ليلاً تقريراً مفصلاً عمّا سمّاه تدخل الوحدات الخاصة التركية في شمال سورية.
وجاء التقرير تحت عنوان: «قوات خاصة من تركيا تهاجم الجيش العربي السوري»، أنّ «الجيش العربي السوري حاول إغاثة القرى المحاصرة من قبل المتمرّدين من نبل إلى الزهراء، وإغلاق الممرّ بين مدينة حلب والحدود التركية إلى الشمال». سيطرت القوات على ثلاث قرى وأغلقت تقريباً الفجوة في حلقة الحصار حول جميع أحياء حلب ولكن مرة أخرى، برزت مفاجأة عسكرية باندفاع سريع هجومي للمئات من المسلحين القادمين من اتجاه الحدود التركية».
يضيف التقرير، «السمة المميّزة لـ«شراسة» المعركة كانت الدعم التركي للجماعات المسلحة، كما يتضح من نقل المقاتلين والإمدادات العسكرية من داخل تركيا إلى الريف الشمالي في حلب، بينهم مقاتلون قوقاز ينتمون مباشرة إلى الاستخبارات التركية».
ويقول التقرير «ليست هذه هي المرة الأولى التي تتدخل تركيا بنشاط في سورية. صدرت مؤخراً وثائق المحكمة التركية، وفيها إفادات ضباط وقفوا على رأس المساعدة اللوجستية، وقدموا دعماً مباشراً بنيران المدفعية إلى المتمرّدين في العديد من الحالات».
مصادر المعارضة التركية وصفت التدخل العسكري في شمال سورية بداية تورّط لن تتمكن حكومة أردوغان من تغطيته والتستر على نتائجه، متوقعة ان يتراجع كما حدث يوم سقوط الطائرة التركية بواسطة الدفاعات السورية.