الاتفاق الإيراني ـ الأميركي
ناصر قنديل
– ينعقد اللقاء المرتقب بين وزيري الخاريجة الأميركي والإيراني جون كيري ومحمد جواد ظريف في جنيف تحت عنوان مفترض هو: تذليل العقبات من طريق التوصل إلى التفاهم حول الملف النووي الإيراني، وينتبه المراقبون أنّ اللقاء الذي يجمع الوزيرين قد تكرّر خلال فترة ما بعد تمديد التفاوض منذ نهاية تشرين الثاني من العام الماضي أربع مرات، وأنّ القضايا العالقة الأبرز في الملف النووي المتصلة بعدد أجهزة الطرد المركزي قد جرى حلها، حتى أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال إنه تبلغ من مسؤولين أميركيين انّ رقم الستة آلاف وسبعمئة وخمسين جهازاً هو الرقم المتفق عليه لخمسة أعوام، بعدما طلبت طهران سبعة آلاف وخمسمئة جهاز وبدأت واشنطن التفاوض من رقم ثلاثة آلاف رفعتها إلى خمسة ليرسو التفاهم على الرقم الأقرب إلى الطلب الإيراني.
– يقول المتابعون للملف النووي أنّ مسألة التحقق من تقيّد إيران بالتفاهمات كانت محور اللقاءات التي جمعت المفاوض الإيراني عباس عراقجي بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو امانو، وتمّ خلالها صياغة التفاهم على الآلية الجديدة، بمثل ما قام الخبراء بصياغة التسوية حول عدد أجهزة الطرد المركزي، ويقومون بالصياغات المشابهة لملفي العقوبات ومجمع آراك، وفقاً للتسوية المبدئية التي وضعت خطوطها العريضة في لقاءات فيينا قبل نهاية مهلة التفاوض في تشرين الثاني من العام الماضي، وبمستطاع الوزيرين تأجيل الاجتماع إلى حين انتهاء الفرق التقنية من صياغة التسويات ووضع اللمسات الأخيرة عليها او مهرها بالتوقيع السياسي.
– قرار واشنطن وطهران متخذ بالتوصل إلى إعلان التفاهم، الذي يعرف التقنيون خطوطه العريضة ويقومون بصياغتها بتفاصيل ومصطلحات وأرقام ووثائق فنية، لذلك عندما يجتمع الوزيران، ثمة ما هو أبعد من مجرّد لمسات نهائية وتوقيع سياسي، فما يجري في المنطقة الأهمّ في العالم بنظر الدولتين، وهما الدولتان الأهمّ في صياغة مستقبل هذه المنطقة نفسها، هو المحور، وجدول الأعمال الذي لا يجوز الإفصاح عن كونه موضوع الحوار والتشاور والتفاوض أحياناً، والواضح هنا أنّ واشنطن لا تزال تواجه مشكلة ترويض حلفائها لتقبّل التفاهم الذي أنهت واشنطن قرارها في صدده، ولا تزال تراهن على جلب تركيا والسعودية و«إسرائيل» إلى التأقلم مع مندرجاته، وتأمل تسهيل إيران مع حلفائها لنيل حلفاء واشنطن جوائز ترضية مناسبة.
– تسعى واشنطن الى نيل كلّ من تركيا والسعودية نصيباً في الحلول الخاصة بالأزمتين السورية واليمنية التي يمسك بزمامها حلفاء إيران، وتسعى إلى نيل «إسرائيل» ضمانة عدم شن حرب تستهدفها، تقودها إيران مباشرة أو عبر التعاون مع حليفيها الرئيسيين سورية والمقاومة، وتسعى إيران الى الحفاظ على التفاوض تحت سقف التعاون في فتح قنوات حوار مباشر بين الحلفاء لوضع الملفات على الطاولة وتفادي الدخول بأي التزامات على حسابهم، أو حتى بالنيابة عنهم.
– سيستمرّ التجاذب حتى نهاية آذار، وستكون عروض القوة من حلفاء واشنطن عالية الوتيرة، وسيكون الصمود من أطراف حلف المقاومة وخصوصاً سورية وحزب الله وثوار اليمن، وصولاً إلى ربح الجولة النهائية بوضع الحوار الثنائي طريقاً لصياغة التسويات من دون تقديم أي التزامات مسبقة.
– مساكين حلفاء حلفاء واشنطن من المستكتبين، الذين لا يزالون يتحدثون بلغة الرهان على فشل المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وبينهم من وصفهم جيفري فيلتمان بفلاسفة الرابع عشر من آذار.