عريجي لـ«الجديد»: تعطيل الحكومة كارثة
رأى وزير الثقافة ريمون عريجي ان «الحكومة كانت منتجة وقد اتخذت مئات القرارات والمراسيم وانجزت عدة ملفات مهمة خاصة في ما يخص مالية الدولة، مضيفاً: «لقد ارتضينا بعد فراغ سدة الرئاسة ان يتم التوافق بالاجماع داخل مجلس الوزراء على اي امر تريد الحكومة اقراره، فالمشترع لم يأخذ في الحسبان عدم وجود رئيس للجمهورية لكل هذه الفترة الطويلة الذي له دور مهم جداً في الحياة السياسية، وان حرص رئيس الحكومة تمام سلام على التوافق وعلى العيش المشترك واصراره على عدم الاعتياد على فكرة غياب رئيس الجمهورية، ادى الى الاتفاق بين كل الافرقاء على ان اي امر يراد اقراره يجب ان يكون بالاجماع، لكن النقطة الاهم هي ان يتلازم التوافق والاجماع مع ايجابية اي ان لا يكون التعطيل استنسابياً وحسب اهواء ومزاج الوزراء».
وأضاف عريجي: «مجلس الوزراء مكون من 24 وزيراً ولكل وزير ومرجعيته السياسية حساباتهما الخاصة وهذا ما يؤدي الى عرقلة بعض الملفات، لافتاً الى هناك هيئات استشارية في الدولة دورها ابداء الرأي ويمكن ان تساعدنا في حلحلة البعض منها اذا كانت هناك ايجابية ونية صادقة في تفعيل الحكومة، معتبراً انه لا يمكن اليوم تعطيل الحكومة فلقرار كهذا تداعيات كارثية على الدولة في ظل غياب رئيس الجمهورية».
وأكد ان «هناك العديد من الافكار تطرح حول آلية العمل الحكومي لكننا نؤكد اننا كمرده نسعى دائماً الى ان نتوافق مع حلفائنا السياسيين مع تفضيلنا بقاء هذه الآلية مؤكدين أننا منفتحون على اي بحث وندعم اي طرح يتفق عليه الحلفاء».
واعتبر انه «من غير المنطقي ان يبقى وزراء يمثلون رئيس جمهورية انتهت مدة ولايته وليس له اي ثقل او شعبية سياسية مع تأكيده احترام كل هؤلاء من الناحية الشخصية».
وتساءل: «هل انخفضت حصة تيار المستقبل في الحكومة بعد لقاء الامس؟ هل الكتائب جزء من حلف سياسي جديد او ان اللقاء كان للتشاور؟ أنا أرى أن الحل الانسب هو ان نبحث بآلية عمل الحكومة مع الاستمرار بعقد الجلسات وتسيير شؤون الدولة».
ورداً على سؤال، قال عريجي: «ان اي تعيين او تمديد يجب ان يتم ضمن القوانين المرعية والآليات الدستورية وان يتم التعيين داخل مجلس الوزراء مع تأكيدنا صوابية موقف العماد ميشال عون من الناحية القانونية في هذا الملف».
وعن المعارك في جرود القلمون وعرسال، أشار عريجي ان «ما ينتظرنا صعب وهذا ما يجب ان يحفزنا على تعيين القادة الامنيين والعسكريين، هناك معطيات خطيرة تقول إن هناك حشوداً واستعدادات من قبل الارهابيين للتحرك بعد ذوبان الثلج، متسائلاً: «كيف تمكن هؤلاء من الوصول الى سورية وما هو دور الاستخبارات الدولية؟ هل خطوط الامداد كلها مقفلة؟ الكل يستشعر الخطر الموجود والخطر اليوم يمس تركيبة البلد وصميم الجمهورية، من هنا انا ادعو الى التنسيق مع الجيش السوري لأن ليس هناك من عائق في ظل وجود علاقات ديبلوماسية بين البلدين، فالتاريخ سيكشف اموراً خطرة عن تسليح وتنظيم وعن قدرة «داعش» الذي اصبح على ابواب اوروبا وعلى الجميع التنبه لهذا الخطر، وعلينا كلبنانيين ان نوحد جهودنا ونتكاتف في وجه هذه الهجمة القادمة الينا».
وسأل عريجي عن الهبات التي قدمت للجيش وهل هي جدية، قائلاً: «نحن كحكومة لا نتردد في توفير اي دعم للجيش ونحن قبلنا الهبتين السعوديتين من هذا المنطلق، هبة المليار أصبحت قيد الانجاز وسألنا مرات عدة عن مصير الثلاثة مليارات ولم يكن هناك جواب، لذلك علينا ان نحذف هذه الهبة من حساباتنا لأننا نريد السلاح اليوم وليس بعد عشر سنوات».
في الشأن الرئاسي، أمل عريجي ان لا تطول فترة الفراغ الرئاسي مع انه يرى بأن «ليس هناك من حلحلة بالمدى المنظور، فرئيس الجمهورية يصنعه الداخل مع تدخل من الخارج والفيتوات الخارجية مصدرها الداخل اللبناني». وأكد دعم الحوار بين حزب الله و»المستقبل»، قائلاً: «نرى فيه امراً ايجابياً لما له من دور في تنفيس الاحتقان المذهبي ونأمل بأن يتطور الى مسائل وأمور اخرى».
وتابع عريجي: «هناك تواصل مستمر بين العماد عون والنائب فرنجيه ونحن أيضاً نتواصل مع القوات بطريقة معينة ولا نرى انفسنا مستبعدين وعند بلورة اي اتفاق نحن سنكون موجودين لما لنا من حيثية في الساحة اللبنانية وداخل التكتل».