تركيا تؤكد كلام نصرالله: يمكن القضاء على «داعش» بسهولة
روزانا رمال
يقول السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير في ذكرى الشهداء القادة في معرض حديثه عن «داعش» وضرورة قتالها ودعوته الجميع للذهاب مع حزب الله للقتال في سورية او في العراق او حيث تتواجد «داعش» كتحصيل حاصل انه يمكن القضاء على «داعش» بسهولة.
قد لا يبدو هذا الحديث واقعياً لولا انه صادر عن شخص الأمين العام لحزب الله الذي حقق حزبه انتصارات استراتيجية، وبات قوة إقليمية، ولم يعد الحديث عنه حديثاً يوضع ضمن إطار السلة اللبنانية او تسوياتها الداخلية على الإطلاق.
وضع السيّد نصرالله «داعش» في إطار مصلحي سياسي أميركي بحت، بعدما دعا إلى التفتيش عن «الموساد» و«سي أي آي»، وأضاف: قد تتحرك اميركا فجأة وجدياً للقضاء على «داعش» من أجل أن يفوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية.
«داعش» المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة وحلفائها الذين يقاتلونها في ازدواجية مريبة، البعض منهم شريك رئيس كتركيا، والبعض الآخر تابع، و«داعش» التي نشرت الإرهاب في الشرق الأوسط بدقة وحرفة تصبح اليوم ورقة انتخابية سياسية داخلية عند الاميركيين بقرار حزبي مدروس يغيّر صورة من سيحكم الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة، او يبقي على الديمقراطيين الذين عايشوا او شهدوا ولادة «داعش» ودعموها لتصبح ذريعة كالقضاء على بن لادن سابقاً وغير ذلك من التحديات التي طرحها اوباما في برنامجه السياسي الرئاسي كبند اساس «مكافحة الارهاب» حسبما أشار السيّد نصرالله.
عندما يولد الإرهاب ويحارَب في نفس الوقت من نفس المصدر يصبح واجهة وورقة قوية لدى الرأي العام الدولي والداخلي الاميركي، والأخطر ان لا يصبح مستبعداً لجوء الدول الأوروبية إلى ازدواجية مكافحة «داعش» ودعمها بنفس الوقت، واعتبارها ذريعة انتخابية لتحدّي فرقاء السياسة في دولهم.
ورقة الانتخابات او الابتزاز في الشرق الاوسط يؤكد السيّد نصرالله انه يمكن هزيمتها على صعيد لبناني إذا توفرت إرادة داخلية جامعة للتعاون في ما بين الافرقاء، وهذه السهولة التي تحمل بعض الأمل في نفق الظلام، تؤكد عليها القوات التركية التي دخلت الأراضي السورية في اليومين الماضيين من أجل تنفيذ عملية أسمتها «نقل رفاة سليمان شاه»، وكان دخولها سلساً تحت عين «داعش» ومن دون مهابة او استهابة ولا إعلان حرب صريح عليها، و«داعش» التي لم تتخذ ايّ قوة برية عسكرية دولية قرار النزول والمواجهة البرية، تدخل تركيا أو تخرج وتتحرك بسلاسة سهولة في التعامل والتعاطي مع وجود من هذا النوع، وبعتاد ودبابات وعدد عسكريين اتراك وحضور هامّ.
الازدواجية في التعاطي مع «داعش» باتت مطاطة إلى حدّ لا يستهان به، ويبدو أنّ سهولة السيطرة عليها توازي سهولة قرار كشجاعة دخول قوات برية تركية إلى الأراضي السورية من دون حسابات او حذر من مواجهة او خسائر بينهم…
القرار التركي يؤكد سهولة القضاء على «داعش» دولياً، كما يؤكد غياب كلّ إرداة جدية لذلك.
«توب نيوز»