طهران والوكالة الذرية تتفقان على تسريع التعاون
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إن مديرها عقد اجتماعاً بناء مع كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات بشأن برنامج طهران النووي وذلك بعد أيام من تقرير للأمم المتحدة ذكر أن التعاون توقف بين الطرفين.
وقالت الوكالة إن «المناقشات تركزت على ضرورة حلّ كل القضايا المعلقة المرتبطة بالبرنامج الإيراني بأسرع ما يمكن».
من جهة أخرى، أعرب كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي عباس عراقجي عن أمله بأن تتم تسویة القضایا المتبقیة مع الوكالة الدولیة للطاقة الذریة، بالتزامن مع تقدم المحادثات بین بلاده ومجموعة 5+1.
وقال عراقجي الذي وصل أمس إلى فیینا للاجتماع بالمدیر العام للوكالة الدولیة للطاقة الذریة: «سأجتمع بیوكیا أمانو لبحث القضایا العالقة بین طهران والوكالة الدولیة للطاقة الذریة»، وأضاف: «سنبحث في السبل الكفیلة بتسویة القضایا المتبقیة من ذي قبل أو القضایا الراهنة بهدف دفع التعاون بین إیران والوكالة الدولیة للطاقة الذریة إلی الأمام»، مؤكداً أن إيران ستسرع تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح عراقجي أنه على رغم التقدم الذي تحقق أخيراً في المحادثات بين إيران والقوى الكبرى في جنيف لا يزال هناك طريق طويل أمام التوصل إلى اتفاق نهائي والذي يجب أيضاً ان تلعب فيه الوكالة الدولية دوراً. وأشار إلی اللقاء الذي جمع المدیر العام للوكالة الدولیة ووزیر الخارجیة الإیراني في میونخ وقال إنه تقرر في اللقاء تعزیز الحوار بین إیران والوكالة و»نأمل بأن یؤدي ذلك إلی تطویر التعاون بین الجانبین».
وكان مسؤول أميركي كبير أكد في وقت سابق، أن المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني أحرزت «بعض التقدم» ، إلا أنه أشار إلى «مسائل بالغة الصعوبة» تجب تسويتها.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته إن «المحادثات كانت جدية ومفيدة وبناءة… حققنا بعض التقدم لكن الطريق لا تزال طويلة».
واتهم مسؤول إيراني كبير الولايات المتحدة والدول الغربية بمحاولة ابتزاز إيران والضغط عليها في المفاوضات النووية، عبر طرح فكرة اتفاق على مرحلتيْن، واعتبر أن لا معنى لذلك بعد التزام إيران بكل إجراءات الثقة والتزاماتها في اتفاق جنيف، مشدداً على أن الجانب الإيراني فقد ثقته في الجانب الغربي بعد تملصه من التزاماته في اتفاق جنيف.
وقال عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمد حسن آصفري، إن التسريبات حول المفاوضات التي أجريت خلال اليومين الماضيين على مستوى وزراء الخارجية والخبراء ورئيس ووكالة الطاقة الذرية الإيرانية ووزير الطاقة الأميركي، تشير إلى أن الأسئلة المطروحة من قبل الطرفين حول كيفية تلبية احتياجات إيران، والاستفادة السلمية من الطاقة النووية، والأسئلة ونقاط القلق لدى الجانب الآخر، تمت الإجابة عنها من الناحية الفنية.
وحول تهديد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي بالانسحاب من المفاوضات إذا ما كانت هناك محاولة لفرض إملاءات وضغوط غربية، قال آصفري: «الضغوط تعني أنهم في ما يتعلق بقضية رفع الحظر لا يريدون تحديد موعد قريب، ما يعني أن يواصلوا الحظر إلى جانب المفاوضات، وهذا نعتبره ابتزازاً وضغطاً من قبل الجانب الآخر، ولذلك فإن عليهم أن يأخذوا في الاعتبار أن سياسات الثقة الإيرانية تستوجب أن يرفع كل أنواع الحظر الأربعة على إيران بما فيها الذي أقر في مجلس الأمن أو الاتحاد الأوروبي أو الكونغرس الأميركي، وقد حان موعدها».
وأضاف آصفري: «في ما يتعلق بقضية إخراج اليورانيوم المخصب في إيران إلى دولة أخرى فإن هذا نوع من الابتزاز ويمس بشكل أو آخر استقلال الجمهورية الإسلامية ويهدف إلى منع النشاطات النووية الإيرانية، وهذا يمثل ابتزازاً بحد ذاته».
واعتبر عضو لجنة الأمن القومي الإيراني: «أن الغرب إذا ما أراد التوصل فعلاً إلى اتفاق عبر المفاوضات، فإن موعده قد حان، وإذا كانوا وراء المزيد من الابتزاز فإن مجلس الشورى الإسلامي في إيران وضع في جدول أعماله مشاريع قوانين لإعادة العمل بالتخصيب بنسبة 20 في المئة والعودة إلى نقطة ما قبل المفاوضات في العام الماضي، وستكون الحكومة ملزمة بذلك، من أجل إعادة العمل في منشأة أراك والتخصيب والاستفادة من الجيل الجديد من أجهزة الطرد، وكل ذلك سيكون في إطار قوانين معاهدة «nbt»، وسواء توصلنا إلى اتفاق مع الغرب أم لا فإن نشاطاتنا النووية لن تخرج عن إطارها القانوني».