بروح رياضية

ابراهيم موسى وزنه

منذ موسمين، عادت لعبة كرة السلة في لبنان إلى الواجهة بعد تعافيها من التراجع الفني والإداري الذي انعكس سلباً على مسيرتها. نعم، لقد عادت «البرتقالية» التي أوصلتنا إلى المحافل العالمية لثلاث مرات، إلى سابق عهدها في التألق وسرقة اهتمامات الأجيال.

عادت لتفرض نفسها على الواقع الرياضي اللبناني من خلال ما لاحظناه أخيراً لجهة اتساع رقعة مواكبتها ومتابعتها، وصولاً إلى رفع معظم الأندية موازناتها، أملاً بتثبيت أقدامها بين الفرق الطليعية التي غالباً ما تنعم بالرعايات والدعايات واستقطاب الجماهير، فالمنافسة الشريفة وتقارب مستويات الفرق الفنية تحت سقف إدارة شفّافة ونظام صارم إضافة إلى تغطية إعلامية برّاقة، كل هذه العوامل مجتمعة أدّت إلى ضخّ العافية في جسد «سلتنا» وإكسير المواكبة الجماهيرية في ساحاتها. وهنا لا بدّ من التنويه بما أقدم عليه بعض الفرق الطامحة لجهة استقدام لاعبين أجانب على مستوى رفيع أو تدعيم صفوفها بنخبة من المحليين، وهذا ما يسفر عن متابعة مباريات قوية ومثيرة مع دوام حركة المدّ والجزر في سلّم الترتيب بعد كل مرحلة.

إلا أن تلك الصورة الناصعة التي رسمتها نتيجة ما تابعته ميدانياً وما قرأته في الصفحات الرياضية، تشوبها بعض الملاحظات وعلامات الاستفهام، علماً بأن المتابعين من الزملاء المتخصّصين في أحوال كرة السلّة هم أنفسهم مختلفون في التعليق على المشهد الواحد، زميل يمدح وآخر يقدح، زميل يرى في المسيرة إنجازات وآخر يشير إلى قرب انهيار الهيكل اتحاد اللعبة ، وهذا الاختلاف في الوصف ينسحب أيضاً على بعض أعضاء الاتحاد إلى حدٍّ ما، ولم لا؟ فالإجماع في زمن الانغماس السياسي والتعاطف الطائفي بات عملة نادرة، ولكي نكون المنصفين تجاه الجهة الناظمة للعبة الاتحاد اللبناني لكرة السلة برئاسة وليد نصّار والأصوات المنتقدة لعملها، سأطرح سيلاً من التساؤلات والملاحظات، لعلّ يكون فيها «الحدّ بين الجدّ واللعب»:

ـ الاتحاد في جهة وبعض الأندية في جهة معاكسة، ولطالما أعلن رئيس الاتحاد انحيازه إلى جانب مصلحة الأندية، ربما رغبة منه في استيعاب فورة معارضيه بهدف الحفاظ على موقعه القيادي في لعبة انطلق منها لاعباً ثم تسيّد مقاليدها… فحذار أيها الرئيس من مسايرة نادٍ دعم وصولك على حساب نادٍ آخر؟

ـ القوانين… وما أدراكم ما القوانين في لبنان، كلّها حمّالة أوجه ومطاطة المعاني، فلا يجوز اتخاذ عقوبة مختلفة حيال ذات الجرم، لذا ننصح بتطبيقها على الجميع من دون أي تمييز بين فريق وآخر، ولا يجوز التراجع عن تنفيذ عقوبة متخذة تحت أي ضغط… وكانت النصيحة بجمل.

ـ التعاطي بحزم مع مسألة تحويل المدرّجات السلوية إلى منابر سياسية وطائفية ومناطقية واستفزازية، آملين الإسراع في وضع الحدّ وإيجاد الحلول لجوقات الشتم المتبادل، ولن يتحقق ذلك إلّا بتعاون جدّي من الأندية.

ـ في الشقّ الإيجابي، يسجّل للاتحاد أنه نجح في رفع الحظر الدولي عن منتخبنا الوطني منذ أيار 2014 أي بعد ستة أشهر من وصوله ، وعدم رضوخه إلى رغبات بعض اللاعبين في فرض مدرب معيّن لتسلم دفّة المنتخب الوطني إضافة إلى المشاركة في أكثر من موقع فاعل ضمن لجان الاتحادات القارية والدولية.

ولا أرى في انعقاد الاجتماعات بشكلٍ دوري أو في تلبية الدعوات إلى مشاركة هنا أو مؤتمر هناك إنجازات تستحق الإشارة كما يراها بعض «الاتحاديين». ختاماً، من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ لكن العبرة في العمل، وما المساءلة وجردات المحاسبة إلا لتحسين الأداء واكتشاف الخلل ومعالجة الأخطاء، وليد نصّار تابع عملك بشفافية… يعطيك العافية.

صحافي وناقد رياضي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى