الجيش السوري يتقدم في حلب والأمم المتحدة تنفي استقالة الإبراهيمي
نفت الأمم المتحدة الأنباء التي تردّدت عن تقديم المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي استقالته من مهامّه، وأكد ناطق رسمي باسمها أن الإبراهيمي سيحضر إلى نيويورك الأسبوع المقبل.
إلى ذلك، جددت موسكو تأكيدها على سياستها المبدئية والثابتة، الداعية للإسراع بإيجاد حلّ سياسيّ دبلوماسيّ للأزمة في سورية، وأكدت «أن مزاعم استخدام دمشق أسلحة كيماوية هي اتهامات كاذبة وباطلة تمثل محاولة جديدة لإيجاد ذريعة من أجل التدخل واستخدام القوة»، مشيرة إلى «أن معارضي الحكومة يواصلون فبركة الادعاءات حول استخدام الحكومة هذه الأسلحة».
وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس إلى أن «مثل هذا التطور للأمور لا يلقى الارتياح لدى بعض الأطراف، حيث تستمر عمليات افتعال الاتهامات ضد القوات الحكومية في مزاعم مختلفة بأنها تستخدم المواد الكيماوية السامة».
ولفتت الخارجية إلى أن المعلومات الموثوقة المتوافرة لدى الجانب الروسي تفيد أن «مثل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ولا تتطابق مع الواقع وأن الهستيريا الكيماوية الجديدة المعادية لسورية تبعث على التساؤل عن الغرض الحقيقي لمطلقيها الذين لا يفوتون محاولة للعثور على ذريعة للتدخل العسكري في سورية، ويجري كل ذلك في ظروف حين تقوم منظمة نزع الأسلحة الكيماوية بوصف عملية نزع هذا السلاح بأنها تجري بشكل ناجح، وأن إخراج المواد الكيماوية السامة منها يمكن أن ينتهي في موعده المحدد».
وأضافت الخارجية الروسية في بيانها، «أنه وعلى خلفية تشديد الخطاب المعادي لسورية يجري في الواقع إما تجاهل الجرائم التي يرتكبها «الجهاديون» فعلاً، وإما لا تلقى التقويم الموضوعي لها، ففي كل يوم تتعرض دمشق وضواحيها وكذلك حلب واللاذقية وحمص والمدن والبلدات والمناطق السكانية الأخرى من سورية لقصف عشوائي بالقذائف، وتبقى المناطق الآهلة بالأقليات العرقية والمذهبية هي الأهداف المحبذة لقصف المتطرفين، وأنه جرى خلال الأيام العشرين الأوائل من نيسان الجاري وفق الإحصائيات التي تجريها السفارة الروسية في دمشق استهداف مناطق في دمشق بـ»537» قذيفة راح ضحيتها 76 مواطناً وأصيب أكثر من 400 آخرون بجروح مختلفة ومن بينهم الكثير من الأطفال».
وأشار البيان إلى أن «عمليات المصالحة المحلية التي تجريها الحكومة، أسفرت عن توقف القتال في 48 منطقة، ما سمح بإنقاذ مئات الأرواح البشرية وتحسين الوضع الإنساني، وأن أعداداً متزايدة من السوريين الذين سلكوا في السابق طريق العمل المسلح أخذوا أخيراً يدركون عدم جدوى الاقتتال بين الأشقاء، حيث قام أخيراً عشرات المسلحين بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للقوات الحكومية».
من ناحيته، نفى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وجود أدلة لدى بلاده حول استعمال الجيش السوري لغازات سامة محرّمة دولياً، مؤكداً أن الحل الوحيد للأزمة السورية يبقى سياسياً، وأن باريس ستواصل دعم من وصفها «المعارضة المعتدلة».
وأشار فابيوس خلال مؤتمر صحافي مع نظيريه الألماني والتونسي عقد في تونس إلى «أن الحل الوحيد للملف السوري هو الحل السياسي، وأن بلاده لا تدعم الرئيس الأسد ولا الجماعات الإرهابية بل ندعم «المعارضة المعتدلة».
ميدانياً، تمكنت وحدات الجيش السوري من السيطرة على معامل الشيخ سعيد والإسكان العسكري بعد تقدمها على محوري الشيخ سعيد والعامرية والقضاء على أعداد من المسلحين وتدمير آلياتهم، فيما استهدفت وحدات أخرى تجمّعات المسلحين في أحياء الليرمون والجبيلة والسكري والشعار ومناطق خان العسل والطامورة والأتارب وتل رفعت ومنبج وخان طومان والمسلمية وكويرس ورسم العبود والمدينة الصناعية في الشيخ نجار ومحيط السجن المركزي وحريتان والشويحنة وكفرحمرا والراموسة وعند مبنى الايكاردا بريف حلب.
في حين كثف الجيش السوري عملياته العسكرية في المليحة، وقتل أعداداً من المسلحين، واستهدفت وحداته مسلحين في مناطق جوبر وزملكا وعربين وزبدين وخان الشيح وحرستا والمزارع المحيطة بدوما وعدرا.
وفي درعا، نفذ الجيش السوري كميناً محكماً أوقع أكثر من 50 قتيلاً في صفوف إرهابيين حاولوا التسلل إلى تل الجابية في محيط بلدة نوى، فيما نفذت وحدات من الجيش عمليات في محيط معمل الأحذية والمعهد الفني وحديقة حي الأربعين في مخيم النازحين، ومحيط الجمرك القديم وحارة البجابجة بدرعا البلد، ومناطق داعل وسملين والمسيفرة وغرب خراب الشحم ومنطقة الكسارة وجنوب غرب أم العوسج وجنوب قرية الزباير واللجاة.