سلام: بلد بلا رئيس جسم مشوّه

جدّد رئيس الحكومة تمام سلام الدعوة إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكداً «أنّ بلداً من دون رئيس هو جسم مشوه».

وخلال رعايته افتتاح فعاليات اليوم الأول من «المنتدى العربي لسلامة وجودة الغذاء» في «مبنى عدنان القصار للإقتصاد العربي»، أشار سلام إلى «أنّ هذا العمل هو نتاج تفاعل وجهد مشترك بين جهات وهيئات عربية وازنة في المجال الاقتصادي العام، وفي مجال الغذاء وصناعته وسلامته في شكل خاص». وقال: «إننا نحتاج اليوم، إلى كلّ شكل من أشكال العمل العربي المشترك، في وقت يعز فيه التواصل الطبيعي السليم بين أبناء هذه الأمة، وتتزاحم الأخطار من كلّ صوب، مهدّدة أمن بلداننا العربية واستقرارها ونسيج مجتمعاتها وثروات شعوبها»، معتبراً «أنّ موضوع المنتدى يشكل «موضوعاً بالغ الحيوية أوليناه ، وما زلنا نوليه، قدراً عالياً من الاهتمام، بسبب دقته وحساسيته وتأثيره المتعدد الأشكال، سواء على القطاع الصحي أو السياحي أو الصناعي، أو الاقتصادي في شكل عام».

وأضاف سلام: «سنوات كثيرة مرت، ونحن في قلب دوامة من الأزمات السياسية المتوالدة، التي ترافقت في محطات كثيرة مع اضطرابات وأحداث أمنية دراماتيكية. ولا حاجة للقول إنّ الضحية الأولى لمناخ من هذا النوع هو القانون، الذي ضعفت قبضته وتراخت، ما فتح المجال أمام ممارسات شاذة في جميع مناحي الحياة العامة»، لافتاً إلى «أنّ القطاع الصحي، وعلى وجه الخصوص الجانب المتعلق بغذاء المواطن، كان أحد القطاعات الأكثر تأثراً بتراخي القبضة الرقابية للدولة، ما استدعى من حكومتنا إطلاق حملة لضمان سلامة غذاء المواطن ومكافحة الفساد في سلامة الغذاء. وهنا يقتضي الإنصاف، أن نشدّ على يدي وزير الصحة وائل أبو فاعور، ونوجه له، باسم اللبنانيين جميعاً، تحية تقدير على الجهود الهائلة التي يبذلها في خدمة هذه القضية النبيلة».

وأكد سلام دعمه الكامل «لهذا العمل المشكور، الذي هو ثابتة من ثوابت حكومتنا ، تماماً مثل الخطوات الإصلاحية التي تجري على قدم وساق في عدد من الوزارات»، منوهاً بجهود وزير الاقتصاد آلان حكيم «على الجهود التي يقوم بها في وزارته». وقال: «بعد الانطلاقة القوية للحملة، بإمكاننا أن نقول اليوم إننا دخلنا مرحلة الخطوات المؤسساتية التي تهدف إلى ضمان سلامة الغذاء، ومن بين هذه الخطوات إقرار مشروع قانون سلامة الغذاء الذي أنجز في اللجان النيابية وينتظر إحالته على الهيئة العامة لمجلس النواب لمناقشته وإقراره. ومنها أيضاً اقتراح وزارتي الصحة والعدل إنشاء نيابة عامة صحية لمتابعة قضايا الصحة وسلامة غذاء المواطن، ويجري العمل حالياً على إنجاز آلية تنسيق وتكامل بين الوزارات المعنية بهذا الشأن، وعلى إعداد تعديل لقانون حماية المستهلك لجهة تشديد العقوبات على المخالفين. وبعيداً مما تقوم به الحكومة، لا بدّ لي من الإشارة إلى الدورات التي تجريها غرفة التجارة والصناعة لتدريب العاملين في قطاع الصناعات الغذائية لرفع مستوى الكفاءة في هذا القطاع، وكذلك إلى الدورات التي تجريها نقابة أصحاب المطاعم للغرض نفسه. كلّ ذلك يحدونا إلى القول إنّ غذاء المواطن في لبنان اليوم بات في حال أفضل ويخضع لمعايير رقابية أشد».

وجدّد سلام «الدعوة التي ما فتئت أكرّرها منذ تسعة أشهر وهي ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لإعادة النصاب إلى حياتنا الدستورية». وقال: «إنّ بلداً من دون رئيس هو جسم مشوه، وإنّ التعثر الذي يطال العمل الحكومي والجدل الذي يثار هذه الأيام تحت عنوان الآلية الحكومية، هما نتاج هذه الخطيئة الكبرى التي لن تمحوها سوى أوراق نواب الأمة وقد نزلت في صندوقة الاقتراع، حاملة اسم الرئيس الجديد للجمهورية اللبنانية. بغير ذلك، نكون قد مدّدنا للحالة الشاذة التي تفتح المجال أمام الاستمرار في ممارسات تعطيلية، تبتغي تحقيق كلّ أنواع المصالح، إلا مصلحة لبنان واللبنانيين».

ونوّه الرئيس الفخري للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية الوزير السابق عدنان القصّار «بالدور الذي تلعبه حكومة الرئيس تمام سلام لتكريس سلامة الغذاء»، مثمناً «جهود الرئيس سلام في إدارة هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، وما يتحمله من مسؤوليات جسيمة بجدارة عالية».

ولفت رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير إلى «أنّ انعقاد المنتدى العربي لسلامة الغذاء والجودة اليوم في بيروت، يؤكد أنّ بلدنا آمن ومستقر»، مؤكداً «أنّ أهمية سلامة الغذاء، التي باتت تشكل هاجساً يومياً لكل المواطنين وهدفاً أساسياً لدى السلطات المعنية في كلّ الدول حول العالم، تستدعي منا جميعاً، قطاعاً عاماً وقطاعاً خاصاً عربياً، تسخير كلّ الجهود والإمكانيات والطاقات، لتوفير سلامة الغذاء للمواطن العربي».

وأكد رئيس اتحاد الصناعات الغذائية العربية هيثم الجفان، من جهته، «أنّ سلامة الغذاء وجودته تعني كلّ إنسان، وفيها صورة الوطن وسمعته وعافية موارده واقتصاده وصادراته، وهي قضية أساسية للصحة العامة، وضرورية لتحقيق الأمن الغذائي».

وقد تناولت الجلسة الأولى «التشريعات الخاصة بسلامة الغذاء على الصعيدين المحلي والإقليمي: الحاجة المتنامية إلى التسريع والتناغم»، ووجه فيها وزير السياحة ميشال فرعون خطابا رئيسيا للمشاركين في المنتدى. أما الجلسة الثانية التي ترأسها وزير الزراعة في لبنان أكرم شهيب فتناولت «دور المعايير السليمة في تعزيز الإنتاج والتجارة البينية والتصدير العربي في أسواق الإتحاد الأوروبي».

يذكر أنّ المنتدى من تنظيم الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان، واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، والاتحاد العربي للصناعات الغذائية، ومجموعة الاقتصاد والأعمال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى