خطاب نتنياهو في الكونغرس سيقوّض الروابط العسكرية والاستخباراتية مع أميركا

تتوجّه الأنظار إلى خطاب رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي إذ تشارك عدد من الصحف الغربية في قراءة أبعاد هذا الخطاب وانعكاسه على العلاقات الأميركية ـ «الإسرائيلية».

وكشفت «واشنطن بوست» أن 180 شخصاً من الجنرالات المتقاعدين وكبار مسؤولي الأمن السابقين في «إسرائيل» حذّروا من أن هذا الخطاب لن يضر فقط بالعلاقة الخاصّة لـ»إسرائيل» بالولايات المتحدة، بل سيقوّض أيضاً الروابط العسكرية والاستخباراتية بينهما، وسيجعل إيران أقرب إلى الحصول على القنبلة النووية.

وأكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن نتنياهو يعلم بالتجربة وأنه يستطيع أن يرتكب أي فعل وينجو به في الولايات المتحدة، تماماً كما يستطيع جيشه ذبح المئات من أطفال غزّة وهو لا يزال يتمتّع بدعمٍ لا محدود.

ولم يحجب خطاب نتنياهو في الكونغرس أنظار الصحافة عن خطر تنامي الإرهاب في المجتمعات الغربية وسفر إرهابيين إلى سورية والعراق للقتال في صفوف «داعش»، فكشف مسؤولون رفيعو المستوى في الشرطة البريطانية فرار نحو 60 فتاة وسيدة بريطانية إلى سورية وسط تحذيرات أطلقتها الحكومة البريطانية بشأن الحملة الدعائية التي يتبعها «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد المراهقات.

فيما ركّزت بعض المقالات على انهيار بعض الجماعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية لتهيئتها لقتال «داعش» ما يشكّل دليلاً إضافياً على فشل أي مشروع غربي لإنشاء قوّة عسكرية غير الجيش السوري لمواجهة الإرهاب، فأشارت «فايننشيال تايمز» إلى أن واحدة من جماعات التمرّد السورية الرئيسية المدعومة من الولايات المتحدة أعلنت حلّ نفسها الأحد بعد أسابيع من الاشتباكات مع عناصر تابعة لـ«لقاعدة».

«إندبندنت»: فيسك: نتنياهو يفعل ما يريد وينجو بفعلته في أميركا

أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو يعلم بالتجربة أنه يستطيع أن يرتكب أي فعل وينجو به في الولايات المتحدة تماماً كما يستطيع جيشه ذبح المئات من أطفال غزة وهو لا يزال يتمتع بدعم لا محدود.

وقال فيسك في مقال أوردته صحيفة «اندبندنت» البريطانية ويحمل عنوان «الفرق بين أميركا وإسرائيل»: «ليس هناك من فرق، إن المرة الماضية التي ظهر فيها نتنياهو في مبنى الكونغرس الأميركي تلقى فعلياً التصفيق الحار من العشرات من ممثلي الشعب الأميركي الشبيهين بالخراف حيث يوحي عشقهم الظاهري لإسرائيل وخوفهم من مجرد التلفظ بأدنى وأقل انتقاد لها مخافة أن ينعتوا بمعاداة السامية بحقيقة أن بيبي قد يشكل رئيساً أكثر شعبية للولايات المتحدة من باراك أوباما».

وأضاف: «أن هدف نتنياهو المتمثل بكسب الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة حتى وإن دمر ذلك الانجاز الوحيد في السياسة الخارجية لأوباما والمتمثل بالاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني لن يكون له قطعاً وبأي حال من الأحوال تأثير في العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية».

وقال فيسك: «إن المهزلة التمثيلية التي أداها رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام مجلس الأمن الدولي عام 2013،عندما قدم رسماً كرتونياً لقنبلة يتوسطها خط أحمر للبرهنة على أن إيران ستصنع أسلحة نووية خلال عام قوبلت بالكثير من التسامح والغفران من وسائل الإعلام الأميركية».

ولفت فيسك إلى أن «نتنياهو استخدم زيارته للكونغرس الأميركي كحيلة انتخابية فعالة فهو يعلم جيداً أن بإمكانه النجاة بأي فعل يرتكبه في الولايات المتحدة كثقته بقدرته على مواصلة تقديم الدعم للجيش الإسرائيلي وهو يرتكب المجازر ويقتل المئات من الأطفال الفلسطينيين في غزة بحجة الدفاع عن النفس»، مضيفاً: «أن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس سيكون غير متناسب تماماً كقصف قواته لغزة أضخم مركز للأحياء العشوائية الفقيرة في العالم».

واختتم فيسك: «أن نتنياهو لن يتحدث هذه المرة أمام الكونغرس عن العراق بل عن إيران وسيقف أعضاء الكونغرس كالعادة على أقدامهم للتصفيق»، مضيفاً بسخرية: «من المؤسف أن نتنياهو ليس مولوداً في نيويورك وإلا لكنا حصلنا عليه كرئيس للولايات المتحدة وتوقفنا عن التظاهر بأن هناك اختلافاً بين حكومتي الولايات المتحدة وإسرائيل».

ومن جهة أخرى، كشف مسؤولون رفيعو المستوى في الشرطة البريطانية فرار نحو 60 فتاة وسيدة بريطانية إلى سورية وسط تحذيرات أطلقتها الحكومة البريطانية بشأن الحملة الدعائية التي يتبعها تنظيم «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد المراهقات ليصبحن زوجات لـ»جهاديين» في التنظيم.

وقالت «إندبندنت»: إن أكثر من ثلث هؤلاء الفتيات وغالبيتهن في العشرين من العمر أبلغن عائلاتهن عن فقدانهن بحسب هيلين بول المنسقة الوطنية لمكافحة الإرهاب في بريطانيا».

وأشارت بول إلى تزايد انضمام الشبان البريطانيين إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سورية من خلال تأثرهم بأفكار وإيديولوجية تلك التنظيمات المتطرفة فقد اعتقل نحو 165 شخصاً العام الماضي بتهم تتعلق بتنفيذ أعمال إرهابية في سورية مقارنة بـ25 في العام الذي سبقه.

وتعد بريطانيا من أكثر الدول الأوروبية التي تصدر فتيات إرهابيات إلى سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم «داعش» حيث سلطت تقارير صحافية بريطانية الضوء على الدور الكبير الذي تقوم به الإرهابيات في تطبيق الممارسات الوحشية والإجراءات المتطرفة التي يفرضها التنظيم المذكور بحق المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء.

«غارديان»: «جون الجهادي» كان رجل مبيعات بارزاً في شركة اتّصالات كويتية

لا تزال صحيفة «غارديان» البريطانية تسلّط الضوء على شخصية القيادي في تنظيم «داعش» البريطاني الجنسية الذي ذبح الرهائن الغربيين والمعروف باسم «جون الجهادي». وقالت الصحيفة: «إن محمد الموازي كان يوماً ما رجل مبيعات بارز في شركة اتصالات كويتية كما علمت الصحيفة، في معلومات جديدة تُكشف عن رحلته من الحياة العادية إلى السمعة السيئة التي التصقت به كذابح للرهائن».

وأشارت إلى «أن الموازي البريطاني المولود في الكويت لكنه نشأ في لندن، كان هادئاً ومنعزلاً، لكن كان لديه موهبة طبيعية في عمله حسبما قال مديره السابق في مدينة الكويت الذي وصفه بأنه كان أفضل موظف لديهم في الشركة على الإطلاق، وقال عنه إنه كان ماهراً جداً مع الناس، هادئاً ومحترماً، وجاء إليهم وقدم لهم السيرة الذاتية الخاصة به»، وتابع الكويتي قائلاً: «إن فريق العمل بالشركة اندهش للغاية من أن بريطانياً من لندن يأتي إليهم ويعمل في الكويت، في وقت يتطلع الكثير من أقرانه في المنطقة إلى القيام بالرحلة في الاتجاه العكسي».

وأضاف المدير السابق أنه «بعد فترة اختبار ممتازة اختفى الموازي تماماً في نيسان عام 2010 بعد رحلة إلى لندن». وتساءل مستغرباً عن كيفية تحوّل شخص هادئ مثله إلى هذا الشخص الذي رأوه في الأخبار، فليس من المنطقي أن يكون هذا الرجل.

ونشرت «غارديان» صورة أخرى للموازي قبل سفره إلى سورية تم التقاطها في أوائل عام 2010.

وفي السياق نفسه، تم استجواب عائلة الموازي أول من أمس من قبل السلطات الكويتية، وقد قال مسؤولو الاستخبارات لكبار أعضاء عشيرة الموازي ألا يتشاركوا المعلومات حوله.

«فايننشيال تايمز»: حل «حزم» ضربة لجهود الغرب الهادفة لتقوية التمرد السوري

قالت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية «ان واحدة من جماعات التمرد السورية الرئيسية المدعومة من الولايات المتحدة أعلنت حل نفسها الأحد، بعد أسابيع من الاشتباكات مع عناصر محلية تابعة لتنظيم القاعدة». وأضافت الصحيفة: «أن الخطوة تمثل ضربة للجهود الغربية لتقوية جماعات التمرد، المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد لتقاتل ضد القوات الجهادية المتنامية في البلاد، ويعتبر الغرب حركة حزم المتمردة واحدة من أكثر الشركاء المهمين في المستقبل لأي حملة برية تكون مدربة ومدعومة من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وكانت الحركة المكونة من 5 آلاف مقاتل أولى الجماعات التي تحصل على صواريخ TOW المضادة للدبابات من واشنطن وخاضت الجماعة اشتباكات طيلة أسابيع مع عناصر «جبهة النصرة الجهادية»، فرع «تنظيم القاعدة» في سورية، حيث استطاع الطرفان إسقاط قتلى بين القيادات واحتجاز مقاتلين، وهو ما أسفر عن إعلان جبهة الشام المظلة الرئيسية لجماعات التمرد طلب إنهاء الاقتتال الداخلي». وقالت الصحيفة: «إن جماعات المعارضة السورية خشيت أن تتسبب الاشتباكات بين الجماعتين تقويض قدرتهم على صد ضربات الجيش السوري النظامي الذي يحاول حصار مدينة حلب».

«واشنطن بوست»: خطاب نتنياهو قد يساعده في الانتخابات لكنه يعقّد العلاقات مع أميركا

واصلت صحيفة «واشنطن بوست» اهتمامها بالخطاب المرتقب لرئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي، وقالت: «إن مجموعة مكوّنة من 180 من الجنرالات المتقاعدين وكبار مسؤولي الأمن السابقين في «إسرائيل»، حذّروا من أن هذا الخطاب حول البرنامج النووي لإيران سيضرّ أكثر مما ينفع، وقالوا إنه لن يضرّ فقط بالعلاقة الخاصة لإسرائيل مع الولايات المتحدة، بل سيقوّض أيضاً الروابط العسكرية والاستخباراتية بينهما، وأشاروا إلى أن الخطاب، سيجعل إيران أقرب إلى الحصول على القنبلة النووية بدلاً من إبطاء مشروعها النووي».

وقال عمنون ريشيف القيادي العسكري «الإسرائيلي» السابق: «إنه عندما يجادل رئيس الحكومة بأن خطابه سيمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، فإنه يضلّل «إسرائيل» ويقوي من شوكة إيران». وريشيف هو مؤسّس منظّمة مكوّنة من مئتين من كبار ضباط الاحتياط والمتقاعدين في الجيش «الإسرائيلي» والموساد وجهاز الأمن الداخلي «الشيت بيت» والشرطة وتمّ إنشاء هذه المنظمة التي تزعم أنها غير مسيسة العام الماضي من أجل دفع نتنياهو نحو اتفاق سلام إقليمي يهدف لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

وقالت «واشنطن بوست»: «إن عدد المعارضين لخطاب نتنياهو من داخل مؤسستي الدفاع والاستخبارات «الإسرائيلية» غير محدّد، وقال أعضاء المنظّمة الذين تحدثوا الأحد إنهم يشاركون نتنياهو مخاوفه من المشروع النووي الإيراني والاتفاق المرتقب لتجميد ومراقبة برنامج طهران النووي، إلا أنهم يقولون إن نتنياهو يرتكب خطأ بمواجهة رئيس أميركي أمام الكونغرس».

كما قال الكاتب الأميركي جاكسون ديل في مقاله بالصحيفة: «إن الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو قد يساعد في إعادة انتخابه رئيساً للحكومة لفترة أخرى، لكنه سيعقّد العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الخطاب يشير إلى تقدير بأن شيئاً جذرياً قد تغيّر في السياسات «الإسرائيلية» وفي العلاقات الأميركية «الإسرائيلية» في الـ15 سنة الماضية. ويفترض رهان نتنياهو أن سياسات أوباما في الشرق الأوسط قد نفّرت «الإسرائيليين» بشدّة، ومن ثم فإن نتنياهو سيكافأ ولن يعاقب في انتخابات 17 آذار لهجومه على البيت الأبيض، لكن يبدو أن الرهان محفوف بالأخطار كما يقول ديل. فوفقاً لبحث أجراه جوناثان رينهولد فى جامعة بار إيلان «الإسرائيلية»، فإن 90 في المئة من «الإسرائيليين» يرون أن العلاقات الوثيقة مع الولايات المتّحدة حيوية لأمن «إسرائيل»، وقال أغلبية أنه لا ينبغى أن تقوم «إسرائيل» بعملٍ عسكري ضدّ إيران من دون دعم أميركي، فيما انتقد 54 في المئة في استطلاع أجري مؤخراً قرار نتنياهو الحديث أمام الكونغرس.

«واشنطن تايمز»: «البنتاغون» يساعد أفغانستان في تجنيد وتدريب قوات شرطة نسائية

كشفت صحيفة «واشنطن تايمز» أن «الجيش الأميركي يساعد الشرطة الوطنية الأفغانية على تجنيد وتدريب قوات جديدة من النساء، مؤكّدين أن الجهود الجديدة تلعب دوراً كبيراً في المعركة ضدّ حركة طالبان المتطرفة».

وأضافت الصحيفة الأميركية: «في مجتمع ذي ثقافة ذكورية متشدّدة، حيث تتكون الشرطة الوطنية الأفغانية بشكلٍ رئيسي من الرجال، فإن إدخال بعض العناصر النسائية من شأنه أن يعزّز القوى مع تقدم قضية حقوق المرأة، ذلك بحسب مسؤولين في واشنطن وكابول». وأضافت: «هناك فوائد عملية للأمر، ففي الثقافة الأفغانية لا يمكن للمسؤولين الذكور دخول أو تفتيش حجرات النساء في المنازل أو دخول أماكن النساء في المساجد، كما يرى مؤيدو البرنامج أن وجود قوى نسائية في الشرطة الوطنية من شأنه أن يؤسّس روابط مع غيرهم من النساء في المجتمع ممن هم غير قادرين على التواصل مع رجال الشرطة بسبب الفصل المجتمعي بين الذكور والإناث».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى