بغداد: تحرير 97 منطقة في صلاح الدين ومقتل قادة بارزين لـ «داعش»
معارك طاحنة مع تقدم ملحوظ للقوات العراقية، هو عنوان الأيام الماضية في عملية عسكرية ضد «داعش» تشهد حشداً غير مسبوق باتجاه تكريت مركز صلاح الدين.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس تحرير 97 منطقة في محافظة صلاح الدين من سيطرة «داعش» بعد العديد من الهجمات العسكرية التي انطلقت منذ بداية الأسبوع، مشيرة إلى «قتل العشرات من الإرهابيين والانتحاريين».
وأعرب وزير الداخلية محمد سالم الغبان عن ثقته بالقوات العراقية في تحقيق النصر، مشدداً على ضرورة عدم التجاوز أوالإساءة للمواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم.
وقد وصل الغبان إلى مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين للإشراف على سير العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
من جهة أخرى، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أثناء اجتماعه بوزير الداخلية إن «العمليات العسكرية ضد داعش حققت نجاحاً ضمن مرحلتها الأولى وحطمت تحصينات العدو». وأضاف جودت أن «المرحلة الأولى تضمنت قتل العشرات من الإرهابيين وعدد من الانتحاريين وتدمير عدد من معامل التفخيخ ومحطة للتنصت».
وتشهد مدن محافظة صلاح الدين عمليات عسكرية واسعة تهدف إلى ملاحقة عناصر «داعش» وتضييق الخناق عليه. خصوصاً بعد تحرير ناحية حمرين في المحافظة.
وسجلت القوات الأمنية شمال وجنوب وغرب تكريت تقدماً على الأرض وهي تجبر عناصر «داعش» على التراجع إلى وسط المدينة، وجنوبا تم تحرير مناطق العوجة الجديدة وحسن خابور وحي الزهور.
ومن سبايكر شمالاً تواصل القوات العراقية تقدمها في حي القادسية لتصبح أطراف تكريت الجنوبية والشمالية تحت سيطرتها، حيث تبعد عن مركزها نحو كيلومترين فقط.
إلى ذلك، كشفت وزارة الدفاع العراقية، أمس، عن هروب 140 عنصراً بـ»داعش» من مدينة تكريت، فيما لفتت إلى أن نحو 30 في المئة من مسلحي التنظيم أغلبهم من الشباب فروا من قضاء الفلوجة.
وأفاد مصدر أن قوة استخبارية عراقية قتلت اليوم، الإرهابي أبو حمزة العبّادي المسؤول الأول عن التفخيخ و4 من معاونيه بقصفها معملاً للتفخيخ في الفلوجة. وأشار إلى أن القوات العراقية دمرت بالكامل معسكر تدريب لجماعة «داعش» الإرهابية بالقرب من جامع التوفيق في منطقة الجغيفي.
وحررت قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي بالكامل منطقة المالحة في شرق سامراء من سيطرة «داعش»، فيما تشن هجوماً واسعاً على مدينة العلم من محور قضاء طوز خورماتو شمال شرقي صلاح الدين وتحقق تقدماً كبيراً.
ويرجح الخبراء العسكريون أن تكون العملية العسكرية العراقية الجارية الآن لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت مقدمة للوصول إلى معقل مسلحي «داعش» الرئيس في الموصل.
وكان مسؤولون عسكريون أميركيون أعلنوا أخيراً أن واشنطن ترغب في أن يبدأ الجيش العراقي حملته العسكرية لاستعادة الموصل في نيسان المقبل.
ويؤكد المسؤولون العراقيون في تصريحاتهم أن الاستعدادات المتوافرة لمساندة الهجوم الحالي والذي يهدف إلى انتزاع محافظة صلاح الدين من أيدي مسلحي «داعش»، كفيلة هذه المرة بتمكين القوات العراقية من إحكام سيطرتها على المناطق التي تستردها والتقدم حتى جنوب مدينة الموصل.
سليماني يقدم الاستشارات للقادة العراقيين
من جانب آخر، كشفت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن وصول قائد فيلق «القدس» في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني إلى تكريت السبت الماضي قبل وقت وجيز من بدء الهجوم العراقي الواسع لاستعادة محافظة صلاح الدين وذلك لتقديم «الاستشارات للقادة العراقيين»، لافتة إلى أن سليماني «شارك استشارياً في الكثير من عمليات تحرير المدن والمناطق المهمة في العراق ومنها تحرير جرف النصر».