تقرير إخباري اليمن… العودة إلى الحوار
ناديا شحادة
خروج الرئيس هادي من صنعاء إلى عدن والدعم الخليجي له مادياً وسياسياً أربك المشهد السياسي اليمني وخلق معادلة جديدة في الساحة اليمنية، السعودية ودول الخليج التي ما زالت متمسكة بالمبادرة الخليجية التي وقعتها الأطراف السياسية الحاكمة والمعارضة في صنعاء في تشرين الثاني 2011، تلاشت معها أمال وأحلام وطموحات شباب الثورة اليمنية، ولكن في 21 أيلول 2014 الذي يعتبر علامة فارقة في التاريخ السياسي اليمني، حيث استطاعت جماعة أنصار الله السيطرة على صنعاء هذا الأمر الذي لم يرق للسعودية.
يرى المراقبون أن السعودية التي ستجر اليمن إلى المجهول والمتمسكة بالمباردة الخليجية تحاول الضغط على جماعة أنصار الله مستخدمة العديد من الوسائل، وذلك عقب انتقال الرئيس اليمني هادي إلى عدن وتحاول الضغط على جماعة أنصار الله في الشمال لكسب مواقف سياسية من الأحزاب اليمنية متغافلة عن أهداف الثورة اليمنية وتضحياتها.
هذه المعادلة لم يستوعبها إلى الآن سوى بعض العقلاء في الأحزاب السياسية والحراك الجنوبي وجماعة أنصار الله، الأمر الذي جعل المتابع للشأن اليمني يلتمس محاولة هذه الأحزاب البحث عن آفاق للتسوية السياسية ولهذا دعا قادة الأحزاب السياسية الرئيسية إلى الحوار في صنعاء لإدراكهم أن لا حلّ للأزمة اليمنية إلا من خلاله، ولن يكون مفيداً الرهان على أي خيار غير طاولة المفاوضات التي تجمع أطراف الأزمة كافة، وشهدت الساحة السياسية اليمنية جدالاً حول مكان انعقاد الحوار للخروج من الأزمة ورُفض طلب الرئيس اليمني هادي الذي جاء من رحم المباردة الخليجية والمتمسك بها بنقل الحوار إلى الرياض الذي طلب في 3 آذار 2015 بنقل جلسات الحوار إلى مقر مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية، ويدير الحوار مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر الذي أكد أن الفرقاء السياسيين اليمنيين موافقون على استئناف الحوار على أن يقرر هو شخصياً المكان الذي ستعقد فيه الجلسات.
ويرى المتابعون أن هادي المدعوم من السعودية يحاول من مدينة عدن إيجاد تكتل عسكري وسياسي موازٍ يعزز من سلطته الشرعية من جهة ويسهم في مزيد من العزل السياسي لجماعة أنصار الله من جهة ثانية، التي لا تؤمن إلا بالتقدم إلى الأمام لتحقيق انتصاراتها ومطالب الشعب اليمني.
ولكن طموحات وأحلام هادي والسعودية يراها المتابع للشأن اليمين أنها بعيدة من التحقيق لأن الشعب اليمني وغالبية الأحزاب السياسية أدركت إخفاقه وفشله في قيادة اليمني في المرحلة الانتقالية، فالشعب اليمني الذي عانى الأمرين جراء سياسة الإقصاء والتهميش لا يمكن أن يضع ثقته مرة أخرى في رئيس اعتاد أن يخلّ بالعهود.