«ذاكرة نيسان»… معرض صوَر فوتوغرافية على الرصيف
صور ـ محمد أبو سالم
برعاية مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وبمناسبة ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية، ومجزرة قانا الأولى، وذكرى تحرير مدينة صور من الاحتلال الصهيوني، افتتح منتدى الفكر والأدب في مدينة صور بالتعاون مع «جريدة السفير»، معرضَ صوَر فوتوغرافية تحت عنوان «ذاكرة نيسان»، وذلك على رصيف التكميلية الأولى الرسمية في مدينة صور، بحضور مدير عام جريدة السفير ياسر نعمة، رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، المطران شكر الله نبيل الحاج، ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، رئيس المنتدى الدكتور غسان فران وأعضاء الهيئة الإدارية، وممثلين عن الجمعيات الثقافية والاجتماعية والكشفية، وحشد من أبناء المدينة.
قدّم الاحتفال عضو الهيئة الإدارية في المنتدى أكرم جودي، ثمّ قدّمت فرقة كورال مدرسة الميادين الدولية عدداً من الأناشيد الوطنية والثورية عن المقاومة وذكرى مجزرة نيسان.
وألقى صفي الدين كلمة دعا فيها الجميع إلى الجلوس معاً والتحاور والاستماع جيداً لبعضهم، والنظر بعناية فائقة إلى المخاطر التي تتهدّد بلدنا، معتبراً أن لم يعد يُسمح بمزيد من الرهانات الخاسرة، والأحلام الطوباوية التي لا مكان لها للوجود أو للتحقق، «فاللبنانيون جرّبوا كل شيء ولم يجرّبوا أنفسهم وقواهم وقدراتهم الذاتية».
ورأى صفيّ الدين أن موقع رئاسة الجمهورية موقعٌ جامع للبنانيين، وأن الرئيس الذي أقسم على وحدة لبنان والشعب اللبناني وعلى حماية لبنان، هو الرئيس الذي ينبغي أن يحرص على جمع اللبنانيين، لا على تفرقتهم، وأن يرفع عناصر الخلاف ويقرّب اللبنانيين، وأن أخذ بإنجازات هذا الوطن التي تحققت بدماء الشهداء، وأن يرتقي به إلى حيث ينبغي أن يكون قوياً ومنيعاً وعزيزاً وكريماً. مشيراً إلى أن كل الظروف التي نعيشها تؤكد قدرتنا على تحقيق ذلك إذا ما قرأنا جيداً ما يجري حولنا من متغيّرات.
وأشار صفي الدين إلى أن هناك من يريد أن تمحى ذاكرة نيسان من جهة، وأن نعيش فيها من جهة أخرى، وثمة من يريد ألا يبقى من ذاكرتنا إلاّ النكسات والمجازر والآلام والضعف والويلات والحزن، وأن ننسى كل البطولات والإنجازات وكل ما تحقق. لافتاً إلى أنه ليس معيباً أن نعود في الذاكرة إلى الوراء، فالتاريخ حقيقة وكتاب ومحكمة يشهد كما الحاضر، وهو ركيزة في الحاضر والمستقبل.
ولفت إلى «أننا في وطن عاش الكثير من المحطات بحلوها ومرها ولكننا شعب يحب الحياة ويحب أن ينطلق نحو الغد، ويبني مستقبله ويستفيد من ماضيه».
وختم صفي الدين إن المقاومة ليست مقاومة بندقية ولا مدفع على أهميتهما، إلاّ أنها المقاومة بالوعي، مقاومة أمة بتكوينها ترفض الذل والإذعان والخضوع».
وألقى علوية كلمة أشار فيها إلى أن أسطورة «الجيش الذي لا يقهر» انهزمت في لبنان، وفرض المقاومون معادلاتهم وأجبروا العدوّ على الانسحاب في عتمة ليل دامس تاركاً وراءه دباباته وعملاءه ودشمه وتحصيناته التي سرعان ما اجتاحها المقاومون وزيّنوها بالورود وأعلام النصر والتحرير. لافتاً إلى أن اللبنانيين سطّروا بدمائهم أروع الملاحم والبطولات في نيسان وفي كل المواجهات ليبقى تاريخهم من صنع أيديهم، وتاريخ الجنوب منذ بدايته تاريخ ثورة على الظلم والقهر وثورة من أجل الحرية والعزة والكرامة.
وأكد نعمة أنّ «ذاكرة نيسان في لبنان، هي ذاكرة المجد والنصر المستمر وشعلة المقاومة التي ستبقى وهّاجة دائماً، وأنّ شهر نيسان هو شهر من أشهر المقاومة التي عشنا ونعيش بطولاتها على مر تاريخ لبنان المعاصر».
وألقى الشاعر حسين فران قصيدة تحدث فيها عن المقاومة والمقاومين الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل تحرير الوطن وحفظ كرامة الأمة وتحقيق حلمها بتحرير فلسطين من ظلم الاحتلال.
ختاماً، جال الحضور في المعرض واطّلعوا على الصوَر، التي تتحدّث عن الحرب الاهلية والاعتداءات «الإسرائيلية» على الجنوب وعلى مدينة صور، كما تضمن قسم منها صوراً عن نهضة المدينة بعد التحرير.