خطاب نتنياهو في الكونغرس فشل في إقناع أميركا بوقف الاتفاق النووي مع إيران

شكل خطاب رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي محور تعليقات الصحافة الغربية أمس، حيث أجمعت التحليلات على أن هذا الخطاب لم يقدم شيئاً جديداً وسيلحق الضرر بالعلاقات مع الولايات المتحدة بينما لم يطرح حلولاً لإقناع أميركا بوقف الاتفاق مع إيران حول ملفها النووي، إلا أن ما كان لافتاً هو الوقوف والتصفيق الحار الذي حظي به نتنياهو من الحاضرين خلال إلقائه الخطاب.

وفي هذا السياق، أشارت «غارديان» إلى أن الشيء الوحيد الذي نجح فيه الخطاب هو أنه سيديم الخرق العميق في الثقة بين الولايات المتحدة والقادة «الإسرائيليين»، وارتكب خطأ إجبار عدد من النواب الديمقراطيين على الاختيار بين «إسرائيل» ورئيسهم.

واعتبرت «إندبندنت» أن «داعش» وإيران والصدام مع أوباما أهم جوانب خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، مشيرة إلى أن معظم الخبراء يعتقدون أن «إسرائيل» تملك حوالى 20 صاروخاً نووياً، كما تعتقد المخابرات الأميركية أن إيران لا تسعى حالياً إلى تطوير أسلحة نووية ويبدو أن تصريحات نتنياهو جعلته متناقضاً مع هذا التقييم.

فشل أميركي جديد في الحرب التي أعلنتها على تنظيم «داعش» ألمحت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» التي أشارت إلى أن التوتر القائم بين العراق والولايات المتحدة بشأن كيفية محاربة «داعش» خرج للعلن الثلاثاء، عندما أعلن مسؤولون عراقيون أنهم سيقاتلون التنظيم الإرهابي بناءً على جدول زمني خاص بهم سواء مع أو من دون المساعدة الأميركية.

«إندبندنت»: «داعش» وإيران والصدام مع أوباما أهم جوانب خطاب نتنياهو أمام الكونغرس

تابعت صحيفة «إندبندنت» البريطانية بدورها خطاب رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الثلاثاء، وقالت: «إن هناك خمسة أجزاء رئيسية في هذا الخطاب، أولها يتعلق بالسياسة فقد قال نتنياهو إنه يأسف لأن البعض يرى ظهوري في الكونغرس أمراً سياسياً، لكني أعلم أنه أياً كان الجانب الذي تقفون عليه فأنتم مع إسرائيل».

وكان البيت الأبيض قد حذر قبيل خطاب نتنياهو من أنه أضر بنسيج العلاقة بين «إسرائيل والولايات المتحدة، وقاطع 60 من النواب الديمقراطيين الخطاب»، وقالت نانسي بيلوسي رئيسة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب، إنها كانت تبكي تقريباً خلال الخطاب وأحزنتها إهانة المخابرات الأميركية. أما الجزء الثاني الأساسي فكان يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني حيث قال نتنياهو إنه لو تم قبول الاتفاق الذي يجرى التفاوض عليه مع إيران، فإنه لن يمنع طهران من تطوير أسلحة نووية ولكنه سيضمن أنها تحصل على الكثير منها».

وقالت «إندبندنت»: «معظم الخبراء يعتقدون أن إسرائيل تملك حوالى 20 صاروخاً نووياً، كما تعتقد المخابرات الأميركية أن إيران لا تسعى حالياً إلى تطوير أسلحة نووية، ويبدو أن تصريحات نتنياهو جعلته متناقضاً مع هذا التقييم. الجزء الثالث الذي تناوله الخطاب هو الروابط التاريخية وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو مضى في النهج الذي طالما تبناه قادة إسرائيل، عن تاريخ الاضطرار للوقوف وحدها، وكانت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة قد قالت في خطاب أمام لجنة إيباك إن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل وقدمت لها المال والسلاح وواجهت الهجوم عليها فى أروقة المنظمة الدولية»، الجزء الرابع يتعلق بصدام نتنياهو مع أوباما، حيث قال الأول «إنه يقف في واشنطن بينما الخلاف صارخ للغاية، فوثيقة تأسيس أميركا تعد بالحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة، بينما تتعهد وثيقة تأسيس إيران بالموت والطغيان والسعي إلى الجهاد، وبدا أن نتنياهو يؤكد أن النزاع مع إيران يأتي في إطار صدام الحضارات، بينما يسعى أوباما لرؤية إيران تعود إلى الحظيرة الدولية، أما الجزء الأخير فيتعلق بتنظيم داعش، حيث قال نتنياهو إن المعركة بين إيران وداعش لا تحول طهران إلى صديقة لأميركا وهنا حقيقة مؤرقة لمن يتعاملون مع القضية الإيرانية، وهي أن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والقادة الإيرانيين هم من حققوا أفضل نجاح في مواجهة تقدم داعش في العراق».

«نيويورك تايمز»: عملية تكريت كشفت التوتر بين العراق والولايات المتحدة

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «إن التوتر القائم بين العراق والولايات المتحدة بشأن كيفية محاربة تنظيم داعش خرج للعلن الثلاثاء، عندما أعلن مسؤولون عراقييون أنهم سيقاتلون التنظيم الإرهابي بناءً على جدول زمني خاص بهم سواء مع أو من دون المساعدة الأميركية».

وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أن «هذا يأتي بينما تم استبعاد الطائرات الحربية الأميركية من أكبر هجوم عراقي على تنظيم داعش وطرد عناصره من تكريت، ما يزيد المخاوف بشأن دور إيراني متزايد في دعم الحكومة العراقية».

وشنت القوات العراقية الاثنين الماضي، عملية حساسة سياسياً للإطاحة بعناصر تنظيم «داعش» من مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، من دون الحصول على موافقة أو مساعدة أميركية وهو ما صرح به مسؤولون.

ولفتت الصحيفة إلى أنه «حتى بينما كان العراق يتخذ خطوته الأولى في معركة أكبر للإطاحة بتنظيم داعش من مدينة الموصل، فإنه كان يشير إلى أن تحالفه مع الولايات المتحدة قد يكون أكثر هشاشة مما يصوره المسؤولون».

وأعرب المسؤولون الأميركيون عن «قلقهم حيال الدور البارز لإيران وحلفائها من الدفاع الشعبي في عملية تكريت». وقال قادة الدفاع الشعبي: «إن مقاتليهم شكلوا أكثر من ثلثي قوات القوات الموالية للحكومة العراقية التي يبلغ عددها 20 ألف جندي، وأن اللواء الإيراني قاسم سليماني العقل المدبر، كان يساعد في قيادة المقاتلين بالقرب من الخطوط الأمامية».

«دايلي بيست»: بتريوس قدم مواد سرية للغاية لعشيقته أثناء توليه منصبه

كشف موقع «دايلي بيست» أن ديفيد بتريوس المدير السابق لـ«سي آي إيه»، والذي خرج من منصبه بفضيحة جنسية، لم يكشف فقط عن أسرار لعشيقته، بل شارك معها بعض أكثر المعلومات الحساسة الخاصة بوزارة الدفاع. واعترف بتريوس القائد السابق بالجيش الأميركي الثلاثاء بذنبه بتقديمه معلومات سرية للغاية لعشيقته السابقة. وجاءت تلك المعلومات في ثمانية «كتب سوداء» احتوت على كل شيء بدءاً من هويات الضباط السريين إلى مناقشات مع الرئيس باراك أوباما، وكانت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالية قد زعما عام 2012 أن بتريوس قدم معلومات سرية لعشيقته بولا برودويل ما أدى إلى استقالته إلا أن خطورة تلك المعلومات لم تكن واضحة حتى الآن، وقال مكتب المدعي العام في المقاطعة الغربية بغرب كاليفورنيا في بيان حقائق بشأن القضية إنه عندما كان بتريوس قائداً لقوات التحالف في أفغانستان، احتفظ بـ«كتيبات» احتوت على جدول أعماله اليومية وملاحظات سرية وغير سرية كتبها خلال الاجتماعات الرسمية والمؤتمرات وجلسات الاستماع، وهذه الملاحظات كانت موجودة في كتيبات بأغلفة سوداء وضع على كل منها بطاقة العمل الخاصة ببتريوس. ووفقاً لما ورد بالبيان، فإن تلك الكتب احتوت جميعاً على معلومات سرية تخص هويات الضباط السريين واستراتيجية الحرب والقدرات والآليات الاستخباراتية والمناقشات الدبلوماسية، وتعليقات ومناقشات تداولية من اجتماعات مجلس الأمن القومي ومناقشات مع رئيس الولايات المتحدة كما احتوت أيضاً على معلومات عن الدفاع الوطني منها كلمات ورموز سرية للغاية وفقاً لوثائق المحكمة بمعنى آخر لم تكن تلك أسراراً عادية، بل كانت مواداً سرية للغاية». وأشار «دايلي بيست» إلى أن «بتريوس احتفظت بتلك الكتب السوداء في حقيبة في منزله، وفقاً لمحادثة تم تسجيلها من قبل كاتب سيرة ذاتية والعشيقة بولا بروديل عام 2011 وقال بيتريوس إن بعض تلك المعلومات سرية للغاية، ومنها ما يحتوى على رموز، لكن برغم ذلك كتب رسائل بريد إلكتروني لعشيقته ووافق على أن يقدم لها الكتب السوداء وسلم بتريوس بشكلٍ شخصي الكتب السوداء لمكان إقامة كانت بردويل تمكث فيها في واشنطن وبعد أيام قليلة عاد ليستردها».

«غارديان»: نتنياهو وقع في خطأ إجبار الديمقراطيين على الاختيار بين «إسرائيل» ورئيسهم

اهتمت صحيفة «غارديان» البريطانية بالخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي الثلاثاء، وقالت: «إن نتنياهو نجح في النهاية في تنحية الخيار النووي جانباً ونجح في ما يجيد فعله وهو بث الخوف لدى السياسيين الأميركيين حتى الموت، وكان البيت الأبيض قد حذر قبيل الخطاب من أن نتنياهو يحاول عرقلة المفاوضات الغربية مع إيران بالكشف عن تفاصيل الاتفاق، وألمح مساعدو رئيس الوزراء «الإسرائيلي إلى أنه سيفعل هذا على أية حال، إلا أن الخطاب تناول معلومات قال نتنياهو نفسه إنه يمكن العثور عليها على «غوغل».

واعتبرت الصحيفة أن «رد الفعل السريع من قبل الإدارة الأميركية على خطاب نتنياهو إشارة واضحة على أن العلاقة المسمومة بين رئيس وزراء إسرائيل ورئيس أهم دولة حليفة للدولة العبرية لن تخف وطأتها».

ورأت «غارديان» أن «نتنياهو لم يقدم أي حلول بديلة سوى العقوبات التي لا نهاية لها ضد إيران حتى تقوم بتلبية مطالب غامضة لوقف العنف ضد جيرانها ووقف دعم الإرهاب حول العالم». والشيء الوحيد الذي نجح فيه الخطاب هو أنه سيديم الخرق العميق في الثقة بين الولايات المتحدة والقادة الإسرائيليين كما تقول «غارديان»، واستطاع نتنياهو أن يحقق شيئاً آخر، فارتكب خطأ إجبار عدد من النواب الديمقراطيين على الاختيار بين «إسرائيل» ورئيسهم، فقد قاطع العشرات منهم الخطاب بينما حضر آخرون الجلسة بتردد خوفاً من التداعيات السياسية لإزعاج اللوبي الموالي لـ«إسرائيل»».

«واشنطن بوست»: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس جاء قوياً لكن جمهوره محدود النفوذ

علقت صحيفة «واشنطن بوست» على الخطاب الذي ألقاه رئيس حكومة «إسرائيل» بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الثلاثاء، وقالت: «إن نتنياهو قد شرح قضيته بشأن الاتفاق المحتمل بين الغرب وإيران بخصوص برنامجها النووي، إلا أنه فعل ذلك أمام مستمعين نفوذهم محدود».

وأشارت الصحيفة إلى أن «أغلب من كانوا يستمعون إلى نتنياهو أمس لديهم سلطة محدودة لوقف الاتفاق مع إيران أو التأثير في المفاوضات التي تقترب الآن من موعدها النهائي، فليس لدى الجمهوريين المؤيديين له والذين صفقوا له بشكل حار عدة مرات ولا الديمقراطيين قول مباشر وكذلك الأمر بالنسبة للناخبين الإسرائيليين المنقسمين الذين قد يعيدون أو لا يعيدون نتنياهو إلى السلطة في غضون أسبوعين. أما الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي له صوت مباشر في هذا الشأن لم يعجبه ما سمعه من رئيس وزراء إسرائيل، فقد صرح أوباما للصحافيين في البيت الأبيض بعد خطاب نتنياهو، قائلاً إنه لم تتسنّ له سوى فرصة قليلة لإلقاء نظرة على نص الخطاب»، مشيراً إلى أنه كان «مشغولاً بأمور أخرى وقت الخطاب». وأضاف: «أنه لم يكن هناك شيء جديد بقدر ما يمكن أن يقول». ووصفت «واشنطن بوست» استراتيجية نتنياهو بأنها «ضربة غير موفقة أصابت هدفاً غير مقصود ويستخدم دعم الكونغرس لنهجه المتشدد إزاء الاتفاق النووي من أجل فرض مزيد من العقوبات على إيران التي يمكن أن تغرق المفاوضات أو تدفع إيران للابتعاد منها، ويستخدم أيضاً دعم الكونغرس لمحاولة أن يدعم موقفه كمدافع شرس عن حقوق إسرائيل، وصورتها قبيل انتخابات 17 آذار الجاري وكان خطابه يحتوي على تنبؤات متشائمة وإشارات تاريخية وحديث عن الحد من الأسلحة».

وأكدت الصحيفة أن «الكونغرس ليس له قول فصل حول الاتفاق الممكن، لكنه يمكن أن يعقده أو يؤجله جزئياً لأن المشرعين سيصوتون في النهاية على التخلي عن بعض العقوبات ضد إيران. كما أن هذا الاتفاق المحتمل سيحدد متى وكيف يمكن رفع العقوبات التي فرضها كل من الكونغرس والإدارة الأميركية.

من جانبه، وصف الكاتب الأميركي البارز ديفيد أجناتيوس المعني بشؤون إيران والشرق الأوسط ما قام به نتنياهو بأنه لعبة لا فائز فيها، وقال: «إن رئيس وزراء إسرائيل حشد بقوة ضد الاتفاق المحتمل في إيران في خطابه المصاغ بشكل جيد أمام الكونغرس والمشكلة أنه أنشأ لعبة لا فائز فيها مع الإدارة الأميركية وسيخرج منها كل من الرئيس الأميركي ورئيس وزراء إسرائيل كخاسرين». وحذر من أن «الاتفاق النووي قد يؤدي إلى خلق برميل بارود نووي في الشرق الأوسط وسيؤدي حتماً إلى الحرب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى