كيري إلى السعودية للتشاور وتأجيل المفاوضات إلى 15 آذار
قال مسؤول أميركي إن المفاوضات بشأن ملف إيران النووي تأجلت إلى يوم 15 آذار الجاري بعد جولة مفاوضات جديدة استمرت لمدة 3 أيام في سويسرا، مرجحاً احتمال عقد جولة المفاوضات المقبلة في مدينة جنيف السويسرية.
وقد أجرى الوفدان الإيراني والأميركي في مدينة مونترو السويسرية في وقت سابق أمس محادثات النووية التي انطلقت بداية هذا الأسبوع.
والتقى كل من رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز، ثم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري في لقاءين مختلفين، حيث غادر الأخير أمس إلى السعودية للتشاور بشأن التطورات التي وصلت إليها المفاوضات النووية.
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني عدم رضوخ إيران لاتفاق حول برنامجها النووي لا يراعي حقوق الشعب الإيراني. وقال: «إذا كانت المفاوضات ترمي لمزيد من الشفافية فنحن مستعدون، ولكننا نرفضها إذا كانت تريد منع إيران من تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي» مضيفاً: «نريد اتفاق رابحاً ـ رابحاً متوازناً ودائماً وهذا سيكون لمصلحة المنطقة والعالم».
واعتبر روحاني أن أمام مجموعة 5+1 خيارين هما التوصل لاتفاق مع إيران ضمن لإطار القوانين الدولية أو خيار العقوبات الذي لا أثر له، وأكد أنه «على المجموعة الدولية التوصل إلى اتفاق مع إيران ضمن إطار القوانين الدولية أو أن تنكر الواقع وبهذا ستشاهد كيف سيتطور البرنامج النووي السلمي الإيراني سريعاً».
الرئيس الإيراني اعتبر أن الكيان الصهيوني هو أكبر خطر يهدد المنطقة التي يسعى إلى إشعال النيران فيها، مشيراً إلى أن «إسرائيل» سعت إلى السلاح النووي بعيداً عن المقرارات الدولية وهي تخزن العديد من القنابل النووية كما ترفض التوقيع على معاهدة حظر الانتشار أو زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها.
وقال روحاني إن الكلام «الإسرائيلي» لا تأثير له في عزم الشعوب والحكومات مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني منزعج من المفاوضات لأن استمرار حياته يكون في ظل الحرب والاعتداء.
واعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن «هناك نوعاً من العرض الاستعراضي السياسي ضد البرنامج النووي الإيراني حصل خلال الأيام الماضية عالمياً، وما جرى في الكونغرس الأميركي الثلاثاء ليس إلّا استعراضاً سياسياً يدلّ على استغلال كونغرس دولة كبيرة من قبل كيان هش».
وقال لاريجاني إن «ادعاءات نتنياهو تؤكد صحة قول الامام الخميني بأن «إسرائيل» غدة سرطانية»، موضحاً أن «الولايات المتحدة هي من طلب ولمرات عدة الدخول في مفاوضات، وحتى أنها طلبت وساطة عّمان القول بأن العقوبات هي التي أجبرتها على ذلك كلام فارغ».
واعتبر المسؤول الإيراني أن كلمة نتنياهو «تدلّ على قلقه من إيران، وأنّ قلق إسرائيل الأساسي هو من نفوذ فكر الثورة في المنطقة و العالم».
بدورها، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ماورد في خطاب نتنياهو الأخير أمام الكونغرس الأميركي بـ«الأكاذيب المكررة وتثير الاشمئزاز».
ودانت أفخم، في الإشارة إلى كلمة نتنياهو الأخيرة أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، «محاولات رئيس وزراء الكيان الصهيوني لإثارة الخوف من إيران»، ووصفتها بـ «المسرحية الرامية للتحايل والتغرير وتصبّ في سياق الحملة الانتخابية للمتشددين في الكيان».
واعتبرت أفخم كلمة نتنياهو بأنها «تؤكد الضعف والعزلة المتزايدة للمجموعات المتشددة، فضلاً عن مؤيدي الكيان وتدخل في محاولات ترمي لفرض أعمال تحمل التطرف، وبعيدة من المنطق التطرف على السياسة الدولية».
وشددّت على «أنه لم يبق أدنى شك في أن الرأي العام العالمي لايقيم أي وزن واعتبار للكيان الذي ارتكب مجازر بحق الأطفال».
وأشارت المتحدثة الإيرانية إلى المفاوضات النووية وقالت: «إن استمرار المحادثات والرغبة الجادة لإيران في معالجة هذه الأزمة المختلقة جعلت سياسة التخويف منها تواجه مشاكل أساسية وأن مثيري هذه الأكاذيب والمخططين لهذه الأزمة المختلقة فقدوا اتزانهم النفسي».
وفي السياق، رفض رئيس وزراء كيان العدو «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو انتقادات الرئيس الأميركي باراك أوباما لخطابه أمام الكونغرس، والذي ندد فيه بـ«الاتفاق السيء»، الذي تسعى واشنطن لإبرامه مع طهران.
وقال نتنياهو أمس بعد وصوله إلى الاراضي المحتلة عائداً من واشنطن إنه قدم «بديلاً عملياً يفرض قيوداً أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني ما يمدد الفترة التي تحتاجها لتحقيق اختراق في برنامجها النووي لسنوات».
وأضاف: «دعوت أيضاً مجموعة 5+1 القوى الدولية التي تفاوض إيران للإصرار على اتفاق يربط رفع العقوبات عن إيران بوقف دعمها للإرهاب في العالم وهجومها على الدول المجاورة ودعواتها لتدمير إسرائيل».
وبحسب نتنياهو، فإنه تلقى «ردوداً مشجعة من الديمقراطيين والجمهوريين» بعد خطابه أمام الكونغرس، موضحاً أنهم «فهموا أن الاقتراح الحالي سيؤدي إلى اتفاق سيء وأن البديل هو اتفاق أفضل».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في وقت سابق إن بنيامين نتنياهو لم يقدم أي بديل أمام الكونغرس لخطة الاتفاق الحالي بخصوص الملف النووي الإيراني.
ونفى البيت الأبيض أمس خبر تهديد واشنطن «لإسرائيل» بإسقاط طائراتها في حال ضرب أهداف تخص البرنامج النووي الإيراني.
وقد نشر مجلس الأمن القومي الأميركي التابع للبيت الأبيض تغريدة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الإجتماعي «تويتر» قال فيها «لا صحة للتقارير المتعلقة بالرئيس أوباما والطائرات الإسرائيلية، هي مجرد إشاعات تشبه الإشاعات الكثيرة التي راجت أخيراً وتتعلق بالمفاوضات مع إيران».