«مسيحيو المشرق»: الاعتدال ورفض الإرهاب يكونان بالأفعال
استهجن لقاء مسيحيي المشرق «فشل مجلس النواب المتكرر بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، على رغم مرور عشرة أشهر على شغور سدة الرئاسة». وحذر من «تحويل هذه المسألة إلى قضية ثانوية عبر التلهي بآلية عمل مجلس الوزراء، نظراً إلى ما يشكله خلو سدة الرئاسة من ضرب للصيغة اللبنانية، وتهديد خطير لعمل مؤسسات الدولة الدستورية في شكل منتظم وطبيعي».
وكرر اللقاء في بيان صدر إثر اجتماعه الدوري في مقره في مطرانية الكلدان في بعبدا، برئاسة أمينه العام المطران سمير مظلوم «مناشدته جميع الأفرقاء كي يبذلوا قصارى جهدهم من أجل الإسراع في انتخاب رئيس جديد، ما يحصن صيغة العيش المشترك ويضمن احترام مقتضيات الميثاق الوطني».
وندد بـ»أشد التعابير بالهجمة الشرسة التي قام بها تنظيم «داعش» الارهابي على القرى والبلدات الآشورية المسالمة في محافظة الحسكة وما رافق ذلك من خطف لأكثر من 200 آشوري بينهم أطفال ونساء.
وإذ عبّر عن فرحه لخبر إطلاق بعض المخطوفين، أبدى «قلقه الشديد لناحية عدم معرفة مصير سائر المخطوفين الأبرياء». وناشد اللقاء «الأجهزة الأمنية المختصة تسهيل دخول الآشوريين الهاربين من جحيم الاضطهاد في سورية».
ورفض اللقاء «بشكل مطلق أي تعدٍ أو حجز لحرية أي شخص»، وحذر «من استمرار استهداف المسيحيين كرهائن»، وطالب «الجهات والدول التي تستطيع التأثير على الجماعات المسلحة أن تتدخل بغية العمل على إطلاق جميع المخطوفين وعلى رأسهم المطرانان يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، كي تثبت أن الاعتدال ورفض الإرهاب لا يكونان بالأقوال فقط بل أيضاً بالأفعال».
وأكد اللقاء «أن قيام المجموعات التكفيرية باستهداف المتاحف وتدمير التراث الثقافي لهذه المنطقة إنما هو أبلغ تعبير على الصراع الحضاري الذي تخوضه شعوب المشرق على اختلاف مشاربها في وجه الفكر التكفيري البربري». واستنكر «إحراق جزء من إكليريكية أرثوذكسية في القدس وما رافق ذلك من كتابة عبارات عنصرية مسيئة للسيد المسيح باللغة العبرية ما ينم عن عقلية متطرفة لا تختلف كثيراً عن عقلية الجماعات الإرهابية التي تعيث في بلدان الشرق الأوسط خراباً ودماراً».
وإذ حمل «سلطات الاحتلال مسؤولية هذا الفعل الاجرامي»، اعتبر «أن هذا الإعتداء يأتي ضمن سلسلة طويلة من الإعتداءات التي قامت بها مجموعات «إسرائيلية» متطرفة على الأديرة والمعالم المسيحية والاسلامية في القدس منذ 2012».