«إسرائيل» عدوّ كافٍ
بلال شرارة
ما كان يرمي إليه مخطط حرب السيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية تحت عنوان «الشرق الأوسط الكبير أو الموسع»، وما كان يهدف إليه بواسطة «الربيع العربي» والانقلاب على النظام العربي بنظام أكثر تخلّفاً، هو في ما بعد وبعد، تبديد قوة الأقطار العربية وجيوشها ثم إيقاع فتنة سنية ـ شيعية.
سنية بقيادة تركيا التي منذ استيلاء حكم «حزب العدالة والتنمية» على مقاليد السلطة في تركيا بواسطة أميركية وإخضاع الجيش التركي للسلطة المدنية، تبحث، أي تركيا، عن دور إقليمي «إمبراطوري».
ما تغير في المشهد هو ثورة 30 حزيران المصرية، إذ أعادت الأمور إلى المربع الأول، كذلك الهزيمة الجديدة لحزب النهضة في تونس.
طيّب، الآن تجرى محاولة لجمع «الجان»، وتبذل مساعٍ لإعادة «تصويب» البوصلة المصرية! وإدارة حرب فتنة مذهبية في المنطقة تحت ستار «الأمن البحري» وتهديد «أمن» بحر العرب والبحر الأحمر وباب المندب وطرق مرور النفط وحاملات النفط.
تهدف المساعي إلى التصويب على عدو «واحد» ليس الإرهاب، بل دمج الإرهاب في جيش النظام القديم ـ الجديد في حرب مذهبية ضد «إيران» التي تمثل حسب تقاطع مواقف غربية ـ عربية ـ «إسرائيلية» تهديداً نووياً وتهديداً لأمن المنطقة وتصدّر الإرهاب «الحوثي» و«حزب الله اللبناني» و«حزب الله السوري»!
هكذا، ما أن تنتهي المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وفي ظلّ يمكن أن يوصف بالتهديد الايراني الموجه إلى الغرب، يبدأ العمل على تحجيم دور إيران إقليمياً وإشعال حرب مذهبية لتبديد قوة المسلمين «السنة» و«الشيعة».
هذا هو المخطط، ولا أزعم أنني أعرف ما لا تعرفون، فأنا أجمع إشارات ومعلومات من هنا وهناك وأتابع الأخبار وأراقبها:
الأسبوع الماضي، تحدثت صحيفتا «الحياة» و»الشرق الأوسط» عن نشر الحوثيين صواريخ «أوكرانية» الصنع على البحر الأحمر، وتحدثتا عن استيلائهم على طائرات سوخوي. وترافقت هذه الأنباء مع مناورات «الرسول الأعظم- 9» الإيرانية على «باب المندب» وإعلان قيادة الحرس الثوري الإيراني قدرتها على السيطرة على هذا المدخل البحري والقيام بمناورة للاستيلاء على «حاملة طائرات أميركية».
الآن، أردوغان، والسيسي، وقبلهما قمم خليجية وأردنية وفلسطينية في الرياض وجدة ، والهدف الراهن على ما يتردّد إعادة إنتاج سياسات معروفة وتهدئة الخواطر وترتيب الأوليات على قاعدة توصيف إيران أنها العدو المشترك وادارة العمليات ضدها.
أهتم بأن تكون الأولوية المصرية:
1 – الأخطار التي تتهدد مصر انطلاقاً من سد النهضة الأثيوبي.
2 – تأمين فرص عمل وتمكين المصريين من زيادة دخلهم.
3 – التصدي للتهديدات الأمنية النابعة من الجوار الليبي والسوداني وسيناء عبر الإرهاب «الداعشي» في العريش والشيخ زويد وأنحاء سيناء ومصر وعدم الانخراط في مهمات عربية أو دولية في مواجهة ايران.
الحل يا إخوان ليس في التفاهم مع تركيا من جرّب المجرب كان عقله مخرّباً بل بالتفاهم مع إيران ورسم التهديدات لأمن الأمتين الإسلامية والعربية مع استيعاب الدور التركي وليس «الحزبي التركي»، شرط عدم خضوع الدور للحلف الأطلسي.
أتراني أحلم؟ أتراني أعكس الخطط المرسومة؟ أتراني نسيت مقررات اجتماع حلف الأطلسي في اسطنبول؟
أتراني…؟ ومن أنا حتى أعارض التوجهات الأميركية؟
أنا ومن مثلي نقول: لا للفتنة المذهبية التي تتمّ عسكرتها على قدم وساق. وحذار من تبديد قوة المسلمين بعد العرب في حروب عبثية. وللجميع نقول إن من كانت «إسرائيل» عدوه فهي عدو كافٍ.