إرهابيو «جبهة النصرة» في سورية حصلوا على أسلحة وصواريخ أميركية
كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن مقاتلين من تنظيم «جبهة النصرة» حصلوا على أسلحة أميركية بما فيها صواريخ مضادة للدبابات ونشروا صوراً يتباهون فيها بهذه الأسلحة وذلك في دليل آخر على الوجهة النهائية التي تصل إليها الأسلحة المتنوعة التي تقدمها واشنطن لأتباعها من الإرهابيين في سورية الذين تسميهم «معارضة معتدلة».
وأشارت الصحيفة في تقرير أعده جون هول إلى أن مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» استولوا على أسلحة أميركية وصواريخ مضادة للدبابات من طراز «تاو بي جي ام 71» بعد مهاجمتهم مقار تابعة لتنظيم ما يسمى «حركة حزم» المدعوم من قبل الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة زودت تنظيم «حركة حزم» بشحنات كبيرة من الأسلحة والإمدادات الغذائية خلال الأشهر الأخيرة وقد وقعت كل هذه الإمدادات بيد تنظيم «جبهة النصرة».
وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل فيها تنظيمات إرهابية مثل «جبهة النصرة» على أسلحة أميركية زعمت واشنطن إرسالها إلى الإرهابيين الذين تسميهم «المعارضة المعتدلة» في سورية.
وأفاد تقرير نشرته منظمة «أرممنت ريسيرتش» أواخر العام الماضي أن إرهابيي تنظيم «داعش» يستخدمون أسلحة أميركية وصلت إليهم عبر طرق الإمداد التي اعتمدتها الولايات المتحدة لدعم من تسميهم «المعارضة المعتدلة» ليحصلوا على السلاح الأميركي من السعودية.
وتتمسك الإدارة الأميركية بسياستها القائمة على دعم الإرهاب في سورية تحت ستار ما تطلق عليه تضليلاً مسمى «معارضة معتدلة»، وتقديمها كل أشكال الدعم لهذه التنظيمات الإرهابية الموالية لها على رغم كل التقارير وحتى اعترافات الساسة الغربيين بعدم وجود ما يسمى «المعارضة المعتدلة» في سورية وإدراك واشنطن فشل مخططاتها التدميرية والإخفاقات المتلاحقة التي منيت بها هذه التنظيمات الإرهابية الموالية للولايات المتحدة.
من جهة أخرى، كشفت «ديلي ميل» أن متطرفين متواطئين مع تنظيم «داعش» في سورية يعمدون إلى انتحال صفة رجال الشرطة ويقومون بسرقة مدخرات المتقاعدين المسنين في بريطانيا لتمويل التنظيم وجرائمه.
وأوضح الكاتب «ريتشارد سبيليت» في تقرير نشرته الصحيفة أن أساليب الاحتيال التي يتبعها هؤلاء المتطرفون تعتمد على انتحال شخصية رجال الشرطة والاتصال بأشخاص لديهم حسابات مصرفية زاعمين بأن هذه الحسابات تعرضت للخطر أو الاختراق وبهذه الحجة المزيفة يطلبون من الضحايا تحويل أموالهم إلى حساب مصرفي آخر فينتهي بها الأمر بيد المتطرفين الذين يستخدمونها لتمويل تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية وشراء الأسلحة والذخائر له.
يذكر أن بريطانيا التي كانت من أوائل الدول الغربية إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا في دعم الإرهابيين بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية بدأت تتحسس الخطر الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون في حال عودتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة «غارديان» أن بنوكاً بريطانية وأجنبية أوقفت أو أعادت ملايين الجنيهات الاسترلينية المتدفقة على شكل تبرعات إلى الجمعيات الخيرية بسبب المخاوف من أن يصل هذا المال في نهاية المطاف إلى يد تنظيمات إرهابية.
ونقلت الصحيفة عن معهد «التنمية لما وراء البحار» الذي يتخذ من لندن مقراً له قوله في تقرير إن «بنوكاً دولية بما فيها اتش اس بي سي ويو بي اس ونات ويست جمدت الحسابات التي تحتفظ بها الجمعيات الخيرية المسجلة في بريطانيا والمنظمات غير الحكومية التي تقدم المساعدات في مناطق داخل سورية والعراق».
وتحاول السلطات البريطانية ملاحقة الجمعيات الخيرية بعد الكشف عن ارتباط عدد منها بتمويل الإرهاب والتطرف وتحويل الأموال إلى تنظيمات إرهابية في سورية والعراق.
وحذر المعهد من عدم وجود توجيهات من قبل وزارة الخزانة البريطانية حول كيفية تعامل واستجابة البنوك لقانون مكافحة الإرهاب، الأمر الذي تسبب بحالة من النفور تجاه الجمعيات الخيرية في بريطانيا خشية ارتباطها بتنظيمات إرهابية أو متطرفين.
وكانت مفوضية الجمعيات الخيرية في بريطانيا أطلقت في تشرين الثاني الماضي سلسلة من التحقيقات الرسمية بشأن عمل المنظمات الخيرية البريطانية واحتمال ارتباط بعضها بتمويل تنظيمات إرهابية.
ووضعت المفوضية العام الماضي نحو 55 جمعية خيرية في بريطانيا تسيطر على عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية تحت المراقبة.