أوروبا تطمح لتشكيل جيش موحد للتخلص من التسلط الأميركي
اقترح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكير تشكيل جيش أوروبي، في تلميح إلى نية أوروبا سحب مفاتيح أمنها من اليد الأميركية المتسلطة في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
ونقلت صحيفة Welt am Sonntag الألمانية أمس عن يونكير قوله إن «مثل هذا الجيش يساعدنا في وضع سياسة خارجية مشتركة وسياسة أمنية فضلاً عن حمل مسؤولية أوروبا عن الأحداث في العالم سوية».
وأضاف أنه مع هذا الجيش سيستطيع الاتحاد الأوروبي الرد على التهديدات الموجهة لدول الاتحاد والدول المجاورة له، معتبراً أنه بهذا الشكل ستُفهم أوروبا روسيا «جديتنا في الدفاع عن قيم الاتحاد الأوروبي».
ولفتت الدورية إلى أن هذا الاقتراح لاقى تأييداً بين نواب البرلمان الألماني الذي رأى رئيس لجنة الشؤون الدولية فيه أنه قد حان الوقت فعلاً لتشكيل هذا الجيش.
وتشير تقارير إلى أن تصريحات المسؤول الأوروبي لا تصب في إطار التحريض ضد روسيا بقدر ما هي تلميح لضرورة التخلص من الوصاية الأميركية التي فرضتها واشنطن على أوروبا تحت عباءة «الناتو»، بخاصة مع ظهور مؤشرات حول اختلاف في الرؤية لحقيقة ما يجري في أوكرانيا بين واشنطن التي تحاول تأجيج نار النزاع في هذا البلد من بوابة تسليح الجيش الأوكراني، وبروكسيل الباحثة بجهود ألمانية فرنسية، عن حل سلمي يطفئ نار الأزمة التي قد تمتد على مختلف بقاع أوروبا.
وما يعزز هذه التوقعات هو ادعاءات القائد العام للقوات المسلحة لحلف الأطلسي في أوروبا، الجنرال فيليب بريدلاف حول حشود عسكرية روسية كبيرة شرق أوكرانيا والتي أثارت استغراباً واستنكاراً لدى أوساط سياسية ألمانية تقول خلاف ذلك بناء على معلومات استخباراتية محلية.
وادعى بريدلاف للصحافيين في واشنطن أن «الوضع يسوء بوضوح يوماً بعد يوم في الدونباس»، حيث وجهت «أكثر من ألف آلية تابعة للجيش الروسي بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي وفرق مدفعية»، بحسب زعمه.
ورداً على هذه المزاعم كتبت مجلة Spiegel الأسبوعية أن «الساسة الألمان كانوا مذهولين، ولم يفهموا عما تكلم بريدلاف. وهذه ليست أول مرة. فالحكومة الألمانية، التي تعتمد على معلومات الاستخبارات الفيدرالية BND والمخابرات الخارجية، تخالف قائد قوات «الناتو» في أوروبا الرأي».
وأفادت المجلة بأن الموقف الأميركي من الوضع في أوكرانيا «بات معروفاً»، لأن بريدلاف كان يتحدث على مدار الأشهر الأخيرة عن وجود عسكري روسي مزعوم شرق أوكرانيا، وعن تحركات وحدات عسكرية مع دبابات على الحدود، مؤكدة أن عدد القوات الروسية عند الحدود أقل بكثير مما أعلنه بريدلاف.
ولفتت Spiegel إلى أن مثل هذه التصريحات تثير القلق لدى الحكومة الألمانية متسائلة: «هل يحاول الأميركيون عرقلة المحاولات الأوروبية، بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل؟» لتنفيذ اتفاقيات مينسك ووقف النار والتسوية السلمية في أوكرانيا. ونوهت المجلة بأن إدارة المستشارة الألمانية تعتبر تصريحات بريدلاف بـ«البروبوغاندا الخطرة».
يذكر أن روسيا قد نوهت مراراً إلى ارتفاع نشاط حلف «الناتو» العسكري في أوروبا بشكل غير مسبوق على خلفية الأحداث بأوكرانيا.