الحسنية: عقيدة سعاده ومبادئه كانت إيذاناً ببدء انتصارات الأمة

بمناسبة الأول من آذار، عيد مولد باعث النهضة القومية الاجتماعية أنطون سعاده، أقامت مديرية مجدل بلهيص التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة بالمناسبة تحدّث فيها عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، وحضرها، منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم ومنفذ عام راشيا زياد جمال وأعضاء هيئتي المنفذيتين، مدير مديرية مجدل بلهيص حسان الغضبان وأعضاء هيئة المديرية.

كما حضر رئيس بلدية مجدل بلهيص بهجات حمود وأعضاء في المجلس البلدي والمختار وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير في المنطقة وفاعليات ثقافية واجتماعية وأهلية وجمع من القوميّين والمواطنين.

ألقت سناء الغضبان كلمة ترحيب تحدّثت فيها عن معاني المناسبة، ثم لوحة فنية تحاكي المناسبة قدّمتها ثلّة من أشبال وزهرات المديرية، تبعتها وصلة عزف للشبل سرجون جبارة.

الحسنية

وتحدث عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية عن المعاني التي تكتنزها مناسبة الأول من آذار ورمزية المواظبة على إحيائها كلّ عام، لأنّنا بذلك نحيي تاريخ نهضة الأمة الذي كانت ولادة سعاده إيذاناً ببدئه، كونه أضحى المعلّم والقائد والزعيم الأوحد الذي استشرف الأحداث وحذّر من المخاطر التي يمثلها المشروع الصهيوني على الأمة.

أضاف: لم يكتف الزعيم بتشخيص الداء، بل أتى بالدواء فوضع العقيدة والمبادئ المحيية لهذه الأمة، والتي توفر لها المقوّمات اللازمة لكي تتخطى المعوقات، وتشفى من الأمراض والآفات الطائفية والمذهبية والرجعية، فتنهض وتصارع وتواجه وتقاوم كلّ مشاريع الاستعمار والاحتلال والإرهاب، وتردّ أصحابها على أعقابهم خائبين لأنّ أمتنا هي أمة حية لا تموت.

وتابع الحسنية: أمتنا اليوم تمرّ في مرحلة دقيقة من تاريخها، فمنذ العام 2000، وبعد الانتصارات المشهودة التي حققها أبناء شعبنا ومقاومتنا ضدّ العدو الصهيوني وداعميه، شعرت الولايات المتحدة الأميركية بأنّ ركائز هيمنتها على المنطقة تهتز وتتداعى، فلجأت إلى ما سُمّي «مشروع الشرق الأوسط الجديد»، وقوامه «الفوضى الخلاقة»، التي تستهدف من خلالها تفتيت مجتمعنا والمجتمعات العربية من الداخل، بغية إضعافها والقضاء على مكامن قوّتها وتدمير جيوشها، وذلك بهدف حفظ أمن كيان العدو الصهيوني من جهة، ومن جهة أخرى تكريس الهيمنة الاستعمارية على ثروات هذه المنطقة وخيراتها.

ولفت الحسنية إلى أنّ الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 أتى كخطوة أولى لتنفيذ هذا المشروع الجديد، فجرى تفكيك الدولة العراقية ومؤسّساتها وجيشها، وحلّت الفوضى التي تريدها أميركا.

وبعد العراق جاء الدور على لبنان، الذي بدأ يتحضّر لأخذ حصته من «الفوضى الخلاقة»، حيث اغتيل الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، لتنطلق بعد الاغتيال جماعة 14 آذار وتبدأ في كيل الاتهامات العشوائية لسورية والمقاومة، بهدف خلق الفتنة وإدخال البلد مجدّداً في أتون حرب أهلية، ولكن عندما فشلوا بعد سنوات في تحقيق مرادهم في الداخل، تدخل العدو «الإسرائيلي» بشكل مباشر وشنّ عدوانه على لبنان في تمّوز عام 2006، ولكن السحر انقلب على الساحر وانتصرت المقاومة بصمودها وإرادة شعبها ودعم سورية لها، فبدأ الأميركي و«الإسرائيلي» برسم مخطط ضرب سورية من الداخل، كونها تشكل العمود الفقري للمقاومة في لبنان وفلسطين وعلى امتداد ساحات المواجهة، وبدأنا نسمع نغمة ما يُسمّى «الربيع العربي»، فيما الحقيقة كانت أنّ سورية تتعرّض للمؤامرة بهدف إضعاف جيشها المعدّ لمقاتلة «إسرائيل»، ولإضعاف اقتصادها وتهجير شعبها، فقط من أجل حماية أمن «إسرائيل».

وقال الحسنية إنّ «داعش» التي هي صنيعة الأجهزة الاستخبارية الأميركية و«الإسرائيلية» تستكمل قتل شعبنا وتهجيره وتحطيم تراثنا وحضارتنا. لذا، واجبنا أن نتمسّك بخيار المقاومة، وهذا ما فعله حزبنا في دفاعه عن الشام والعراق وفلسطين، حيث قدّمنا العشرات من الشهداء وما زلنا في ساحات الصراع على أتمّ الاستعداد لتقديم المزيد دفاعاً عن شعبنا وبلادنا.

وتابع قائلاً: الصراع القائم اليوم بين محورين… محور المقاومة من جهة، ومن جهة أخرى محور أميركا و«إسرائيل» والغرب وبعض الأدوات في المنطقة، وكلّ ما يجري في المنطقة من أحداث هو لتدمير أيّ قوة شعبية أو عسكرية من شأنها أن تهدّد أمن «إسرائيل».

وسأل الحسنية: أين فلسطين في ممارسات وخطابات دعاة ما يسمى «الربيع العربي»؟ ولماذا لا تُصرف الأموال من أجل طرد اليهود من أرضنا ووقف آلة الحرب والعدوان الصهيونية، أو على الأقلّ من أجل إعادة إعمار ما دمّره «الإسرائيلي» في غزة وإيواء أهلنا المشرّدين في أرضهم ومن أرضهم، بدلاً من أن يساهم هؤلاء مع العدو في ضرب المقاومة هنا وهناك.

ورأى الحسنية أنّ ما يجري في لبنان من أزمة حكم هو نتيجة الصراع على تقاسم الحصص وغنائم الدولة في هذا النظام الطائفي البالي المهترئ، لافتاً إلى أنّ الحملة التي حصلت ضدّ تعيين عميد كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية في طرابلس، والتي أدّت إلى إلغاء قرار التعيين، أمر مقلق للغاية، لأنه يظهر تفشي الطائفية والمذهبية بكلّ تشوّهاتها ومخاطرها.

وشدّد على أنّنا جميعاً ننتمي إلى مجتمع واحد، ويجب ألا نجعل اقتتالنا على السماء يفقدنا الأرض، ولذلك نرى أنّ الجميع مدعوّون للانتفاض على المنطق المذهبي والطائفي، وليكن ولاؤنا وطنياً وقومياً بامتياز.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى