تقرير إخباري سخط على فشل نتنياهو

ناديا شحادة

حيثما يحلّ رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بينامين نتنياهو يمكننا توقع مشكلة سيفتعلها، زعيم الليكود اليميني لا يتوقف عن ارتكاب الخطأ تلو الآخر لدرجة أن فترة رئاسته للحكومة أدت إلى تراجع كبير في مكانة «إسرائيل» وباتت تهدد علاقاتها بأميركا وبالدول الأوروبية ومع اقتراب موعد انتخابات الكنيست «الإسرائيلي» المقرر في 17 آذار 2015 تزداد موجة الانتقادات اللاذعة الموجهة حيال السياسة الداخلية والخارجية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تهدد مستقبله السياسي ومستقبل «إسرائيل» بالعزلة الدولية، أول الجبهات التي تهدد مستقبله السياسي بالفشل موقف الإدراة الاميركية التي كانت تعتبر الضامن والحامي والممول والرئات التي تتنفس منها «إسرائيل»، الخلاف بين نتنياهو وأوباما الذي يعود إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية الأميركية الماضية حين دعم رئيس الحكومة «الإسرائيلية» مرشح الجمهوريين بعيداً من الأعراف التي تقتضي الحياد ولو ظاهرياً.

ويرى المراقبون أن الخلاف تفاقم وخرج للعلن حين رد نتنياهو على انتقادات البيت الأبيض للاستيطان في القدس بقوله إنها تناقض القيم الأميركية حيث أثارت هذه التصريحات غضب فريق أوباما، بخاصة أنه يمكن أن يستنتج من كلام زعيم الليكود أنه قصد الإشارة إلى أصول أوباما غير الأميركية، وما زاد من توتر العلاقة بين واشنطن و«إسرائيل» هو تدخل سياسة نتنياهو في القرارات الأميركية بشأن الاتفاق على النووي الإيراني الذي يجرى التفاوض عليه بين إيران والقوى العظمة والذي بات الاتفاق حوله وشيكاً، فعبثاً حاول نتنياهو اللعب على عامل الخوف عند الشعب الأميركي في خطابة الذي ألقاءه امام الكونغرس الأميركي في 3 آذار 2015، إذ يؤكد المتابعون أن خطاب نتنياهو كان تحريضياً بامتياز وفشل في تقديم أي بديل قابل للتحقق وبهذا المعنى أظهر نتنياهو استخفافاً بمستمعيه، ما دفع زعيمة الأقلية في الكونغرس نانسي بيلوسي إلى القول بأن الدموع كادت أن تنهمر من عينها، واتخذت الزيارة بعداً داخلياً «إسرائيلياً» حيث اجتمعت كل الأحزاب والقوى في «إسرائيل» على رفضها واعتبرت دعاية انتخابية. وخسر نتنياهو ورقة الملف النووي الإيراني التي كان يراهن عليها.

ومن رهانات نتنياهو التي اتسمت بالفشل بالمرحلة السابقة والتي زادت من السخط الشعبي الداخلي ضده وأدت إلى خروج عشرات الآلاف من «الإسرائيليين» وسط مدينة تل أبيب في تظاهرة مساء السبت الماضي تطالب برحيل رئيس الوزراء وحكومته لما وصفوه بالإخفاق على الصعيدين الأمني والسياسي، حروبه على قطاع غزة وآخرها العصف المأكول التي اعتبرها المتابع لشؤون «إسرائيل» أنها بدأت مرحلة الضياع في غزة التي تورط الجيش فيها، ونتنياهو يريد الهروب من ورطة المقاومة، فمشاهد الاحتفالات التي عمت قطاع غزة في 26 آب 2014 بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار دليل على انتصار المقاومة الفلسطينية في حرب العصف المأكول التي قابلها حديث عن فشل استراتيجي لنتنياهو الذي منح المقاومة الفلسطينية إنجازاً، وفي أول حديث للإذاعة «الإسرائيلية» بعد إعلان التهدئة رأت زعيمة حزب ميرتس اليساري زاهافا غلؤون أن الحرب التي شنتها بلادها على قطاع غزة فشل استراتيجي لرئيس الحكومة نتنياهو.

الحروب على قطاع غزة إضافة إلى العدوان على سورية ولبنان ورد المقاومة المربك لسياسة العدو «الإسرائيلية» والتي أثبتت فشله في القوة العسكرية، يبدو أنها أثرت على المشهد السياسي في «إسرائيل» ويرى المتابع للشأن «الإسرائيلي» أنه تكفي المقارنة بين انتخابات 2009 حيث كانت القضايا الاجتماعية هي المحور الرئيس للحملات الانتخابية والانتخابات التي ستجرى قريباً التي يبدو أن المسائل الأمنية ستهيمن عليها بالكامل مع قضية الهوية اليهودية لـ «إسرائيل» ووضعها على الساحة الدولة قد تؤدي تلك الانتخابات لتغييرات كبيرة غير متوقعة بعد فشل نتنياهو في جميع رهاناته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى