اعتقال 4 أشخاص على خلفية هجمات باريس

حذر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الألمانية «إم إيه دي» كريستوف غرام من إمكان انضمام جنود يحملون فكراً متطرفاً إلى الجيش الألماني وتحوله إلى معسكر تدريب لهم.

وقال غرام في تصريح صحافي لجريدة «فيلت» الألمانية إنه ثبت سفر أكثر من 20 جندياً ألمانياً في السابق إلى مناطق القتال في سورية والعراق مع نفيه وجود جنود حاليين بينهم.

وطالب غرام منح جهازه صلاحيات أكثر ليتمكن من فحص الملتحقين بالجيش ومراجعة إذا ما كانت هناك شكوك جدية في ولائهم المستقبلي.

وأكد رئيس الجهاز أنهم لا يملكون إلا رأياً استشارياً بخصوص المتقدمين إلى الجيش وأنهم لا يجرون الفحوص الكافية لهم وأن الجهاز قانونياً مسؤول عن الأفراد الذين أصبحوا جنوداً تابعين للجيش.

ووفق بعض التقارير فإن نحو 1000 شخص يسكنون ألمانيا يعتبرون من أنصار «داعش» منهم 230 شخصاً يمكن أن يقوموا بأعمال إرهابية في الدولة، وأن 600 شخص على الأقل توجهوا إلى سورية والعراق للقتال قتل منهم ما يقارب السبعين وعشرة قاموا بعمليات انتحارية.

وبحسب التقديرات فقد عاد إلى ألمانيا من مناطق القتال نحو 180 شخصاً يمكن أن يشكلوا خطورة وأن يساعدوا في انتشار التطرف في صفوف مسلمين آخرين أو الإعداد لأعمال إرهابية.

جاء ذلك في وقت تتزايد مخاوف القارة العجوز من تزايد أعداد مواطنيها الساعين إلى صفوف «داعش» وأولئك العائدين إلى أحضانها بأفكاره.

إذ كشف رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في تصريحات صحافية، أن نحو 10 آلاف أوروبي قد ينضمون إلى المجموعات المتطرفة في سورية والعراق بنهاية 2015، أكثر بـ3 مرات من الرقم المعلن حالياً.

وأشار فالس إلى وجود 1400 فرنسي يقاتلون في صفوف «داعش» حالياً، ومقتل 90 فرنسياً، معرباً عن مخاوفه من التهديد الذي يطرحه هذا الأمر، مشيراً إلى عدد كبير من المتشددين من بلجيكا وهولندا والدنمارك وبريطانيا. وقال: «نواجه تهديداً مرتفعاًَ في فرنسا وأوروبا ودول أخرى، وهذا التهديد أمامنا ولفترة طويلة».

وتتخوف بريطانيا من تفاقم الإرهاب على أراضيها بعد عودة 300 مواطن آتين من صفوف «داعش» في سورية والعراق، كانت لندن أدرجت أسماءهم على لائحة «الأشخاص المثيرين للقلق». ومن المرتقب أن تصدر بريطانيا الأسبوع المقبل قوانين تمنع شركات الطيران من نقل ركاب يحتمل انضمامهم إلى تنظيم «داعش» في سورية والعراق.

ونشرت صحيفة «صنداي تايمز» أن وزارة الداخلية البريطانية سيكون باستطاعتها منع شركات الطيران من نقل ركاب تقع عليهم شكوك بأنهم مسافرون للقيام بأنشطة مرتبطة بالإرهاب على رحلات ذات وجهات معروفة بوجود أنشطة إرهابية فيها.

يذكر أن نظاماً آلياً سيقوم بالتحقق من قوائم الركاب التي تقدمها شركات الطيران يكشف المسافرين الذين يشكلون خطورة، على أن يتم منعهم من السفر وذلك بحسب لوائح في تشريع قدم إلى البرلمان لإلزام الشركات بتقديم طلب تصريح لنقل مثل هؤلاء الركاب.

وأعلنت المنسقة الوطنية لمكافحة الإرهاب في بريطانيا أن 22 عائلة على الأقل قدمت بلاغات عن فقدان شابات يعتقد أنهن غادرن إلى سورية.

وكشفت صحيفة «ديلي تلغراف» استناداً إلى وثيقة قالت إنها رسمية، أن 700 بريطاني متطرف، ممن التحقوا بـ»داعش» مصنفون من قبل الاستخبارات البريطانية بأنهم «خطرون».

وبعد الكشف عن هوية الإرهابي الملقب باسم الجهادي جون، تجددت المخاوف الأمنية إزاء المتطرفين الذين يغادرون بريطانيا للالتحاق بصفوف تنظيم «داعش» ويقدر عددهم بنحو 2000 بريطاني وفقاً لنواب في مجلس العموم.

وفي سياق المخاوف الأوروبية من انتقال الإرهاب إلى أراضيها، أعلن وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرز اعتقال شابة بلجيكية عقب عودتها من سورية، بهدف استماع القضاء البلجيكي إلى أقوالها، بعد طردها من تركيا.

وأفادت النيابة الفيدرالية أن السلطات القضائية ألقت القبض على الشابة فور وصولها برفقة طفلها إلى بلجيكا لتحري أسباب اختفائها وإقامتها في سورية لـ8 أشهر.

وأوضحت النيابة الفدرالية أن «التحقيق كشف مغادرتها بلجيكا مع طفلها، بعد لقائها بصديق جديد، وتوجهت إلى سورية طوعاً وسراً».

في السياق نفسه، كشف رايندرز أن السلطات التركية اعتقلت صديق الشابة البلجيكية وقال: «يجرى تحقيق حالياً في تركيا بشأن صديقها الذي توجه بدوره إلى سورية وتلقى تدريبات على استخدام الأسلحة كما يبدو». وتابع قائلاً من الطبيعي معرفة الأعمال التي اضطلع بها في سورية، مرجحاً إجراء تحقيقات أيضاً في بلجيكا.

وغادرت الشابة البلجيكية منذ عام 2014 بصحبة طفلها 4 أعوام ، متوجهة إلى سورية، وأبلغت بروكسيل السلطات التركية باختفائها. واعترضت السلطات التركية الشابة وصديقها وطفلها على الحدود مع سورية، وأعيدت المرأة وطفلها إلى موطنهما.

فيما قدرت الاستخبارات الأميركية عدد المقاتلين الأجانب في سورية والعراق بأكثر من 20 ألفاً، مشيرة إلى أنهم جاؤوا من 90 دولة في العالم.

وتبقى هذه الأرقام تطل بين الفينة والأخرى، وإن اختلفت التقديرات والإحصاءات لكنها تجمع على أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف «داعش» أصبح يثقل كاهل أوروبا والعالم، ويضع الدول المعنية في مواجهة مباشرة مع الإرهاب والتطرف في عقر دارها.

وفي سياق متصل، اعتقلت الشرطة الفرنسية أمس 4 أشخاص متورطين بتدبير هجمات في باريس بداية كانون الثاني أسفرت عن مقتل 17 شخصاً.

وقال مصدر من القوات الأمنية إن من جرى اعتقالهم كانت تجمعهم علاقات معرفة مع أحمدي كوليبالي منفذ عملية احتجاز الرهائن في متجر مخصص لبيع المنتجات اليهودية «كاشيير»، في التاسع من كانون الثاني الذي تمت تصفيته خلال عملية تحرير الرهائن على يد قوات الشرطة الخاصة الفرنسية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى