أسلحة أوكرانية إلى الإرهابيين في سورية بغطاء ألماني

كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية علىت موقعها الالكتروني عن شكوك تدور حول تورط ألمانيا في إرسال أسلحة رشاشة خفيفة من أوكرانيا إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية منذ عام 2011، حيث أقرت وزارة الخارجية الألمانية حسب المجلة بأن شركة أسلحة رسمية أوكرانية صدرت الأسلحة إلى ألمانيا بتصريح من جهات رسمية.

بدوره أشار مركز الدراسات الأميركية جيمس تاون فوانديشن إلى أنه يعتقد أن الأسلحة جرى تسليمها للمسلحين في سورية لاحقا انطلاقا من ألمانيا، وقدر حجم الأسلحة المسلمة بنحو 54 ألف قطعة مرجحا أن تكون دولة خليجية استخدمت المظلة الألمانية لتغطية توريد الأسلحة.

وكانت ألمانيا عارضت إضافة إلى دول أوروبية اخرى قيام الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن توريد السلاح للمجموعات المسلحة في سورية رغم اعتراف أغلبية المسؤولين الأوروبيين ومنهم ألمانيا بانضمام مرتزقة بأعداد كبيرة من دولهم ودول أخرى إلى صفوف تلك المجموعات الإرهابية.

يأتي ذلك بعد أن كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن تسلم «حركة حزم» إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، عددا محدودا من صواريخ تاو الأميركية المضادة للدروع في الوقت الذي تسعى فيه هذه المجموعة إلى تشكيل ما وصف «الجيش الجديد والمهني» في شمال إدلب.

وقال المدعو عبد الله العودة متزعم هذه المجموعة لواشنطن بوست إنه «تم اختياره ومجموعته المذكورة لتلقي هذه الأسلحة» زاعما أن ذلك ياتي بسبب «آرائهم المعتدلة وانضباطهم»، مشيراً أن هذا العدد الصغير من صواريخ بي جي ام 71 تاو التي تعود لنحو عقدين من الزمن لن يرجح كفة الميزان على الأرض، وأضاف أن مجموعته تضم خمسة آلاف مسلح يتلقون رواتب شهرية بقيمة مئة دولار وقد تلقى 150 منهم التدريبات في قطر.

و أشار العودة بأنه لم يتم تقديم الأسلحة مباشرة من قبل الولايات المتحدة بل إن من سلمها لهم هو ما يسمى مجموعة «أصدقاء سورية» المدعومة من الولايات المتحدة والدول الغربية ودول الخليج رافضا تقديم المزيد من التفاصيل عن ممولي هذه الصواريخ لكنه قال إن «الجهات المانحة أبلغته بموافقة الولايات المتحدة وتأييد المسؤولين الأميركيين لذلك».

وأقر العودة أيضا بوجود مركز تدريب «للمسلحين» في إحدى الغابات شمال سورية حيث أقيمت مجموعة من الخيام البيضاء الكبيرة التي تحمل شعارات تفيد بأن مصدرها السعودية إضافة إلى وجود معسكرات أخرى تحتوي على مخازن للأسلحة والصواريخ حيث استخدمت الحركة ستة صواريخ تاو حتى الآن».

وأوضحت الصحيفة أن وصول صواريخ مضادة للدبابات أميركية الصنع من طراز تاو وهي أول دفعة من الأسلحة الأميركية المتطورة التي تصل إلى «المجموعات المسلحة» في سورية منذ بدء الأزمة يشير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تستعد للتخفيف من القيود التي تفرضها لتوفير دعم عسكري كبير لهذه المجموعات وربما «استعداد الإدارة الأميركية لقلب معادلة المعركة مرة أخرى لصالح هذه المجموعات».

وأكدت واشنطن بوست وجود دلالات عديدة عن الدعم الذي تتلقاه «المجموعات المسلحة» في سورية والذي يأتي تحت مسمى «المساعدات المالية وغير القاتلة» من داعميهم بما في ذلك الولايات المتحدة حيث يقول مسؤولون أميركيون إن «جماعة حزم» هي واحدة من بين ست جماعات «للمسلحين» التي أذن بتلقيها هذا العام مساعدات أميركية «غير قاتلة» بما في ذلك المركبات واللوازم الطبية بعد فحص وجهات النظر السياسية وارتباطاتها وقدراتها».

وحذرت الصحيفة من استيلاء «المجموعات المسلحة»على المدارس في سورية حيث حول «المسلحون» مدرسة تقع على مشارف قرية خان السبل إلى وكر لهم والفصول الدراسية فيها إلى مكاتب وكذلك إلى مناطق تخزين حيث تم جعل أحد الفصول الدراسية «مركز تجنيد» للمسلحين.

وكان تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية كشف الشهر الماضي أن الولايات المتحدة قررت توسيع برنامجها السري لدعم المجموعات الإرهابية في سورية من خلال إنشاء المزيد من مراكز التدريب للإرهابيين في الأردن وشمال مملكة آل سعود ومشيخة قطر.

كما ذكرت تقارير سابقة أن الولايات المتحدة أرسلت طائرة محملة بالأسلحة إلى مطار المفرق شمال الأردن في شباط الماضي لتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في جنوب سورية بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى