الثني لـ«سي أن أن»: اختيار الأردن لتأهيل الجيش الليبي انطلاقاً من الثوابت المشتركة
اعتبر رئيس الحكومة الليبية الموقتة عبد الله الثني، أن خطة إعادة هيكلة الجيش الليبي بالتنسيق مع الجيش الأردني ستشهد مراحل عدة، أولها إعادة تشكيل الوحدات والكتائب العسكرية، ومن ثم تدريب القوات الليبية، فيما اعتبر أن تشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة الإرهاب قد يكون بديلاً من الانخراط في تحالفات دولية.
وأوضح الثني أن «اختيار ليبيا للأردن لإعادة بناء الجيش، يأتي انطلاقاً من الثوابت المشتركة وكفاءة الجيش العربي الأردني، إضافة إلى تأثره بالعقيدة العسكرية البريطانية في نشأته.»
وبين الثني، أن العمل بين الأردن وليبيا في هذا الشأن، قد بدأ فعلياً منذ نحو خمسة أشهر، بالتنسيق مع هيئة الأركان المشتركة الأردنية، وأضاف: «إذا كان هناك انسجام وثوابت وعقيدة واحدة فسيكون بناء الجيش أفضل، هناك لجنة مشكلة من قبل رئاسة هيئة الأركان بدأت في عملية كيفية إعادة هيكلة الجيش الليبي، هذا الموضوع قديم ولكننا مستمرون فيه والأيام المقبلة ستثبت ذلك وهناك لجان موجودة في الأردن للتنسيق في هذا الموضوع».
وأكد أن مرحلة إعادة هيكلة الوحدات والكتائب والألوية في الجيش الليبي سيعقبها تدريب القوات الليبية ورفع كفاءتها على حد تعبيره، لافتاً إلى أن الجدول الزمني لتنفيذ الخطة مرهون فيها، وقال: «لا نريد استباق الأحداث قبل أن توضع الخطة وهي خطة متكاملة سيظهر كم ستستغرق العملية من الوقت لاحقاً.»
وفي سياق محادثات تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف مع العاهل الأردني الذي التقاه الثني خلال زيارته، قال: «إن ليبيا تتطلع إلى تشكيل هذه القوة لتكون بديلاً مستقبلاً من التحالفات الغربية والدولية»، معبراً عن رفضه «للتدخل الأجنبي العسكري في ليبيا.»
وتابع: «نحن دائماً بالحقيقة نعّول على أخوتنا العرب بخاصة الدول الداعمة لليبيا كالمملكة الأردنية الهاشمية والسعودية والإمارات ومصر، هذه دول تقف بقوة معنا في قضيتنا ولديها موقف واضح من الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية لا يقف عند حدود».
وذكّر الثني، بأن ليبيا طلبت من جامعة الدولة العربية منذ أشهر تفعيل اتفاق الدفاع العربية المشترك، معتبراً أن تفعيلها إلى جانب تشكيل القوة العربية ولو بدأت «فرادى» بمشاركة دولتين، سيمكّن الدول المشاركة التأثير وحماية بلدانها من دون تدخلات خارجية، على غرار قوات درع الجزيرة.»
ورجح أن تشكيل القوة سيطرح على جدول أعمال الجامعة في اجتماعها المقبل، وبحث الكيفية التي سيتم بموجبها إنشاء هذه القوة، وأردف: «لماذا لا تكون لدينا قوة على رأسها مصر وتشكيل تحالف، هناك كثير من النقاط المشتركة بين دول العالم العربي، العرب كلهم مستهدفون، وقال: «ولو بدأنا بتحالف فرادى دولتان ستنضم بقية الدول عندما ترى أن هذه القوة فاعلة ولها تأثير وتغيير والعالم بعدها سيحسب لنا ألف حساب، الغرب يقف معنا عندما تكون مصالحه مهددة، الغرب لا يعنيه أن يموت مئة عربي أو مئتين لأنهم لا يغيرون في الخريطة الأوروبية.»
وبالعودة إلى موقف بلاده من التدخل الغربي عسكرياً في ليبيا، علق بالقول: «بالتأكيد نحن ضد أي تدخل غربي وهو مرفوض ونحن جربناهم في 2011، نعم لقد ساهم الغرب بالفعل من خلال حلف شمال الاطلسي في إسقاط النظام بكل تأكيد ولكن إسقاط النظام مرحلة وهذه مرحلة مكملة، هم أسقطوا النظام ولم يسهموا في بناء الدولة، وبناء الدولة أهم، بل أصبحت هناك فوضى عارمة والفوضى تحتاج إلى بناء دولة وبناء كوادر وبناء مؤسسات بناء أجهزة بناء شرطة بناء جيش هذا كله لم يساهموا فيه.»
ورأى الثني، أن الأمور ازدادت تعقيداً منذ إسقاط النظام الليبي السابق، لما فرض على ليبيا من عقوبات دولية تحظر التسلح، وقال: «أصبحت ليبيا في وضع حرج جداً، هناك الدواعش وليبيا أصبحت منزوعة القوة وسلاح منتشر وأجهزة أمنية هزيلة.»
وقال: «إن مشكلة الفصائل المسلحة في ليبيا لا تقتصر على المقاتلين الأجانب، متحفظاً على تأكيد أن أعداد المسلحين الإجمالي في ليبيا بات يفوق مئتي ألف بحسب تقديرات غير رسمية»، وأضاف: «كل من يحمل السلاح يشكل خطراً على استقرار المواطن وأمن الدولة ويصبح مطلوباً، فإما عليه تسليم السلاح أو القبض عليه أو مواجهته، نعم هناك أعداد كبيرة لا نقول مئتي ألف لكن بالآلاف.»