السعودية تحتلّ المركز الأول في الإنفاق على التسلّح
مرفان شيخموس
بين ما هو معلن وغير معلن، وبين ما هو عادي وما هو مستغرب، يبدو أنّ السعودية تدخل آفاق الغوص في عالم التسلح. ففي إحصائية شملت عقدين من الزمن، تبين أنّ السعودية تـُنفق ما مقداره 29 في المئة من ميزانيتها على التسلح، وهي نسبةٌ مرتفعة جداً لم تصل إليها الدول العظمى، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية التي تنفق على التسلح 11 في المئة فقط.
وأوضح التقرير السنوي لعام 2014 الذي أصدرته مجموعة «آي إتش إس جينس» المتخصِّصة في التسلح، أنّ السعودية قد احتلت المركز الأول عالمياً من حيث إنفاقها على التسلح، متقدمة بذلك على الهند التي كانت في المقدمة عام 2013 حيث بلغ حجم إنفاقها 5.5 مليار دولار، وذلك بحسب وكالة «فرانس برس» للأنباء.
وعليه بلغ حجم واردات السعودية من الأسلحة 6.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 54 في المئة عن عام 2013.
وكانت أهم صفقات التسلح للسعودية خلال العام الماضي، مع الولايات المتحدة، إذ تضمنت شراء 202 صاروخ باتريوت، وقطع غيار لمعدات عسكرية بقيمة 1.75 مليار دولار، إضافة إلى صفقة أخرى لتطوير نظام أسطولها الجوي للإنذار، والتحكم بقيمة ملياري دولار.
وبالعودة إلى لغة الأرقام والصفقات في تاريخ التسلح السعودي خلال العشر سنوات الماضية، فقد طلبت وزارة الدفاع والطيران السعودية عام 2008 ثلاث طائرات صهريج ونقل متعدّدة الأدوار من طراز A330 MRTT من شركة Airbus Military، بحيث يصبح عدد الطائرات التي طلبتها السعودية من هذا الطراز ستّ طائرات، بعد أن كان قد تمّ توقيع العقد السابق ، وكان من المفترض استلام السعودية الطائرة الأولى عام 2011. وتعتبر طائرة A330 MRTT أحدث طائرات الصهريج والنقل الجوي المتعدّدة الأدوار.
كما وقعت السعودية عقداً ضخماً مع شركة EADS لإقامة طوق أمني شامل حول كامل حدود المملكة بلغت قيمته مليار دولار، وهو يعتبر استكمالاً لعقد سابق في العام الماضي يهدف إلى إقامة حاجز أمني على كامل الحدود الشمالية للبلاد.
ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الموسكوفية عن تقرير سنوي أعدته إدارة شركة «ألماز أنتاي» للمساهمين مفاده أنّ الشركة يمكن أن تواصل تقدمها بفضل التعامل مع أهم مستورد للأسلحة على الصعيد العالمي وهو السعودية. ولفت التقرير إلى أنّ شركة «ألماز- أنتاي» وضعت خطة لإنشاء مركز صيانة لمنظومات الدفاع الجوي «س-400» و«أنتاي-2500» في بلد «الزبون 682» أي السعودية وأحالتها إلى مؤسسة «روس أوبورون أكسبورت» وكيل الدولة الروسية لتصدير الأسلحة إلى الخارج. وقد يكون معنى ما جاء في التقرير، بحسب رأي «كوميرسانت»، أنّ «ألماز- أنتاي» كانت قد وردت منظومات من طراز «س-400» إلى السعودية أو تستعد لتوريدها في أقرب وقت.
في 20 شباط 2014 توصلت بريطانيا والسعودية إلى اتفاق جديد حول صفقة تسلح ضخمة، تتضمن تزويد السعودية بعشرات الطائرات القتالية المتطورة، بعد توقف المفاوضات بين الجانبين لفترة قاربت سبع سنوات.
وذكرت شركة «بي أيه إي سيستمز» للصناعات العسكرية، في بيان، أنّ الحكومتين البريطانية والسعودية اتفقتا على الشروط الخاصة بزيادة سعر الصفقة، والتي تأتي ضمن برنامج «سلام» للتعاون الدفاعي بين البلدين.
وجرى التوقيع على الصفقة، التي تحصل السعودية بموجبها على 72 مقاتلة من نوع «يوروفايتر تايفون»، عام 2005، لكنّ تنفيذها لم يتم، وتوقفت المفاوضات بين الجانبين عام 2007، بسبب ارتفاع أسعار المقاتلة الأوروبية المتطورة.
وكانت السعودية رفضت ، في السابق، سداد أي زيادة في سعر الصفقة الذي تمّ الاتفاق عليه، والذي يُقدر بنحو 4.5 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل حوالي 5.4 مليار دولار.
وهذا ما يدفع إلى التساؤل: ما الهدف من الصفقة الفرنسية ـ السعودية لتسليح الجيش اللبناني والتي بلغت قيمتها 3 مليارات دولار، والصفقات السابقة والمبالغ الهائلة التي تصرف عليها؟