رزق لـ«المنار»: اتفاق أميركا مع إيران سيوقّع في الشهر الجاري

أكدّ مدير عام الاستشارية للدراسات عماد رزق، استمرار أميركا في تزعّم العالم وادارة قدراته، مشيراً إلى أن قوة أميركا تستند إلى معايير عدة، من بينها كتلتها النقدية المتفلتّة، وقواعدها العسكرية المنتشرة في أصقاع العالم وقوتها الاقتصادية.

ولفت رزق إلى أن الصين حتى اليوم تسعى إلى تحقيق التوازن الداخلي لا سيما أن فيها ملايين من الفقراء، وقال: «لهذا السبب تخضع الصين وروسيا للابتزاز بملفات عدة، ولهذا السبب أوكرانيا متروكة من أوروبا الضعيفة وتعمل روسيا على نسج علاقة جيدة مع الدول الأوروبية لإعادة التوازن إلى العالم والذي هو مصلحة أوروبية وعالمية مشتركة».

وأضاف رزق: «يبدو ان إعادة صوغ المنطقة والعالم لن تكون إلّا بتحجيم الدور الأميركي ومواجهة مشروعها».

وعن مسألة المفاوضات بين إيران وأميركا، اعتبر رزق أن نقل الخوف في الإعلام من دول الخليج و«إسرائيل» بخصوص تفاهم أميركا مع إيران مجرّد كلام إعلامي، «أميركا مستمرة باستنزاف إيران وما تعمل عليه هو تحضير المنطقة والعالم لمرحلة الفوضى المنظمة ورفع منسوب التشنجات أو التخفيف من حدتّها مرده الإعلام المسيطر عليه من قبل الصهيونية العالمية».

ورأى رزق أن الأجهزة الأمنية تسيّر أحداث العالم بالخفاء، وتصورّها على أنها صراع بين الإسلام والحضارة الغربية، وقال: «موازنة الأجهزة الأمنية ضخمة وهي من تدير أحداث العالم، هناك عملية تلاعب بالعقول لبرمجتها ويمكن في هذا المجال الاستعانة بعلماء النفس لتفسير المشاهد التي تعرض على الرأي العام».

وسأل رزق عن علاقة «بوكو حرام» بما يحصل في العراق… بالأمس أسامة بن لادن كان محصناً وممولاً ومحمياً، وبعد مقتله تمّ تفخيخ المنطقة بـ«داعش» واليوم تدمّر الحضارة الآشورية والقصد منه انتقام اليهود والصهاينة من نبوخذ نصر».

وبرأي رزق، إن محور المقاومة يتجّه إلى حسم العديد من الجبهات سواء في سورية والعراق واليمن، وقال: «تسليح خراسان عامل ضغط والأميركيون يتحدثون عن معركة طويلة مع «داعش»، أميركا تريد فقط استنزاف إيران بحديثها عن الصبر الاستراتيجي، ومؤشرات هذا المشهد ظهرت بقصف ليبيا وإدخالها الفوضى ويتمظهّر بإدخال مصر المصير عينه، المشروع الأميركي كبير جداً ولكن الإعلام الدولي يوجّه الكاميرا إلى سورية والعراق، فيما المسرح الدولي يطاول بقاعاً أخرى مشتعلة أيضاً، واليوم أميركا تخطّت حدودها بتهديدها روسيا، وأنا أسأل بالمناسبة عن الفرق بين بلاك ووتر وداعش»!.

واعتبر المحلل الاستراتيجي عماد رزق أن المادة المشعّة الأخطر في مجتمعاتنا ليست النفايات السامة بل «داعش» المحرّكة من قبل الأجهزة، «الاتفاق النووي أصبح وراءنا وليس مهماً إن حصل التوقيع، منذ 10 سنوات والمفاوضات تحصل بين الغرب وإيران و36 سنة محاصرة، اليوم العقوبات الغربية تطاول روسيا لعدم خضوعها للإرادة الأميركية وعلى الدوام أميركا تتحدث عن السلام وتعمل للحرب تماماً كالفكر الصهيوني وفي النهاية إدخال الفساد والفوضى إلى سورية والعراق وباكستان وأفغانستان تبقى مهمة أميركية، واليوم يعتبر الإعلام وسيلة حرب نفسية تستخدمها أميركا بقوة وبفعالية، ومن خلالها تمارس الإدارة الأميركية سياسة العصا والجزرة على دول العالم».

وكشف رزق أن «الاتفاق بين إيران وأميركا سيوقّع قبل انتهاء الشهر الجاري، لافتاً إلى أن استهداف إيران سببه التطور التكنولوجي لا الملف النووي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى