حسم معركة الربيع يحتاج توفير أربعة عوامل

يوسف المصري

ثلاثة تطورات استجدت على وقائع حرب لبنان ضد الإرهاب، وكلها بحسب مصدر مطلع تجعل موازين القوى أفضل في هذه المعركة المرشحة لأن تكون لها تتمات ميدانية واسعة خلال الربيع المقبل:

أول هذه المستجدات ترسيخ العلاقة المتينة بين الجيش وحاضنته الشعبية الواسعة التي لا يخرج عن نطاقها إلا قلة ضئيلة ونسبتها أقل من محدودة. وهذه العلاقة تقوم على مبدأ اشتراك الشعب بقرار مواطني بتقديم إسهامه في جهد مكافحة الإرهاب. يقول المصدر يومياً ترد الأجهزة الأمنية اللبنانية المختلفة عشرات التبليغات مصدرها مواطنون يبلغون عن رؤيتهم لحركة مريبة لأشخاص أو وقائع استرعت انتباههم وارتابوا منها. وبنظر المصدر عينه فإن وعي المواطن الأمني والوطني هو إحدى الركائز الأساسية للنجاح في أي معركة ضد الإرهاب. وهذا شرط بات أكثر من متوافر بين صفوف مواطني كل مناطق لبنان، وهو يجد تعبيره في شكل مكثف في منطقة الشمال والبقاعين، نظراً لكونهم الأكثر سخونة.

التطور الثاني تمثل بقرار الجيش اللبناني أخذ زمام المبادرة في هذه الحرب والانتقال إلى الهجوم. وكانت العمليات الأخيرة للجيش في جرود القلمون تعبيراً عن بدء هذه الاستراتيجية. وترشح معلومات عن أن المرحلة المنظورة ستشهد هجمات جديدة انطلاقاً من مناطق القلمون باتجاه مواقع التكفيريين.

التطور الثالث هو الزخم الذي أعطاه حوار المستقبل – حزب الله لتحصين القرار السياسي اللبناني بمواجهة الإرهاب وجعله محصناً، ما أدى الى عزل النتوءات الضالة.

ولكن المصدر يستدرك قائلاً لا تزال هناك عوامل لا بد من إضافتها لتصبح الحرب اللبنانية ضد الارهاب أكثر فعالية وأكثر جدوى في استئصال خطره. وأبرز هذه العوامل، بل وعلى رأسها التنسيق مع الجيش السوري الموجود على المقلب السوري من جبهة جرود القلمون، مع الإشارة إلى أن غياب تكامل الجهد الميداني بين الجيشين اللبناني والسوري في القلمون يقدم للمجموعات التكفيرية المسلحة هناك أكبر فرصة لإطالة عمر بقائها والقيام بحملات كَر وفر عسكرية وربما استنزاف أيضاً ضد الجيش اللبناني.

ويلخص المصدر عينه العناصر المطلوب توافرها بإلحاح لخوض معركة القلمون بنجاح بالتالي: أولاً – تنسيق لوجستي كامل بين الجيشين السوري واللبناني. ثانياً – تفكيك مخيمات النازحين السوريين المحيطة بعرسال. وفي معلومات لـ«البناء» أن آخر جلسة للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله تم التعرض لهذه القضية على نحو أظهر انفتاح الطرفين على ضرورة تنفيذها. ثالثاً – استمرار الجهد المشترك بين الجيش والشعب والمقاومة القائم حالياً لضرب الارهاب ونزع مخالب تطاوله على بلدات وقرى لبنانية متاخمة لحدود جبهة القلمون. رابعاً – ضمان بقاء العامل «الإسرائيلي» على جبهة شبعا مربكاً وتحت تأثير الرسالة القوية التي مثلتها العملية البطولية الأخيرة في شبعا رداً على اعتداء القنيطرة. برأي المصدر عينه شبعا لا تزال في دائرة الخطر على رغم معلومات جديدة تفيد بأن وضع مسلحي الجيش الحر في منطقة بيت جن ومزارعها المتاخمة لشبعا آخذ في التضعضع المعنوي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى