الحاج حسين: لا تقهر الأمة التي تملك إرادة الحياة

أحيت منفذية الهرمل في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأول من آذار، عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده باحتفال أقامته في مكتب المنفذية، وحضره المنفذ العام محمد الحاج حسين وأعضاء هيئة المنفذية، عضوا المجلس القومي أحمد أيوب ورضا الجوهري، ومسؤولو الوحدات الحزبية وجمع من القوميين والمواطنين.

عرّفت الاحتفال ريم أيوب بكلمة تناولت فيها أهمية المناسبة، كما ألقى هادي عاصي كلمة الطلبة، أشار فيها إلى اهتمام سعاده بالطلبة، وقال: أثبت الطلبة عبر مسيرة الحزب أنهم على قدر من المسؤولية، فكانوا دائماً رواداً في النضال وصولاً إلى الاستشهاد.

وألقت وفاء المقهور كلمة المديريات أشارت فيها إلى أن التحية السورية القومية الاجتماعية، هي التحية الراقية المفعمة بكل مفاهيم قيم الحق والخير والجمال من أمتنا وإليها. وهي التحية الجامعة والمشعة بكل مخزون، هذه النفس العظيمة في سوريانا، في كل أنحائها من كيليكيا والإسكندرون شمالاً إلى سيناء وفلسطين جنوباً، ومن جبال البختياري إلى مرامي بحرنا السوري بما ضمت من كيانات سياسية… وهي التحية المتجهة نحو قبلة واحدة، هي سوريانا، لافتة إلى أن سوريانا وحدة جغرافية وهي مهد الحضارة الإنسانية الأولى.

وألقى الحاج حسين كلمة المنفذية جاء فيها: نحيي معاً عيد الأول من آذار، عيد ولادة نور وهاج أضاء عتمة ذلك الليل القاتم، ميلاد رجل بحجم أمة، وانبلاج الفجر من أشد ساعات الليل الحالكة، ليعلن مبدأ جديداً هو مبدأ الإرادة، إرادة الحياة لأمة حية. ولادة الحياة وتجددها وانبعاثها.

إن ذكرى العظماء تتحول إلى قضية بحجم الوطن، واحتفالنا بعيد مولد سعاده، احتفال بولادة الإنسان الجديد، الإنسان المجتمع الذي انتصر على العصبية الضيقة التي تحول دون تقدم المجتمع وارتقاءه.

لقد استشرف سعاده باكراً الخطر اليهودي على أمتنا، وأدرك أن الخطة اليهودية المنظمة التي تستهدف وجودنا لا يمكن مواجهتها إلا بخطة نظامية معاكسة أكثر دقة.

وأضاف: لصنع المستقبل، يجب دراسة الحاضر والعودة إلى الماضي والتاريخ، هذا ما فعله مؤسس حزبنا من خلال دراسته لتاريخ الأمة وحاضرها، والعودة إلى علم الاجتماع لتحديد هويتها.

إن فقدان السيادة القومية وعدم تحديد هويتنا واستفحال الأمراض الاجتماعية التي مزقت جسم الأمة إلى دويلات طائفية ومذهبية ورسخت في ما بينها حدوداً مصطنعة، ووضعت حواجز بين أبناء الأمة الواحدة، كل ذلك أدّى إلى حالة انحطاط تعيشها أمتنا بعدما كانت هادية للأمم. فكان لا بدّ من تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي لإعداد جيل جديد، جيل يضع نصب عينيه مصلحة الأمة فوق كل مصلحة، جيل أيقن أن النصر حليفه ما دام العز مطلبه، والشهادة من أجل نصرة الأمة شرف لا يعلو عليه مقام.

ورأى الحاج حسين أننا نحتفل بالأول من آذار وأمتنا تواجه أخطاراً محدقة تهدد وجودها، واستعرض هذه الأخطار من وعد بلفور إلى ما وصلنا إليه اليوم من حركات إرهابية آكلة لحوم البشر، وترتكب المجازر بحق أبناء أمتنا في الشام والعراق، وما الفرق بين المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني في صبرا وشاتيلا ودير ياسين، وتلك التي ترتكب في الشام والعراق، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، إذ يعملان لضرب نواة الأمة، ألا وهي المقاومة، تلك المقاومة التي كان لحزبنا شرف تدشينها في لبنان، وشرف النضال في فلسطين والعراق، وشرف الدفاع عن الشام بوجه المجموعات الارهابية.

ورأى الحاج حسين أن بعض الحكام تخلوا عن واجبهم وحقهم في الدفاع عن قضية الأمة والوطن، هذا إذا لم نقل أنهم قد تآمروا على قضية الوطن. معتبراً أن استهداف سلاح المقاومة والشام والجيش اللبناني هو في صلب المؤامرة.

وختم: لم يبق في ساحة النضال سوى المقاومين الشرفاء الذين لبّوا نداء الوطن وكتبوا بدمائهم الزكية تاريخ أمتنا الحديث. ودعا إلى الوفاء لدم الشهداء وللقسم وللنهضة، مؤكدا أن الأمة التي تملك إرادة الحياة أمة لا تقهر.

وكان الطلبة القوميون قد قاموا ليلة الأول من آذار بإنارة شموع داخل أكياس ازدانت بزوابع حمراء، أمام سراي الهرمل، شارع المنفذية والساحات العامة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى