معركة تكريت تفتح طريق تلاقي الأنبار ودير الزور في الحرب ضدّ «داعش»…

سعد الله الخليل

دولة فاشلة تعجز قواتها العسكرية العراقية الرسمية أو الشعبية عن التصدّي لغزوة «داعش» الكبرى، هكذا صوّر السيد الأميركي الجيش والشعب في العراق منذ اجتياح التنظيم، الأحدث في صناعة التنظيمات الأميركية بنسخة القرن الحادي والعشرين، لأربع محافظات تشمل مناطق واسعة من الجغرافية العراقية، حينها جزم مسؤول أميركي بأنّ قوات الجيش العراقي غير قادرة على تحرير قرية واحدة من دون مساعدة خارجية، وهو ما أكده مدير الاستخبارات العسكرية الأميركية فينسنت ستيوارت، إلا أنّ الوقائع أثبتت ومنذ تحرير الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي محافظة ديالى أنّ غارات التحالف الاستعراضية هي التي لم وربما لن تحرّر قرية واحدة من التنظيم الإرهابي لغايات لم تعد في نفس يعقوب بل بات يدركها القاصي والداني.

بعيداً عن الاستعراض الهوليودي الأميركي وفي خطوات مدروسة يمضي الجيش العراقي وقوى الحشد الشعبي في معركة تحرير تكريت التي تعدّ عاصمة التنظيم، كونها المدينة المركزية بين مدن إمارة التنظيم المزعومة، فبالسيطرة على تكريت ينكسر ارتباط الأنبار وبغداد وديالى والموصل وكركوك وأربيل وتصبح قوات تنظيم «داعش» في مجموعات جزر عسكرية موزعة ومحاصرة مهدّدة بالسقوط بعامل الزمن وحده، وهو ما يفسّر قلق وارتباك رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي وهو يتأمل المروحيات الروسية «مي – 24» تنسّق مع صواريخ الحشد الشعبي الإيرانية المعدلة، على محاور تكريت الشرقية والجنوبية والشمالية في الوقت الذي تتقدّم في العمليات في الأنبار بالتعاون مع أبناء العشائر، وما شكلوه من قوة رديفة في تكريت والأنبار من دون أيّ دور أميركي ولا سعودي، وبالتالي تأكيد القدرة على إلحاق الهزيمة بالتنظيم…

انتصارات ستلقى صداها في معركة الموصل المقبلة حيث كشف مصطفى جورش القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عن تسليم قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني قيادة العملية، وهو ما يعني هزيمة «داعش» والرؤية الأميركية وإنْ حاولت إظهار موافقة مبطنة على دور قوى الحشد الشعبي في حربها ضدّ التنظيم، والتي ستمضي في دورها الريادي في الدفاع عن الأراضي العراقية مع كافة مكوّنات الشعب العراقي.

وعلى الضفة المقابلة لنهر الفرات وحيث الامتداد التاريخي والعشائري بين سورية والعراق، تكشف تطورات ريف دير الزور خلال الأشهر الماضية انضمام مقاتلين من أبناء العشائر للقتال إلى جانب الجيش السوري ضدّ تنظيم «داعش» والإعلان عن تشكيل جبهة المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية في وجه التنظيم، بالتزامن مع عمليات الجيش وأبناء العشائر ووحدات الحماية الكردية في الحسكة والقامشلي، والتي حققت انتصارات متتالية أخرجت التنظيم مما يزيد عن ثلاثين قرية.

بعيداً عن أقوال وخطط وأحلام الأميركي تمضي معركة محور المقاومة ضدّ تنظيم «داعش» بخطى متسارعة قد تعيد حسابات وترتيب أولويات قوى إقليمية وعالمية كبرى، وما السيطرة على تكريت سوى محطة تفتح طريق تلاقي الأنبار ودير الزور في معركة الجيش السوري والعراقي وقوى الحشد الشعبي وأبناء العشائر.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى