لقاء حواري حول «نحو تعلّم أكثر إنتاجية» في «الصفدي»

نظّمت «مؤسسة الصفدي»، على مدى يومين متتاليين، لقاء حوارياً بعنوان «نحو تعلّم أكثر إنتاجية»، وذلك ضمن مشروعها «الحياة إدّامنا» الذي تنفذه المؤسسة في الأحياء القديمة من طرابلس، بتمويل من وزارة الشؤون الاجتماعية وبالتعاون مع مكتب التعاون الإيطالي ـ السفارة الإيطالية، بهدف المساهمة في التخفيف من حدة الفقر في تلك الأحياء، والذي تضمّن في أنشطته برنامج الدعم المدرسي من خلال استخدام الأساليب الناشطة، الذي حقّق نتائج إيجابية كبيرة تربوياً وشخصياً، بمشاركة 70 مشاركة ومشاركاً من هيئات تربوية واجتماعية وأهلية متنوعة، إضافة إلى أهالي المنطقة المستفيدة ضهر المغر .

وطرح اللقاء، إشكاليات التعلم في لبنان وسبل مواجهتها، خصوصاً في المراحل التعليمية الأولى. كما كان عرض لتجارب ناجحة في مجالات العمل التربوي التي تساعد في رفع المستوى التربوي لدى الأطفال والتخفيف من التسرّب المدرسي الذي يصل إلى معدلات عالية في مدينة طرابلس.

اليوم الأول

افتتح اللقاء في يومه الأول بكلمة مؤسسة الصفدي التي ألقتها مديرة قطاع التنمية الاجتماعية في المؤسسة الدكتورة سميرة بغدادي، تناولت فيها الصعوبات التعلّمية التي تستدعي تعدّد المقاربات وإيجاد مساحة لتضافر الجهود المشتركة وتكامل الأدوار.

ثم تحدّث منسق البرنامج الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية فادي بو علي عمّا يشكله من أهمية على مستوى طرح قضية جداً هامة، وهي قضية التعليم في لبنان بشكل عام وفي طرابلس بشكل خاص.

وافتتحت الجلسة الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش فأثنت على مبادرة مؤسسة الصفدي في طرح هذه الإشكالية، التي دأبت على توظيف الجهود والطاقات الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة في مدينة طرابلس خصوصاً، والشمال عموماً، وإلى بناء شخصية المواطن المتفاعل مع بيئته ومحيطه وصولاً إلى مجتمع يسوده الانسجام ويتطلع إلى المستقبل.

ولفتت درويش إلى أن «اليونيسكو وضعت التربية في طليعة أولوياتها، وأن موضوع توفير التربية الأساسية لجميع الأطفال واليافعين والكبار كان أساس المؤتمر العالمي حول التربية للجميع الذي انعقد عام 1990 مع بدايات العولمة.

واعتبرت درويش أن النظام التربوي في لبنان فاشل، فلا رؤية تربوية لدى المسؤولين في مراكز القرار.

وتحدثت ممثلة المركز التربوي للبحوث منيفة عساف حكم، التي تناولت المنهاج وأسسه وكيفية مساهمته في بناء قدرات الأطفال، وتطرقت إلى مكوّنات المنهج التعليمي الحديث المرتكز على الإبداع، وأهمية اعتماد المقاربة بالكفايات.

وحيّت رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي مؤسسة الصفدي التي شكلت منذ انطلاقتها، إضافة نوعية إلى مؤسسات المجتمع المدني وكان لها سبق الريادة في مختلف الحقول الإنمائية، منوّهة بإنجازها التربوي «البناء الجامعي الموحد في الشمال».

كما تحدث مدير مدرسة التبانة الرسمية حسام المير عن وضع المباني المدرسية المهترئة التي يجب أن نأخذها بعين الإعتبار كعامل سلبي مؤثر على العملية التربوية.

في حين اعتبرت المربية زينة المير أن العملية التربوية يمكنها أن تكون على أفضل حال عندما يعطي المدير والمعلم من ذاتهما. فالاساس هو الإيمان بالتربية.

وعرضت كل من المربية سعاد المصري مديرة مدرسة التربية الحديثة، وسلام الجزار، عن تجربة المدرسة الناجحة في تطبيق أسس الإدارة الحديثة، وانعكاس ذلك على أداء الطلاب.

كما كانت مداخلات لكل من بغدادي، وحسن طرابلسي من وزارة الشؤون الاجتماعية، وماريا حبيب من معهد اعداد المدربين في الجامعة اليسوعية في الشمال، والمدرّب جان حجار، ورئيسة جمعية العمل النسوي في التبانة صباح مولود.

اليوم الثاني

في اليوم الثاني، افتتح مدير الجلسة جان حجار بسرد ملخص النقاشات التي جرت في اليوم الاول، متحدثاً عن الدور المهم الذي يلعبه لبنان في مجال التجديد التربوي وأهمية هذا اللقاء في طرح كل الآراء والأفكار المتعلقة برفع مستوى التعليم في لبنان والبحث عن المعرفة النوعية.

ثم كانت مداخلة لماريا حبيب التي تحدثت عن دور الاهل والمجتمع المدني ومسؤوليتهما في العملية التربوية من منظور علم التربية. كما تحدثت ميراي فرح من مدرسة راهبات المحبة دار النور عن تجربة مدرستها وأساليب وطرق الدعم المدرسي للطلاب المعرضين للفشل المدرسي كخطوة وقائية لتفادي التسرب.

وعرضت نورهان مغمومي إحدى المتطوعات اللاتي شاركن في دورة التقوية المدرسية باستخدام الاساليب التعبيرية ضمن مشروع «الحياة إدامنا»، للتجربة الناجحة التي شاركن فيها، متمنية إعادة تنفيذها مجدداً. كما تحدثت آمال غنوم بِاسم لجان الاهل في مدارس القبة الرسمية فتناولت الدور المحوري الذي يجب ان تلعبه لجان الاهل في تطوير العمل المدرسي.

وتحدثت فخار السبع بِاسم اهالي الطلاب الذين شاركوا في دورة التقوية المدرسية ضمن المشروع. واختتمت المداخلات في اليوم الثاني بكلمة لبغدادي التي عرضت لدور البلدية ومسؤوليتها في دعم العملية التربوية.

ثم دار نقاش بين الحاضرين شاركت فيه مديرة مدرسة العهد الجديد للبنات في منطقة ضهر المغر سلام الحميصي ومدير متوسطة التبانة الرسمية حسام المير، بحضور مديرة فرع الجامعة اليسوعية في الشمال فاديا علم. كما شاركت في المناقشات المساعدات الاجتماعيات في مراكز الخدمات الانمائية في الشمال، إضافة إلى ممثلي الجمعيات، كرواد التنمية والعمل النسوي ومؤسسة مخزومي وفنون متقاطعة.

واختتم اللقاء الحواري بتوصيات أبرزها: اقتراح تنفيذ مخيم تربوي تطوعي للشباب والأطفال في المناطق الأكثر فقراً والذين عاشوا نتائج الاوضاع الامنية السيئة من قلق وخوف، ليتسنى لهم أن يتشاركوا تجارب تربوية من ضمن هذه المخيمات التي تنفذها وزارة الشؤون في المناطق اللبنانية في كل عام. واقتراح بتعميم دورات التعلم بالأساليب التنشيطية على المدارس في كل لبنان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى