خامنئي: رسالة أعضاء الكونغرس تدل على انهيار الأخلاق السياسية في النظام الأميركي

عبر مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي عن قلقه من المفاوضات النووية، فأشار إلى أن «الطرف المقابل يتبع الحيلة والخداع ومعروف عنه الطعن من الخلف»، لافتاً إلى أن «الأميركيين كلما اقترب الموعد المحدد لانتهاء المفاوضات النووية صعدوا في خطابهم وباتوا أكثر تشدداً وأصعب».

ورأى القائد الإيراني أن «الحكومات تبقى ملتزمة بتعهداتها الدولية وتغيرها لا يعني أن بإمكانها نقض تعهداتها»، مشيراً خلال استقباله وأعضاء مجلس خبراء القيادة، الفريق المفاوض الذي اختاره الرئيس روحاني إلى أن «الفريق هو فريق جيد أمين ويعمل لمصحلة إيران».

وقال خامنئي: «بعد إلقاء المهرج الصهيوني نتنياهو خطاباً في أميركا حاول الأميركيون أن يبعدوا الشبهة من أنفسهم، لكنهم اتهموا إيران بالإرهاب»، فاعتبر أن «هذا كلام سخيف ومقزز»، على حدّ تعبيره.

واعتبر خامنئي أن رسالة الـ47 سيناتوراً أميركياً لإيران تدل على انهيار الأخلاق السياسية في النظام الأميركي».

تصريحات خامنئي جاءت بعد يوم على انتقاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرسالة التحذيرية، التي بعثها أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ إلى إيران حول التوصل إلى اتفاق نووي.

وأعلن كيري أن أعضاء الكونغرس لا يستطيعون تعديل أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، وأبلغ أعضاء الكونغرس أنه لن يكون بمقدورهم تغيير أو تعديل أي اتفاق أميركي إيراني، على رغم التهديدات التي وجهها أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ إلى إيران.

وأضاف الوزير الأميركي أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون: «عندما تقول الرسالة إن الكونغرس يمكن أن يعدل شروط الاتفاق في أي وقت يكون هذا خطأ صريحاً. ليس من حقك تعديل اتفاق تم التوصل إليه مع قادة دولة».

ووصف رسالتهم بـ»غير المسؤولة»، مؤكداً أنها «تنذر بتقويض الثقة التي تضعها حكومات أجنبية في آلاف الاتفاقات المهمة التي تلزم الولايات المتحدة ودولاً أخرى».

وقال كيري إن الرسالة «تقول للعالم إنه إذا أراد أن يثق بالولايات المتحدة عليه التعامل مع أعضاء الكونغرس الـ535»، مؤكداً أنها تتناقض مع الأعراف المعتمدة منذ أكثر من قرنين في مجال السياسة الخارجية الأميركية.

وتمر المفاوضات التي تستأنف بقيادة كيري الأسبوع المقبل في لوزان بسويسرا بمرحلة حرجة مع سعي الجانين للتوصل إلى اتفاق إطار في مهلة تنتهي بنهاية آذار، ثم التوصل إلى اتفاق نهائي في حزيران يخفف العقوبات التي أضرت بالاقتصاد الإيراني.

وكان أكثر من 160 ألف أميركي وقعوا عريضة على موقع البيت الأبيض تحثه على ملاحقة 47 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بتهمة الخيانة لأنهم وجهوا رسالة إلى القادة الإيرانيين، مشككين بالتزام بلادهم اتفاق نووي محتمل مع إيران.

وفي السياق، أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس تمديد العقوبات المفروضة على إيران والتي كان سينتهي مفعولها رسمياً في 15 آذار الجاري.

وقال أوباما في رسالة وجهها للكونغرس إن «بعض الإجراءات والحلول السياسية الصادرة عن الحكومة الإيرانية تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وتبقى كما في السابق غير عادية وتشكل تهديداً استثنائياً للأمن الوطني ولسياسية الولايات المتحدة الخارجية ولسياساتها واقتصادها، ولهذا قررت ضرورة تمديد فاعلية نظام حالة الطوارئ على مستوى الدولة في ما يخص إيران والإبقاء على فاعلية العقوبات المفروضة ضد إيران للرد على هذه التهديدات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى