فتحعلي: بعض منتقدي المقاومة علناً يمتدحونها في الغرف المغلقة… والرئاسة شأن لبناني
حاورته روزانا رمّال
أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي أنّ «الاستحقاق الرئاسي في لبنان هو من الأمور الداخلية والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخص مستقلّ ونظرته في هذا الملف تأخذ المصلحة الوطنية في الاعتبار، لافتاً إلى أنّ التدخل الخارجي يعمّق الانقسام والاختلاف ويؤخر إنجاز هذا الاستحقاق».
وفي حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، شدّد السفير فتحعلي أنه «إذا تمّ الاتفاق على الموضوع النووي سيؤثر بطبيعة الحال في كثير من الملفات الأخرى»، موضحاً أنّ «عدم الاتفاق يتضرّر الآخرون منه أكثر مما تتضرّر منه إيران، كاشفاً أنّ الكثير من الشركات الأميركية والأوروبية تسعى إلى حصول هذا الاتفاق، ولكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تخطط وتستعدّ للاحتمالين».
وعبر السفير فتحعلي عن رفضه الشديد لحديث البعض عن المشروع الفارسي، داعياً هؤلاء إلى أن ينظروا إلى الوقائع الميدانية بعين ثاقبة، معرباً عن اعتقاده بأنّ «أي نخبة من النخب السياسية اللبنانية يجب أن تشكر المقاومة لأنها تدخلت في سورية وحالت دون وصول التداعيات السلبية للإرهاب إلى لبنان»، كاشفاً أنه «في الغرف المغلقة لدى هؤلاء يشكرون باستمرار المقاومة على ما فعلته».
وتساءل السفير الإيراني باستغرابٍ شديد: «هل هي مهمة صعبة ومستحيلة القضاء على مجموعة إرهابية إذا ما اتحدت حقيقة مجموعة كبيرة من الدول على مقارعتها ومحاربتها؟!» مشيراً إلى أنّ تنظيم «داعش» قد تجاوز الخطوط الحمر كما تخطّى تنظيم «القاعدة» سابقاً هذه الخطوط، مؤكداً أنّ «أطراف التحالف الدولي لم تكن صادقة في الأهداف التي تدّعيها في محاربة الإرهاب».
وإذ ذكّر بأنّ إيران أعلنت أنّ الحلّ في سورية هو الحلّ السياسي منذ بداية الأزمة، لفت السفير فتحعلي إلى أنّ الأطراف الأميركية والأوروبية اليوم قد وصلت إلى هذه القناعة.
كما كشف أنّ إيران أرسلت رسائل المحبة والثقة لكل دول المنطقة كما بعثت رسائل مهمة جداً إلى السعوديين، داعياً كل دول المنطقة وبشكل خاص السعودية إلى «أن تتعاون مع بعضها بعضاً، معرباً عن قناعته بأن للسعودية مكانة مهمة في هذه المنطقة وينبغي علينا أن نتحد مع بعضنا وأن لا ننحرف عن البوصلة».
وفي ما يلي وقائع الحوار:
الاتفاق على مرحلة واحدة
الجميع يتحدث عن الاتفاق الإيراني ـ الغربي حول الملف النووي الإيراني، في أي مرحلة نحن من هذا الاتفاق، هل هي مرحلة متقدمة أم التوقعات إيجابية أكثر مما هو محتمل؟
في ما يخص الملف النووي، فإنّ له أصولاً ومبادئ ثابتة، نعتقد أنه يجب علينا إنجاز الاتفاق في مرحلة واحدة. ولكن الطرف الآخر يريد أن يتمّ الاتفاق في مرحلتين، في المرحلة الأولى يجرى التركيز على الأصول العامة، وفي المرحلة الثانية على التفاصيل. ولكن الأساس لدينا في المفاوضات هو الاتفاق في مرحلة واحدة، لأن مرحلة التفاصيل يمكن أن تحتمل تأويلات عديدة وخطيرة، وهذا غير مستحسن بالنسبة لنا، نحن نستمرّ في هذه المفاوضات ومنطقنا دقيق ومع الأسف الطرف الآخر يمكن أن يواجه مشاكل كثيرة داخل بلاده لا سيما في أميركا بالنسبة إلى الكونغرس أو اللوبي اليهودي، لكن نعتقد أنه إذا تمّ هذا الاتفاق يجب أن يكون مضمونه شفافاً وواضحاً كي لا يقبل التأويل والتفسير، ولكن على صعيد الأمور التقنية تقدمنا كان جيداً.
هناك شعور بأنّ أميركا وإيران تريدان هذا الاتفاق في حين يوجد بعض الأطراف داخل إيران لا تريد هذا الحوار مع الغرب، هل صحيح أن الطرفين يريدان الحل وهل يشكل هذا الإتفاق فرصة استثنائية للطرفين؟
لدينا الاستعداد لخوض غمار هذه المفاوضات، وبناء على ذلك مضت علينا عشر سنوات ونحن نقوم بهذا الأمر، الأصول والمبادئ الثابتة والأساسية للسياسة الخارجية لإيران تؤيد وتوافق على مثل هذا الحوار والاتفاق، أؤكد أنّ حق إيران بالاستفادة من الطاقة النووية للأمور السلمية هو من الأمور التي عليها إجماع من كلّ الشعب الإيراني بمعزل عن التيارات والأحزاب الإيرانية، ولهذا السبب المفاوضات ما زالت مستمرة ونأمل أن تؤدّي إلى نتائج ملموسة لأننا نعتقد أنّ الأسس والمبادئ التي نستند إليها في هذه المفاوضات هي أسس منطقية وسليمة وستصل إلى النتائج المرجوة إن شاء الله.
بالنسبة إلى الكونغرس وخطاب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتياهو، هذا يعتبر ضغطاً على الرأي العام الأميركي وعلى الجمهوريين في الكونغرس، هل تعتقد إيران أنّ الأمر مقلق لأيّ اتفاق في المستقبل؟
المشكلة التي يعاني منها الطرف الآخر أنه إذا وقّعنا اتفاقاً اليوم في ظلّ هذه الإدارة الأميركية يمكن أن تأتي إدارة جديدة في المستقبل وتلغي مفاعيل هذا الاتفاق، أعتقد أنّ هذا الأمر ليس له تفسير منطقي في الأصول المعتمدة في المعاهدات الدولية وسيادة الدول على حكوماتها.
إلى أي مدى هذا الاتفاق إذا تمّ توقيعه سيؤثر في ملفات أخرى في الشرق الأوسط؟
إذا تمّ الاتفاق على الموضوع النووي سيؤثر بطبيعة الحال في كثير من الملفات الأخرى، ولكن النقطة المهمة هنا أن عدم الاتفاق يتضرّر الآخرون منه أكثر مما تتضرّر إيران، والكثير من الشركات الأميركية والأوروبية تسعى إلى حصول هذا الاتفاق، ولكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سعت دائماً إلى أن تخطط لنفسها للاحتمالين كليهما، واليوم بعد مضيّ 4 عقود على عمر الجمهورية اعتدنا على العقوبات التي بحدّ ذاتها أدّت إلى أن تلتفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر فأكثر إلى الطاقات الكامنة لديها، من هنا نسعى إلى أن يكون هذا الاتفاق شاملاً، استناداً إلى الاحترام المتبادل والحقوق المشروعة العادلة للطرفين كليهما.
يتساءل كثيرون ما الذي جرى لكي تتوقف أميركا عن اتهام النظام الإيراني بدعم الإرهاب، وفجأة لم تعد إيران داعمة للإرهاب، ما الذي تغيّر؟
الإمام الخميني رضوان الله عليه قدم من خلال الثورة الإسلامية المباركة في إيران خطاباً لهذه الثورة، وهذا الخطاب استطاع أن يجد الآذان الصاغية له، وهي أننا حقيقة في هذه المنطقة لدينا 4 أنواع من الخطابات وأحدها خطاب الثورة الإسلامية في إيران، والخطاب الذي تنادي به الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديه أسس عدة تستند إليها ومبادئه واضحة وأصول سياسته الخارجية واضحة، هذا هو الخطاب الذي قدمه الإمام الخميني تابعه من بعده الإمام السيد علي الخامنئي، وأهم نقطة في هذا المجال أنّ الرأي العام يعرف نظرة هذا الخطاب إلى القضية الفلسطينية وإلى الإرهاب وإلى المجتمعات الدينية، ومن هنا هذا الخطاب استطاع أن يجد الرأي العام الذي يتجاوب معه، هذا السؤال الذي تفضلتي به أجد مثيلاً له في أسئلة كثيرة تطرح في الأوساط السياسية والصحافية في لبنان والبعض يتحدث عن المشاريع، نحن مشروعنا خطاب الثورة الإسلامية الذي استطاع أن يحيي جبهة المقاومة والقاصي والداني يعرف طبيعة الصراع الذي نخوضه اليوم ضدّ الإرهاب وكيف تتعاطى إيران بشكل حازم وصارم معه وكيف يتعاطى التحالف الدولي مع الإرهاب، كما يشهد الجميع كيف قاربت إيران الأزمة السورية وكيف تصرّفت جبهة المقاومة والممانعة مع سورية، فكلّ ما يحدث في سورية اليوم كنا قد تنبأنا به منذ اللحظة الأولى، وفخامة رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني ومن على منبر الأمم المتحدة عام 2013 دعا إلى العمل سوياً للتوصل إلى عالم خال من الإرهاب والعنف، أوصي كلّ الأطراف التي تتحدث عن المشروع الفارسي بأن تنظر إلى الوقائع الميدانية بعين ثاقبة، أعتقد أنّ أيّ نخبة من النخب السياسية اللبنانية يجب أن تشكر المقاومة لأنها تدخلت في سورية وحالت دون وصول التداعيات السلبية للإرهاب إلى لبنان، وفي الغرف المغلقة لدى هذه الأطراف تشكر باستمرار المقاومة على ما فعلته.
بوصلتنا فلسطين
بعد عملية القنيطرة في الجولان السوري المحتلّ وبعدها عملية المقاومة الإسلامية في لبنان في مزارع شبعا المحتلة تتصرف إيران بجرأة أكثر في الميدان، ما هي الرسالة التي تريد إيران إيصالها؟
سعينا دائماً إلى أن نكون صادقين في تقديم المشورة إلى قوى المقاومة وينبغي أن لا ينحرف العالم الإسلامي عن البوصلة الصحيحة والأساسية وهي القضية الفلسطينية، والإمام الخميني اعتمد هذه القضية من الثوابت الأساسية لديه، وحتى عندما كان صدام حسين يشنّ حرباً علينا كان الإمام الخميني يقول علينا أن لا نضيّع البوصلة، وأيضاً في الأشهر القليلة الماضية عندما اقترب تنظيم «داعش» من حدود إيران قال الإمام الخامنئي يجب أن لا ننسى البوصلة الصحيحة أي القضية الفلسطينية، والجميع شاهد كيف تصرفت إيران إبان العدوان الأخير على غزة.
هناك دول قلقلة من هذا الاتفاق، كيف تطمئن إيران هذه الدول لا سيما السعودية؟
هذه نقطة مهمة، منذ اللحظة الأولى التي انتصرت فيها الثورة الإسلامية وتأسست فيها الجمهورية أعطينا رسالة الطمأنة إلى كلّ دول الجوار وخلال صفحات التاريخ لم تعتدِ إيران مرة واحدة على الآخرين، نصرّ دوماً على أن ترسّخ مفاهيم هذه الرسالة في كلّ دول الجوار وإذا كفّت الدول الخارجية عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة وتركتها تأخذ قراراتها بنفسها بشكل مستقلّ لا شك تتقبّل رسالة الطمأنة الموجهة من إيران، وحتى الآن ليس هناك أي ذريعة أخذت على إيران في هذا الإطار، ولكن المشروع الغربي الصهيوني يحاول دوماً أن يزرع بذور الشقاق والخلاف.
إيران منذ تأسيسها سعت دوماً إلى إرساء أفضل العلاقات مع كلّ دول المنطقة والجوار خصوصاً استناداً إلى مبدأ الاحترام المتبادل.
الخطاب الإيراني يلقى التجاوب
هل هناك أي طلب للقاءات بين إيران والسعودية منكم أو من الطرف السعودي؟ وألم يلفتكم خطاب نتنياهو في الكونغرس بأن هناك أربع عواصم سيكون لإيران نفوذ فيها هي دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت وكرّر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ذلك بطريقة أخرى؟
عندما يتحدث نتنياهو بهذه الطريقة من الطبيعي أنّ المشروع الغربي الصهيوني يعمل على إيجاد أعداء في المنطقة، أصحاب هذا المشروع كانوا يعتقدون أنه سيلقى تجاوباً من الرأي العام في هذه المنطقة، نعتقد أنّ اليمن هو لليمنيين وبغداد والعراق هي للعراقيين ولبنان هو اللبنانيين وسورية هي للسوريين، لأننا نعتبر أنّ كلّ شعب من الشعوب يحق له أن يعبّر عن استقلاله، فهل ذنبنا أنّ الخطاب الإيراني لاقى تجاوباً لدى الرأي العام في هذه المنطقة! الرأي العام في هذه المنطقة عندما ينظر إلى موقف إيران تجاه «داعش» و»النصرة» يعرف أن موقفها ليس استنسابياً ويعرف أن بعض الأطراف يحارب «داعش» في مكان ويقدم له التمويل والتسليح في مكان آخر، ويرى أن «النصرة» هي وجه آخر لعملة واحدة مع «داعش»، تصريحات نتنياهو تدل على أنه في مأزق حقيقي.
الرأي العام يرى بأمّ العين كيف تفتح مستشفيات الكيان الصهيوني لمداواة جروح المصابين من الإرهابيين، وقيادات هذا العدو تعاين الجرحى في المستشفيات، لا يحقّ ولا يمكن لأي طرف أن ينتهك استقلال أي دولة من دول المنطقة، الكيان الصهيوني فهم خطاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكن للأسف بعض الدول لم تفهم المغزى الحقيقي له.
التحالف ضدّ الإرهاب غير صادق
إيران لم تنضم إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ما يعني أن لإيران نظرة واستراتيجية أخرى لذلك، ما هي؟
نعتقد أن أطراف هذا التحالف لم تكن صادقة في الأهداف التي تدّعيها ونحن طرحنا هذا الأمر منذ اليوم الأول والجميع اليوم أدركه، هل هي مهمة صعبة ومستحيلة القضاء على مجموعة إرهابية إذا ما اتحدت حقيقة مجموعة كبيرة من الدول على مقارعتها ومحاربتها!
إذا كانت سيارة تسير في أحد شوارع طهران فالأقمار الصناعية تستطيع أن ترصد رقم لوحتها، وكل التجهيزات العسكرية التي قام بها «داعش» في الموصل قبل الهجوم العسكري لم تكن ترصدها الأقمار الصناعية! اليوم كل دولار يحول من دولة إلى أخرى الأنظمة المصرفية ترصدها مباشرة، وكل هذه الكمية الهائلة من الدولارات التي حولت إلى «داعش» ألم ترصدها هذه الأنظمة المصرفية! هذا التنظيم قد تجاوز الخطوط الحمر كما تخطّى تنظيم «القاعدة» سابقاً هذه الخطوط، هذه الأطراف ليست صادقة بما تدّعيه في محاربة الإرهاب، نؤكد أن الطاقات الكامنة لهذه المنطقة تستطيع أن تحارب الإرهاب، وللأسف الشديد أن الوقائع أثبتت أنه وفي بعض الاحيان كان هناك دعم لوجستي مباشر لـ«داعش»، وفي بعض الأحيان الضربات العسكرية التي يشنها التحالف الدولي كانت تستهدف القدرات الاقتصادية للدولة السورية.
الدور الإيراني في سورية معروف والمساعدة العسكرية والسياسية أيضاً، هل تؤمنون بأن لا بديل من الحل السياسي للأزمة عبر المبادرات المتعددة التي تطرح أم أن المعارك مستمرة وطويلة؟
منذ البداية أعربنا عن اعتقادنا بأنّ الحلّ في سورية هو الحلّ السياسي، واليوم تقريباً نستطيع القول إنّ الأطراف الأميركية والأوروبية قد وصلت إلى هذه القناعة، وهذا ما يدعو للأسف أنه وبعد أربع سنوات من عمر الأزمة اقتنعت، كنا نتمنى أن تصل إلى هذه القناعة منذ البداية لكانت وفرت على الشعب السوري هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات، ونؤكد أنّ الحلّ المتاح للأزمة هو الحل السياسي والرئيس بشار الأسد استطاع أن يدير هذا الموضوع، واليوم إذا سألنا أي نخبة من النخب الصادقة والغيورة لشكرت المقاومة لأنه لولا التضحيات الجسام التي بذلتها لكان لبنان يعيش فترات صعبة.
أؤكد أنه ينبغي علينا أن نعمل للتوصل إلى الحل السياسي في سورية في أسرع وقت ممكن ونحن دعمنا أي مبادرة تدعم هذا التوجه، واليوم الرأي العام يسأل ماذا حلّ بجنيف1 وجنيف2؟ ولماذا لم تصل هذه اللقاءات إلى نتيجة ملموسة؟! لأن تلك الأطرف لم ترغب بأن تذعن للوقائع الموجودة على الأرض ونتمنى أن تصل كل هذه المساعي الحميدة إلى نتائج مرجوة.
الرئاسة شأن لبناني
سنتحدث في الملف الرئاسي في لبنان، إذا وصلت الأمور إلى أن تضغط السعودية على تيار معين لإنجاز هذا الاستحقاق هل ستضغط إيران على حزب الله للتوصل في هذا الأمر؟
هذا أيضاً ضمن الاستراتجيات الواضحة لإيران، نعتقد أن أيّ تدخل خارجي في أي دولة في المنطقة لا يصبّ في مصلحة هذه الدول ولا مصلحة المنطقة، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخص مستقلّ مع احترامي للآخرين، والجميع يقدّر ويوافق على صدقية السيد نصرالله ويقول إنّ نظرته تأخذ المصلحة الوطنية بعين الاعتبار والجميع يعمل على متابعة مبادراته، واليوم يعرف الجميع أنّ جبهة المقاومة ليست جبهة طائفية أو مذهبية بل كلّ الأطياف تنتمي إليها، واليوم المسيحيون يدافعون عن جبهة المقاومة ولأهل السنة والدروز أيضاً، لأنّ الجميع يعرف بأنّ جبهة المقاومة هي التي استطاعت أن تخرج العدو «الإسرائيلي» المحتلّ من أرض الإنسان والحضارة.
من هنا أؤكد أنّ الاستحقاق الرئاسي في لبنان هو من الأمور الداخلية للبنان ولو كنا نتدخل في شؤون الدول لما كان خطابنا الذي تحدثت عنه قد لاقى هذا الصدى والتجاوب لدى الرأي العام على مستوى المنطقة، ولو كان من شيمنا التدخل في شؤون دول أخرى لكان حريّ بنا أن نتدخل في شؤون دول مجاورة لنا وليس بدول تبعد منا آلاف الأميال، علماً أن هناك 4 أجهزة استخبارات فاعلة وناشطة في هذا البلد، أنا أسمي جهازين وأنتم تسمون جهازين، الاستخبارات الأميركية والبريطانية ونحن لم نسمح لأنفسنا أن نتدخل قيد أنملة في هذه الدولة وكونوا على ثقة تامة بأن هذه الاستخبارات لو أخذت مستمسكاً علينا لكانت قامت الدنيا ولم تقعد.
التدخل الخارجي يعمّق الانقسام والاختلاف ونتائجه على المدى البعيد ليست جيدة والاستحقاق الرئاسي أخذ هذا الوقت بسبب هذه التدخلات.
هل تستعدّ إيران لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي بالعزيمة نفسها؟
إذا لم يُبرم هذا الاتفاق بين إيران والأطراف الغربية فالسبب الرئيسي هو تدخلات الأطراف الأخرى التي تخشى من تداعيات هذا التوافق إن تمّ عليها، لاحظنا في الأيام السابقة أنهم يركّزون دائماً على المشروع الإيراني وعندما كنا ندافع عن غزة وعن القضايا المحقة لماذا لم يتحدثوا عن المشروع الإيراني؟! إذاً الآن هناك أمر ما سوف يحدث وهذه الأطراف تخشى من مستقبل هذا الأمر ولتبديد هذه المخاوف نقول لهم عاينوا الخطاب الإيراني طوال أربعة عقود الذي استند إلى الاحترام الكامل لكل الشعوب وتأكيد الاستقلالية.
في الاسبوع الماضي كان هناك لقاء حوار إسلامي – مسيحي بين نخب إيرانية ونحب أرمنية وهذه المرحلة السادسة من الحوار الإسلامي المسيحي، وهذا يدل على أن الأقليات الدينية في المنطقة تشعر بالراحة والاطمئنان في ظل خطاب إيران وهذا الأمر ليس له علاقة بتوقيع الاتفاق، مبادئنا واضحة ومن هنا قد جهزنا أنفسنا إلى ما بعد التوقيع إن حصل، ونحن أرسلنا رسائل المحبة والثقة لكل دول المنطقة كما بعثنا رسائل مهمة جداً إلى السعوديين ونعتقد أن كل دول المنطقة وبشكل خاص السعودية ينبغي أن تتعاون مع بعضها بعضاً وشاهدتم الزيارة التي قام بها معالي وزير الخارجية الإيراني الدكتور محمد جواد ظريف إلى السعودية واللقاء الذي جمع مساعد وزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، من هنا يجب علينا تمتين العلاقات الإيرانية ـ السعودية ونعتقد أن السعودية لديها مكانة مهمة في هذه المنطقة وينبغي علينا أن نتحد مع بعضنا وأن لا ننحرف عن البوصلة وسماحة السيد القائد الإمام الخامنئي يؤكد دوماً أنه على دول المنطقة أن تتحد وأن الثروات الموجودة في ثنايا هذه الدول كبيرة ومن حق شعوب المنطقة التمتع بها.