ضربة استباقية ثلاثية الأبعاد هل يجرؤ العدو على الردّ…
سعد الله الخليل
ضربة استباقية موفقة ثلاثية الأبعاد وجهها الجيش العربي السوري ضمن عملية مدروسة بدقة وعناية، استهدفت مقرّ اجتماع لقيادات «الجيش الحر» في العمق الجنوبي لمحافظة القنيطرة وضرب مقرّ «الارتباط والتنسيق» التابع لما يطلق عليه «الجيش الأول» في قرية كودنا، بالتزامن مع غارات جوية شنها الطيران السوري على مواقع للمسلحين في مقرّ الكتيبة 23 و 29 والسرية الثانية التابعة للواء 61، التي تتواجد فيها مجموعات «النصرة» بالإضافة إلى استهداف المكتب الاعلامي لـ«الحر»، وهو ما أسفر عن عشرات القتلى فيما نقل 85 جريحاً إلى مستشفيات الأردن، ومستشفى صفد في الجولان المحتلّ.
استهداف مقرّ القيادة أوقع 12 من قيادات المجموعات المسلحة أبرزهم القائد العسكري أبو أسامة النعيمي، أحد أهمّ الأذرع «الإسرائيلية» في ريف القنيطرة، كون ما يُسمّى «الجيش الأول» الفصيل الأكثر تنسيقاً مع «إسرائيل»، ومع غرفة العمليات المشتركة في الأردن موك ، التي تضمّ ممثلين عن الاستخبارت الأردنية والأميركية والسعودية والفرنسية، وتعمل بالتنسيق مع الاستخبارات «الإسرائيلية»، تلك الغرفة التي سبق أن طلبت من القيادات المجتمعة القدوم إلى الأردن لاجتماع طارئ بعد النكسات العسكرية التي تكبّدتها جبهة «النصرة» والجماعات المسلحة التابعة لـ«الجيش الحر» في معارك ريف درعا، حينها اعتبرت غرفة العمليات أنّ سقوط موقع تل الحارة في يد الجيش السوري وحلفائه خط أحمر وأبلغت المجتمعين ضرورة فتح جبهة جديدة على محور جدية ـ الصنمين وشنّ هجوم كبير على ريفي درعا والقنيطرة لإرباك الجيش السوري وهو ما كان يحضّر له في الاجتماع الذي استهدفته الغارات.
خطة غرفة موك كانت تقضي بشنّ هجوم ضخم في ريف القنيطرة للوصول إلى الأوتوستراد المؤدّي إلى دمشق، والالتفاف على قوات الجيش السوري لكسر إنجازاته في مثلث درعا ـ القنيطرة ـ ريف دمشق بعد سيطرته على بلدات الدناجي، ودير ماكر، ودير العدس، وصولاً إلى السلطانية وتل قرين.
ربما أفشلت العملية في بُعدها الأول الميداني، خطة غرفة العمليات، وربما أجلتها إلى حين ترتيب أوراق المجموعات المسلحة، وإيجاد أدوات جديدة لقيادة العمليات والهجوم.
ورغم أهمية العملية على الأرض إلا أنّ البعد الثاني والأهمّ توجيه الضربة الاستخباراتية الكبيرة للقوى التي تدير المعارك وغرفة العمليات التي تخطط في عمان حيث شكلت العملية ضربة استخباراتية ستدفعها إلى إعادة حساباتها من جديد قبل التورّط في عمليات مقبلة بعدما أدركت أنّ خطتها وأدواتها تحت المراقبة وفي مرمى النيران في المكان والزمان المناسبين بما ينسجم مع معادلة الردع الجديدة التي رسمها محور المقاومة، فبعد عملية القنيطرة وردّ حزب الله في مزارع شبعا، تأتي العملية لتضرب في عمق القنيطرة على بعد أقلّ من كيلومتر واحد من الشريط الحدودي مع العدو «الإسرائيلي» في منطقة لطالما تجنّب الطيران السوري الوصول إليها خلال الأزمة التزاماً باتفاق فصل القوات عام 1974، لتعلن العملية فتح الأجواء السورية في حرب مواجهة الجيش المفتوحة ضدّ العدو «الإسرائيلي» وعملائه.
العملية استدعت من الطيران الحربي «الاسرائيلي» التحليق في المناطق الفاصلة بين القنيطرة والجولان السوري في عملية ربما الهدف استفزازي أو مراقبة التطورات إلا أنّ الثابت أنها لم تجرؤ على التدخل كما سبق وتدخلت في عملية القنيطرة.
ضربة استباقية ناجحة ثلاثية الأبعاد فهل يجرؤ العدو على الردّ؟
«توب نيوز»