تقرير
كتب بن كسبيت في «معاريف» العبرية:
ليس سهلاً في هذه الايام أن تكون نتنياهو. هذه أيام مرعبة جداً تُذكر بصورة مشابهة جداً بالايام الاخيرة للحكومة في 1999. سيفعل نتنياهو كل شيء من اجل الاستمرار في التواجد في بلفور. كل شيء. علينا أن نكذب؟ سنكذب. ليس كذباً أبيض ولا مؤامرة جانبية ولا عدم قول الحقيقة. بل كذباً فاضحاً. أمس كتب نتنياهو في صفحته على «فايسبوك» الجملة التالية: «سبق لبوجي أن صرح بأنه لا يرفض تعيين أحمد الطيبي رئيساً للجنة الخارجية والامن». هذا لم يحدث بتاتاً.
لماذا أحتاج الآن لهذه الكذبة؟ لأن لي صلة بها. الحديث يدور عن مقابلة أجريتها مع هرتسوغ في ستوديو الانتخابات لـ«معاريف» قبل بضعة اسابيع. وهي في الشبكة وأنتم مدعوون لمشاهدتها. مقابلة طويلة ومهمة في نهايتها انتقلنا إلى مرحلة الاسئلة القصيرة التي يستطيع الاجابة عليها بنعم أو لا فقط.
قلت له: «أحمد الطيبي عضو في لجنة الخارجية والامن». فأجاب هرتسوغ: «لا أستبعد ذلك». نفتالي بينيت، صاحب الدبلوم في اثارة الضجة الاعلامية، رفع هذا الفيلم القصير أمس إلى الشبكة وكأن هرتسوغ ضُبط متلبساً بإعطاء معلومات سرية لعملاء «داعش». لكن بينيت على الأقل لم يكذب. نتنياهو ليس بينيت. فهو يكذب بصورة فاضحة كذباً قصير الأمد يمكن تعقبه. عضو في لجنة الخارجية والامن ليس شبيهاً برئيس لجنة الخارجية والامن، لقد سبق وكان هناك عضوان عربيان في لجنة الخارجية والامن هما طلب الصانع وهاشم محاميد. في الحالتين لم يكن بالامكان منع ذلك فنحن ما زلنا دولة قانون وديمقراطية ومساواة والعرب يشكلون 20 في المئة من الاصوات الانتخابية.
كان مباي يسوي الامر بصفقة ما والعرب كانوا يقبلون بمكافأة بديلة في مكان آخر ويتنازلون عن لجنة الخارجية والامن، إلى أن حدث في مرتين ولم يتنازلوا وتم تعيينهم. ماذا حدث؟ هل انهارت الدولة؟ لا. ما حدث أن لجنة الخارجية والامن أصبحت أقل سرية ولم يُقدم لها أي أمر سري. عضو الكنيست العربي حصل على الاحترام ولم يحصل على شيء جوهري. في اللجان الفرعية السرية لم يتواجد. هذا هو السبب الذي من اجله لم يستطع هرتسوغ الاجابة بإجابة أخرى، لقد أجاب باستقامة وبصدق وشجاعة وكان يمكنه التملص وأن يقول شيء غير ملزم، لكنه فضل غير ذلك. نتنياهو بعده فضل الكذب. رئيس لجنة الخارجية والامن هو عضو كنيست ذو صلاحيات كبيرة مع القدرة على الوصول إلى كل الاسرار الامنية للدولة من دون استثناء. وفقاً لنتنياهو فإن هرتسوغ مستعد لأن يتواجد الطيبي هناك، وهذا الامر غير صحيح. نتنياهو كاذب لكن لا يهمه أن يكون كاذباً طالما أنه يستمر في كونه رئيساً للحكومة.
فضلاً عن ذلك فقد نجح بنيامين نتنياهو الآن في إنهاء اليوم، من دون التحدث بصورة كبيرة جداً عن مجموعة الامنيين التي وقفت أمس ظهراً برئاسة رئيس الموساد السابق شبتاي شبيط وقذفت في وجهه اقوالاً صعبة. شبيط رجل يميني قديم، أمني متصلب، أمضى عشرات السنين في الموساد وترك خلفه الكثير من الانجازات. منذ صعود مائير دغان إلى المنصة في الميدان فقد وجد شبيط نفسه في المربع نفسه الذي وُضع فيه دغان: يساري خائن. أمس قال لنتنياهو رأيه فيه، ولم يكن ذلك مريحا. من جهة أخرى هرتسوغ يريد الطيبي في لجنة الخارجية والامن!
نتنياهو سافر أمس إلى فندق «بارك» في نتانيا. لا يمكن نسيان العملية الفظيعة التي حدثت في المكان في ليل عيد الفصح قبل 13 سنة. العملية التي بادرت بعدها «إسرائيل» بقيادة آرييل شارون وشاؤول موفاز إلى تنفيذ عملية «السور الواقي». مشكلة نتنياهو أنه نسي القتلة المسؤولين عن هذه العملية وقام بإطلاق سراحهم من السجن. حسام بدران، أحد المسؤولين عن العملية أطلِق سراحه في صفقة شليط، ومذاك وهو يعيش حياة رغيدة في قطر، ويتولى مسؤولية الناطق بِاسم حماس في الخارج بسخاء من نتنياهو. ناصر يتايمة، الذي ساعد في تنفيذ العملية، تم اطلاق سراحه من قبل نتنياهو ويعيش الآن في قطر، وقد تحول مؤخراً إلى مطرب شعبي بفضل أغنية تُمجد أعمال حماس. حماس التي تعهد نتنياهو بتركيعها.
كلمة أخيرة للنائب العام للدولة، شاي نتسان، عن ترفيع رتبته وموافقته على تعيينه كمحامي للعائلة «نتنياهو». بعد أن بذل كل ما في وسعه في التحقيق ضد «إسرائيل بيتنا»، في الوقت الذي يتوسل فيه في كل المحاكم بعدم المس بملف مني نفتالي قبل الانتخابات هذه فترة حساسة ، فقد اجتاز نتسان أمس امتحاناً مهماً للتدشين والنفاق عندما قدم التصريحات الجوابية في الملف نفسه الذي مني به نفتالي من دون التصريح المطلوب للسيدة سارة نتنياهو.
ربما تأثر نتسان بمراسم تأدية التحية العسكرية في كوريا الشمالية على شرف السيدة على حسابنا في يوم المرأة العالمي، ربما أنه متأثر من الرياح التي تهب في البناء الذي يعمل فيه في شارع صلاح الدين. الامر المؤكد هو أن شاي نتسان عمّق أمس الاهانة للنيابة العامة وأوصلها إلى مهاوي جديدة. كل الاحترام.