قالت له

قالت له: يخيّل لي أحياناً أن مواصلة الحياة أمر مستحيل، وأنني سأعيش في ظلام يبتلعني رويداً رويداً ويغرقني في حزن عميق. فأغلق عينيّ هرباً وأدرك أن البصر غير مهم والمكان يحدّ بمناراته. ثم تتسلل المعرفة فجأة إلى خلايا جسدي كلها وأعرف أنني تشربت الوطن بكلّي.

قال لها: محكومون نحن با مل دائماً وبالترحال أحياناً. نختبر الحقيقة بأبشع الطرق إذ نقتل الوطن بأيدينا لنعيد إحياءه بالأحلام. يرتاح ا غبياء إ إذا كسروا كل ما هو جميل عندهم.

قالت: أ تعرف ا شياء بأضدادها؟! ومن رحم المعاناة تولد السعادة؟ وحده ما نقوله يستحق القول. وأنا ما رجوت في وحدة الحياة إ أن تبقى أنت في مكانك في القلب في القلب كله. فلا ترحل عنّي.

قال لها: كيف أجسر على الرحيل، أو كيف أفرط بك؟! الوطن والحب هما ا كثر تجذّراً في قلب الرجل. وأنا أحبك يا وطناً في غربتي الرهيبة.

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى