سلام: لتفعيل العمل العربي المشترك
أكد رئيس الحكومة تمام سلام أننا «نخوض في لبنان معركة ضارية مع الإرهاب»، مؤكداً «أنّ ما نحتاجه اليوم، هو التفعيل الجدي لآليات العمل العربي المشترك، ووضع التصورات والخطط التي تمكننا من استعادة زمام المبادرة، وسط هذا المشهد العالمي والإقليمي الصاخب».
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصري» المنعقد في شرم الشيخ في مصر، قال سلام: «لقد أدت التطورات المتلاحقة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتبعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، الطبيعية منها والمفتعلة، إلى إشغال مصر بهمومها الذاتية، وحرمان العالم العربي من دورها الوازن والفاعل الذي اعتاد العرب اللجوء إليه في الملمات»، لافتاً إلى «أنّ هذا الواقع ساهم في زيادة الوهن في البنيان العربي، ما سهل لإسرائيل المضي في سياسة العدوان وخلق وقائع جديدة على أرض فلسطين من دون رادع ولا حسيب، كما شرّع الأبواب أمام تدخلات خارجية متمادية في العديد من الدول العربية بما يهدّد نسيج مجتمعاتها ووحدة كياناتها».
ورأى «أنّ ردم الثغرة في جدار المناعة العربية، في التصدي لهذه العدوانية ولمواجهة الفتن ومحاولات زعزعة الاستقرار في منطقتنا، لا يمكن أن ينجح إلا بعودة العافية إلى مصر. لذلك، فإننا نعتبر أنّ الاستثمار في مصر اليوم، شأن أبعد من حقّ المصريين البديهي في الحياة الكريمة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي، واستكمال متطلبات التحول الديموقراطي»، مؤكداً «أنّ الاستثمار في مصر اليوم، هو استثمار في تحصين الأمن القومي العربي، وفي إعادة النصاب في هذه المنطقة من العالم إلى سوية طبيعية».
وتابع سلام: «نخوض في لبنان معركة ضارية مع الإرهاب. ولقد نجحنا حتى الآن، بحول الله وبتماسك وحدتنا الوطنية، وبفضل جيشنا وقواتنا الأمنية، وبمعونة أشقائنا وأصدقائنا وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، في التصدي لهذه الهجمة الشرسة وحصر أضرارها وتحقيق نسبة عالية من الحصانة الأمنية في البلاد. كما إننا نراقب باهتمام ما تتعرض له مصر على أيدي قوى التطرف والظلام. ونحن واثقون من أنّ القوات المسلحة وأجهزة الأمن المصرية، مدفوعة بقرار سياسي حاسم قادرة على دحر ومعاقبة كلّ من يريد شراً بمصر وأهلها. إننا على يقين بأنّ هذه المعركة التي تخوضها مصر كلها، بمؤسساتها السياسية وأجهزتها العسكرية وقواها التنويرية، ستنجح في تثبيت السلام والاستقرار اللذين يؤمنان المناخ الملائم للأمن الاقتصادي. إنّ الأمن الاقتصادي ليس مجرد شعار، إنه هدف جوهري من واجبنا كمسؤولين السعي إلى تحقيقه، لأنه يتعلق بمستقبل بلداننا وبرخاء شعوبنا».
وأكد «أنّ ما نحتاجه اليوم، هو التفعيل الجدي لآليات العمل العربي المشترك، ووضع التصورات والخطط التي تمكننا من استعادة زمام المبادرة، وسط هذا المشهد العالمي والإقليمي الصاخب، وما فيه من عوامل عدم استقرار سياسي واقتصادي، والتحكم بمقدراتنا وبمسارنا الاقتصادي لخدمة أوطاننا وتحقيق المنفعة لشعوبنا».
وختم: «نحن مع مصر قادرون على وقف الظلام الزاحف في بلادنا ونحن مع مصر قادرون على درء عوامل الفتنة والتشرذم، ونحن مع مصر قادرون على الانتصار في صراع الإرادات وفتح السبل لشعوبنا نحو مستقبل مضيء وواعد».
لقاءات
وعلى هامش مشاركته في المؤتمر، زار الرئيس سلام أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مقرّ إقامته، وأكد خلال اللقاء أنّ «الوضع الأمني في لبنان ممسوك، والجيش اللبناني المدعوم من كلّ اللبنانيين يتصدى للإرهابيين على الحدود الشرقية للبنان».
وأكد أمير الكويت، من جهته، «حرصه على لبنان»، مشدّداً على «محبة الشعب الكويتي له وتصميمه على زيارته مهما كانت الظروف»، متمنياً «أن ينجح اللبنانيون في تخطي خلافاتهم وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت».
وتمنى سلام على «أمير الكويت عدم تنفيذ القرار المتخذ في شأن إقفال مكتب صندوق التنمية الكويتي في بيروت، وتجاوب الأمير الكويتي مع الطلب».
وكان رئيس الحكومة التقى كلاً من ملك الأردن عبدالله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، وولي العهد السعودي مقرن بن عبد العزيز، وعرض معهم الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.