«رقمنة» الفن التشكيليّ في الألكسو ومكتبة الاسكندريّة
أنجزت مكتبة الإسكندرية مشروع رقمنة مكتبة الفن التشكيلي في إطار التعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو . ومن المقرر إطلاق المشروع في احتفالية تقام في الإسكندرية بحضور د.عبد الله حمد محارب مدير الألكسو، ود.إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية. واتفق الطرفان على العديد من المشاريع الثقافية تنفذ في السنوات المقبلة.
وتضم مكتبة الفن التشكيلي المعاصر في العالم العربي مجموعة قيّمة من الكتب حول الفن التشكيلي الحديث والمعاصر في العراق وقطر والكويت والبحرين وتونس وسورية ومصر والأردن وفلسطين ولبنان والسودان وغيرها من البلدان العربية. وتقدم السلسلة لمحة تاريخية عن نشأة الفن التشكيلي في كل بلد، وأنواع هذا الفن، وعرض لكل نوع، ومدارسه واتجاهاته، وعناصر الأصالة والإبداع فيه، ومدى تأثره بالمدارس الفنية التشكيلية الأخرى، وكبار ممثلي هذا الفن من الرواد والمعاصرين مع تحليل نماذج من أعمالهم البارزة، وإرفاق نماذج مصورة إيضاحية لأنواع هذا الفن.
تقدم المجموعة بهذا الشكل سلسلة من الدراسات القُطرية، تستوعب الإنتاج الفني العربي، وتوثقه. وتقدم خاتمة هذه السلسلة دراسة شاملة للاتجاهات والمدارس الفنية العربية المعاصرة وتقويمها، في سياق التيارات الفنية العالمية، والتفاعل معها والتأثر بها وفي سياق الإبداع الفني الحضاري الذي يحمل مساهمة للفن العالمي ومشاركة فيه، لكون الفنون التشكيلية مجالاً أساسيًا من مجالات الثقافة الإنسانية وتعبيرًا حضاريًا متميزًا عن قدرات الشعوب وخصائصها.
يقدم الكتاب الخاص بالفنون التشكيلية في مصر، من تأليف رشدي اسكندر وكمال الملاخ وصبحي الشاروني، مرجعًا مفيداً لكل دارس أو باحث في ميدان الفنون الجميلة المصرية. ويتضمن صور ست وستين لوحة وتمثالاً تمثل جميع الاتجاهات التي ظهرت في الفنون الجميلة المصرية، لتوضيح هذه الاتجاهات والتطورات التي مرت بها. ويتطرق الكتاب إلى الفنون التشكيلية في مصر ما قبل القرن العشرين، ومدرسة الفنون الجميلة، والمثال محمود مختار، وفناني الجيل الأول، والحركة الفنية في الإسكندرية، والتربية الفنية، وجيل التمرد والثورة، وحرب 1956 وتأثيرها على الفن المصري، والقضايا الفكرية في الفن المصري، والاتجاهات الفنية في مصر، وقضية الأصالة والمعاصرة. ويبين الكتاب كيف وضع المثال محمود مختار أول علامة مضيئة في تاريخ فن النحت الحديث في مصر حين ابتكر الصيغة الجمالية الملائمة لتزاوج القيم الفنية-الأوروبية وبخاصة الفرنسية، في القرن التاسع عشر، مع القيم الجمالية الفرعونية، ثم سخر هذا الابتكار للتعبير عن المرحلة الاجتماعية التي عاشها، مرحلة النهضة والبحث عن الشخصية المصرية في أعقاب ثورة 1919 الوطنية. فحظي فنه باحترام وتقدير الأوساط الفنية الفرنسية التقليدية وشهد في الوقت نفس حماسة الجماهير المصرية التي أشعلت ثورة مصر الوطنية.
يتضح من خلال الكتاب، وداخل عملية اتباع النموذج الغربي، أن الحركة الفنية في مصر قدمت بشكل مكثف خلال سبعين عامًا الاتجاهات والمذاهب التي ظهرت في الغرب خلال قرنين من الزمان، مع تأثيرات محلية ذات فاعلية. ويذكر الكتاب أن تلك المذاهب والاتجاهات هي: استلهام التراث الفرعوني، الاتجاه التقليدي، الاتجاه الشعبي، الاتجاه إلى الأغراب، الاتجاه التجريدي الإسلامي، الاتجاه التعبيري الاجتماعي، اتجاه الفانتازيا، والاتجاه الفطري.
تضم المجموعة كتاب الفن التشكيلي في السودان، للدكتور راشد دياب. ولا تقتصر أهمية هذا الكتاب على كونه الكتاب الأول والوحيد في مجاله الذي يؤرخ للحركة التشكيلية في السودان، بل إن أهميته تنبع من سعة إطلاع مؤلفه على تفاصيل هذه الحركة بجوانبها الفنية والتعبيرية والفكرية، وقدرته على جمع ما قد يبدو للوهلة الأولى شتاتًا غير منتظم من المذاهب الفنية والمدارس التعبيرية والرؤى الفكرية ووضعها في عمل تاريخي ونقدي يكشف الوحدة التي ينصهر فيها التنوع الثري الذي تعبر عنه تلك المذاهب والاتجاهات لتؤلف الصورة المتكاملة لفن تشكيلي عربي يكمل الصورة الأشمل للفن التشكيلي العربي المعاصر. ويعود المؤلف إلى البدايات الأولى للتعبيرات الفنية في السودان، مظهراً أثر الفنون التقليدية والشعبية في الحركة التشكيلية السودانية المعاصرة، عاقدًا الصلة الحتمية بين تلك الفنون في بداياتها الأولى الشعبية وتجلياتها اللاحقة فنونًا حديثة ومعاصرة، والأرض التي نبتت فيها موقعًا وتاريخاً وبيئة وحضارة موغلة في القدم وثقافة مميزة العراقة. ويتناول الباحث المدارس والمذاهب والجماعات الفنية التشكيلية في السودان في جيل رواد الحركة التشكيلية المعاصرة ثم في الأجيال اللاحقة في ما يسميه جيل الوسط، حتى المرحلة المعاصرة بما قدمته من إبداعات تشكيلية جديدة، ما يتيح له تناول موضوع الأصالة والمعاصرة في التشكيل السوداني.
يعرض الكتاب لسيرة عدد كبير من الفنانين السودانيين من اتجاهات متنوعة مثل: عثمان وقيع الله، أحمد محمد شبرين، مجذوب رباح، إبراهيم العوام، حسين جمعان، محمد عبد الله عتيبي، أحمد محمد عثمان، محجوب حسن العوض، أحمد الشريف عبود، محمد الأشرف علي أبو سمرة، محمد علي الفاضلابي، حسان علي أحمد، حسين شريف، وغيرهم.
عن الفن التشكيلي المعاصر في الأردن يقول د. إبراهيم النجار أبو الرب إن الفن التشكيلي المعاصر في هذا البلد هو امتداد ورافد لحركة الفن العربي المعاصر، ويشارك هذه الحركة سماتها الفنية والفكرية، إضافة إلى المقوّمات والدوافع المشتركة. ويتناول الكتاب العوامل المؤثرة في شخصية الحركة الفنية في الأردن وسماتها، والفن التشكيلي المعاصر في الأردن وعلاقته بالفن العربي المعاصر، وأنواع الفن التشكيلي المعاصر، والاتجاهات الفنية في الفن التشكيلي المعاصر في الأردن. وفي الكتاب دراسة تفصيلية لأبرز الفنانين الأردنيين عبر مراحلهم المتعددة وأجيالهم وبينهم: الفنان جمال بدران، عفاف عرفات، مهنا الدرة، كمال بلاطة، أحمد نعواش، ياسر الدويك، عزيز عمورة، سامية الزرو، د. محمود صادق، زكي شقفة، محمد مصطفى، ديانا شمعونكي، خالد خريس، يوسف الحسيني، عدنان يحيى، سامر الطباع، وغيرهم.
وبالنسبة إلى الفن التشكيلي في اليمن، يغطي الكتاب أكثر من ثلاثين عامًا من تاريخ الحركة التشكيلية اليمنية، وهو كامل عمر الحركة الفنية، متناولاً أشكالها وصيغها المختلفة من تصوير ورسم ونحت وسيراميك وغرافيك وكولاج وملصق. ويقدم الكتاب تسعة وخمسين فنانًا يمنيًا عارضًا سيرهم ومعرّفًا بتجاربهم ومحللاً أبرز أعمالهم مرفقة بصور فنية عديدة.
«مذكّرات هراسيوس» لدوما بالعربيّة
صدرت في منشورات «كلمة» الترجمة العربية لكتاب «مذكّرات هراسيوس» لألكسندر دوما، ضمن سلسلة كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ التي يشرف عليها ويراجع ترجماتها الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في باريس كاظم جهاد.
لا يشكّل كتاب «مذكّرات هُراسيُوس» لدوما، الذي ترجمه إلى العربية الناقد والمترجم والأكاديميّ السوريّ بطرس الحلاّق، مذكّرات وهميّة للشاعر الرومانيّ هُراسيُوس يدعوه الفرنسيّون والإنكليز «هوراس» ، بل مذكّرات موضوعة أو «ملفَّقة» بمعنى التأليف وإعادة الابتكار انطلاقاً من سيرة الشاعر وإخباريّات عصره.
وضع ألكسندر دوما هذه المذكّرات عام 1860 ونشر فصولها تباعاً في صحيفة مثل أغلب أعماله، ولم ترَ النور في مجلّد إلاّ عام 2006 في منشورات «ليه بيل ليتْر» في باريس. ولد كوينتُس هُراسيوس فلاكّوس عام 65 قبل الميلاد وتوفّى عام 8 قبل الميلاد. وهو شاعر روما القديمة، الذي يظلّ، إلى جانب صديقه المشهور فرجيل، ألمع شعراء عهد أغسطس قيصر. كان شاعر الفرح ومحبّة العيش والنهم البريء والغراميّات اللاهبة، فهو ينتمي دوماً إلى الفئة ذاتها من عشّاق الحياة. وتغطّي سيرته التي وضعها دوما السنوات بين 55 و27 قبل الميلاد، أي سنوات نشأة الشاعر ونضجه وبداية ارتقائه إلى المجد. وبصورة عامدة على الأرجح، أهمل دوما سنوات الهدأة والرضى التي أمضاها الشاعر في كنف القيصر الظافر أغسطس.
يسرد الكاتب الوقائع على لسان الشاعر فيصوّره شاهداً على الحروب الأهليّة التي مزّقت شعب روما وقادت إلى انهيار الجمهورية الرومانية. ويرينا نشأة هُراسيوس، وهو ابن عبد مُعتَق، وتدرّجه في معرفة اللغات والفلسفة وعلوم البلاغة، ويعرض بعين الفتى مجمل التيارات الفكرية التي كانت توجّه قادة الحقبة وخطباءها وشعراءها. وسرعان ما تقدّم لنا المذكّرات كبار أبطال الحقبة، من شيشرون الخطيب والبلاغيّ والسياسيّ المشهور، إلى كاتون، فيوليوس قيصر، فبومبيوس، فكْرَسُّس، فبروتُس، فمَرسِلُّس، فأنطونيوس وكلِيوبترا وأُكتافيوس.
مؤلّف الكتاب، الروائيّ الفرنسيّ ألكسندر دوما 1802-1870 معروف بغزارة إنتاجه وبكونه رائد الرواية التاريخيّة. من أشهر رواياته «الكونت دو مونت كريستو» و»الفرسان الثّلاثة» و»الملكة مارغو». وهو أيضا روائيّ غزير الإنتاج، عمله الأشهر هو «غادة الكاميليا».