كييف تلغي اتفاق تسهيل حركة سكان المناطق الحدودية مع روسيا
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن كييف تريد تشتيت الانتباه عن التزاماتها في القسم السياسي لاتفاقية التسوية الأوكرانية، ولذلك تثير موضوع إرسال قوات حفظ السلام إلى دونباس.
وأضاف لافروف أمس في هذا الشأن: «ولهذا السبب ظهرت هذه الفكرة الجديدة عقب مينسك بأيام تحديداً. أتعلمون؟ يقولون كي تقضي على شيء ما، عليك أن ترمي بمقترحات جديدة تشتت الانتباه». وأوضح: «الآن حين جوانب اتفاق مينسك العسكرية متعثرة بعض الشيء لكنها على كل حال تُحل، تحين لحظة الحقيقة ومن الضروري العبور إلى الإصلاحات السياسية، وإلى التحضير لإجراء انتخابات محلية، وإلى أن يُعكس في دستور أوكرانيا بالاتفاق مع الجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد، الوضع الخاص لهذه المناطق، وهو مذكور بتفصيل واف في وثيقة اتفاق مينسك ذاتها».
وواصل لافروف الحديث قائلاً «وها نحن نسمع من مصادر مختلفة بأن عدداً كبيراً من القادة الأوكرانيين غير راضين عما جرى في مينسك، وربما يريدون تنحية كل هذه الجهود جانباً في اتجاه مناقشات جديدة. عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام، عملية إجراءاتها طويلة. توافق مجلس الأمن عليها، وعلى تكوينها المادي، وتجهيزها، وإعداد تفويضها، وقواعد عملها كل ذلك يتطلب وقتاً طويلاً».
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي أن خطط الولايات المتحدة لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا خط واضح نحو تقويض اتفاق مينسك وانتهاك بنوده بشكل مباشر.
وقال لافروف بهذا الخصوص: «نحن ننطلق من منطلقات معظم الأوروبيين نفسها من أن مثل هذه الخطط لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا خطرة وخطرة للغاية. على رغم أن هناك في الاتحاد الاوروبي من يحرض الجميع كي يتم البدء في إرسال مثل هذه الأسلحة. هذا خط
واضح في اتجاه تقويض اتفاق مينسك، وفي اتجاه انتهاكه بشكل مباشر، لأن الاتفاق على عكس ذلك يتحدث عن سحب جميع الأجانب من أوكرانيا».
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى عدم تنفيذ أوكرانيا للاتفاق المبرم في 21 شباط 2014 بضمانة وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا والخاص بنزع أسلحة التشكيلات غير الشرعية، لافتاً إلى أن هذه التشكيلات مثل «القطاع الأيمن» ترفض حتى مجرد الحديث عمن يجب أن تخضع له، وهي لا تخضع إلا لنفسها، مثلها مثل تلك التي تسمى كتائب المتطوعين التي شكلها أفراد من الأوليغارشية الأوكرانية.
من جهته، قال وزير خارجية النمسا أمس إن اتفاق مينسك لإنهاء القتال في شرق أوكرانيا هو أكبر فرصة لحل أزمة أوكرانيا بشكل سلمي وينبغي ألا يعلن القادة الأوروبيون أنه فشل.
وقال وزير الخارجية سيباستيان كورتس قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل: «أعتقد أنه على رغم المشقة والتأخير فقد شهدنا بعض التحسن وأعتقد أننا ينبغي أن نعي أن اتفاق مينسك هو الآداة الوحيدة التي نملكها… مينسك هو أكبر فرصة لحل سلمي».
الى ذلك، أعلنت كييف إلغاء الاتفاق الموقع مع موسكو حول تسهيل تنقل سكان المناطق الحدودية عبر المعابر المحلية بين البلدين، حيث يعني هذا القرار أن بات ممنوعاً على المواطنين الروس بدءاً من يوم أمس الاثنين 16 آذار، دخول الأراضي الأوكرانية، إلا عبر المعابر الدولية.
يذكر أن اتفاق تسهيل الحركة عبر الحدود وقعتها حكومتا البلدين عام 2011 من أجل توفير الظروف الملائمة لسكان الشريط الحدودي وعمقه 50 كيلومتراً، الراغبين في دخول أراضي البلد المجاور.
وكان الاتفاق يسمح لهؤلاء المواطنين بعبور الحدود في أي وقت ومن أي معبر محلي، والبقاء في أراضي الدولة المجاورة لفترة معينة من دون الحصول على تصريح للإقامة.
تجدر الإشارة إلى أن كييف حظرت منذ 1 آذار الجاري دخول المواطنين الروس إلى أراضيها بالهويات الداخلية، كما كان معتاداً سابقاً، بحكم العلاقات الأسرية والثقافية والتجارية وغيرها من الروابط بين سكان البلدين. ولا يمكن للروس دخول الأراضي الأوكرانية حالياً إلا بجوازات السفر الخارجية، فيما أبقت موسكو على قوانين دخول الأوكرانيين إلى الأراضي الروسية من دون تعديل.