دمشق تطالب الأوروبيين بكبح سياسات فرنسا وبريطانيا حيالها

أكدت وزارة الخارجية السورية أن فرنسا وبريطانيا تواصلان ممارسة سياسات من شأنها توريط الاتحاد الأوروبي في إطالة أمد الأزمة بسورية والمشاركة في سفك دماء أبنائها.

وجاء في بيان صدر عن الخارجية السورية أمس أن «هذا النهج القاصر المتمثل بموافقة الاتحاد الأوروبي على مواقف هاتين الدولتين إنما يؤدي إلى جعل الاتحاد الأوروبي مسؤولاً عن إطالة الأزمة في سورية وتنامي الإرهاب واستهداف المواطن السوري».

وطالبت الوزارة «الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي عبرت في أكثر من مناسبة عن استيائها من هذا النهج بوضع حد لسياسات بعض دوله وبخاصة فرنسا وبريطانيا والتي تورط الاتحاد … وتسخره لخدمة أجندتها الخاصة تجسيداً لتاريخها الاستعماري».

ويأتي بيان الخارجية السورية رداً على ما صدر عن الاتحاد الأوروبي في شأن القيادة في سورية وأكد فيه استمرار فرض عقوبات جديدة على الشعب السوري.

جاء ذلك في وقت أكد النائب الفرنسي جاك ميار الذي ترأس الوفد الفرنسي الرفيع الذي زار دمشق في الخامس والعشرين من شباط الماضي، أن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري تمثل صفعة قوية للدبلوماسية الفرنسية التي ما زالت تتشبث بمواقف أخلاقية مزيفة.

وأضاف ميار إن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي تنغلق فرنسا في موقف عنيد يرفض العودة إلى طريق دمشق وتستمر في إلهاء نفسها «المعارضة المعتدلة» التي توهم الكثيرون أنها قادرة على إسقاط الحكومة السورية خلال فترة قصيرة.

وشدد ميار على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير رفض الحكومة الفرنسية للأخذ في الاعتبار أن الرئيس الأسد لا يمكن تجاوزه في العمل من أجل إنجاز تسوية سياسية للأزمة في سورية وهو ما باتت دول عدة ومن بينها الولايات المتحدة مقتنعة به.

ورأى ميار أن هذا التعامي الذي تمارسه الحكومة الفرنسية تجاه الوقائع بات أمراً لا يصدق ويعبر عن إهمال مقلق لافتاً إلى أن ما يبعث على المزيد من القلق هو أن نفس السياسة تتكرر إزاء المفاوضات حول الملف النووي الإيراني والذي تحاول الولايات المتحدة السير في استراتيجيتها بكل وقاحة لتحقيق مصالحها.

واعتبر ميار أن الدبلوماسية الفرنسية ومن خلال هذه المواقف تبرهن عن تبعية أطلسية غريبة، مؤكداً أنه من الضروري أن تستعيد فرنسا سياستها الخارجية المستقلة والمتحررة من أي نفوذ والمتلائمة مع مصالحها.

من جهته، رفض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو التفاوض مع الرئيس الأسد حول تسوية الأزمة. وقال: «إذا جلستم بالقرب من الأسد وصافحتم يده بعد كل هذا القتل، وبغض النظر عن استخدام السلاح الكيماوي وهو ما أعلنت الولايات المتحدة أنه غير شرعي، فإن التاريخ لن يمحي ذلك» بحسب تعبيره.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى