السيد حسين في افتتاح موتمر التربية على المواطَنة: عملية مستمرة وهادفة من جانب المربّين والمسؤولين
افتُتح أمس المؤتمر الاقليمي، بعنوان «دور كلّيات التربية في التربية على المواطَنة والهوية»، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، في «فندق بادوفا» ـ سن الفيل، بحضور أمين عام الجمعية العلمية لكلّيات التربية في الجامعات العربية الدكتور طاهر سلوم، عميدة كلّية التربية في الجامعة اللبنانية الدكتورة زلفاء الأيوبي، عميد كلّية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج كلاس، وعمداء كلّيات التربية في الدول العربية.
شدّدت ليلى الرفاعي على أهمية المناسبة في هذه الظروف التي يمرّ فيها العالم العربي، تلاها منسق عام المؤتمر هيثم قطب قائلاً: «يقول رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين في كتابه «المواطَنة أسسها وأبعادها»: المواطن الفرد، أيّاً يكن مستواه الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، سيعود إلى موطنه باحثاً عن أمانه، كما الانسان العادي الذي يعود إلى منزله طلباً للراحة بعد العناء».
ثم تحدّثت الأيوبي وقالت: «يأتي عقد هذا المؤتمر اليوم في ظل تحديات تواجهها المواطَنة في معظم دول المنطقة العربية، وفي ظل التحولات العميقة التي تشهدها منطقتنا ويعيش مفاعيلها الإنسان العربي، إذ لا يسع المرقب المعرفي العالمي عموماً، والعربي خصوصاً إلا أن يستشعر الآثار المطردة للأفكار الانسانية العابرة للتخوم والثقافات واللغات، هذه الثقافات مدّت ناشئتنا ببذور التغيير وحفزت على المناداة بحقوق المواطَنة: العدالة والمساواة والعيش الرغيد».
وأضافت «هذه الافكار الانسانية المتداولة وسواها الكثير أحدثت تبدلات أساسية في البنى المعرفية والمنظومات الفكرية للمجتمعات، وكان على مؤسساتنا التعليمية أن تتلقف أشكال ووجوه التغيرات البنيوية المجتمعية وتستوعبها محتضنة المنادين بها».
وقال سلوم: «يأتي مؤتمرنا هذا ليكون مساهمةً علميةً فاعلةً في تناول موضوع دور كلّيات التربية في التربية على المواطَنة والهوية، ليسلط الأضواء على الواقع، ويحلل المشكلات، ويطرح الحلول والبدائل والتوصيات لتساعد العاملين في الميدان والقائمين عليه في تصور آفاق مستقبل كلّيات التربية».
وتابع: «أعتقد أن من بين المهمات الملحّة لكلّيات التربية لتأخذ دورها في التربية، أن تنظر بروح نقدية إلى برامج كلّيات التربية، وتطويرها لتكون أداة فعّالة في بناء المواطن العربي، وتسليحه بالمعارف، قيام كلّيات التربية بدراسات ميدانية نقدية للمناهج التربوية في التعليم ماقبل الجامعي وتقديم اقتراحات لتطويرها، إضافة إلى التفكير بتكوين جديد للمعلم يؤهله لترسيخ مفهوم المواطَنة وتعزيز شعور الانتماء إلى الوطن وتشجيع ثقافة الحوار، وتربية الأبناء على المحبة والتسامح والتضحية وتفهم الآخر».
أمّا السيد حسين، فلفت إلى «أن عقد هذا المؤتمر مهم جداً لأنه يأتي في زمن الحركات الشعبية العربية، لنتحدث عن المواطَنة والهوية، فمؤتمرات من هذا النوع مهمة جداً حالياً، خصوصاً انها تأتي بمنهجية علمية تعالج من خلالها موضع التربية على المواطَنة والهوية، وهي خطوة جيدة من الأخوة العرب تجاه بيروت العاصمة الثقافية العربية».
وتمنى على المشاركين متابعة توصيات المؤتمر والالتزام بقرارته من خلال الجمعية، والمطلوب من الجامعات العربية تنفيذ المقرّرات التي سيتوصلون اليها.
وتحدث عن موضوع التربية على المواطَنة، مشيراً إلى أن المواطَنة ليست مجرد شعور عاطفيّ، بل هي مجموعة القيم والقواعد التي تنظم علاقة المواطن بالمواطن، وعلاقة المواطن بالدولة، هذا في الاطار القانوني، وهي أيضاً عملية الانتماء والولاء للوطن.
وتابع: «إنّ التربية على المواطَنة عملية مستمرة لا ظرفية، وهادفة من جانب المربين والمسؤولين، لافتاً إلى أهم القيم التي علينا الدخول في تربيتها:
ـ الانفتاح على الانسان والانسانية والابتعاد عن التعصب، فالديمقراطية لا يمكن أن تكون في ظل الكراهية، وأهم أسسها القبول بالمعارضة والآخر والتداول السلمي للسلطة.
ـ التربية على القيم الوطنية واحترام الرموز الوطنية والدفاع عن أرض الوطن والإخاء بين المواطنين.
ـ احترام المواطَنة العالمية وتعزيز قيمها، انطلاقاً من احترام حقوق الانسان، واحترام القيم المدنية، باحترام القنون وتطبيقه، تحت مبدأ سيادة القانون، فسيادة القانون هي التي صنعت التحوّل السياسي والاجتماعي والاقتصادي في أوروبا.
ورأى السيد حسين أنّ حلّ معضلة الاقليات تكون بالتركيز على المواطَنة بدل المذهبية، فموضوعها غير مطروح على الاطلاق مع المواطَنة، محذّراً من إدماج الاقليات في المجتمع الوطني قسراً، لأن ذلك يُحدث ردّ فعل عكسيّ، ويجب أن يكون الاندماج مبنياً على التسامح المتبادل والحوار الدائم والثقافة الوطنية الموسوعية الشاملة، لا بالقهر والغلبة. مشيراً إلى أنّ الحياة المدنية لا تعني الإلحاد بل هي احترام القوانين الخاصة والعامة. مشيداً بدور المسيحيين لأنهم صنّاع العروبة، وهم جزء أساس من الحضارة الاسلامية التي ساهموا فيها.