أبو فواز: صدّ الأخطار المحدقة بأمتنا يتطلب منّا المزيد من التكاتف والوحدة والتضحيات
أحيا النادي السوري الكندي الثقافي في تورنتو عيد مولد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الزعيم أنطون سعاده باحتفال كبير حضره ممثلو الأحزاب والجمعيات وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية وإعلامية، وجمع من القوميين وأبناء الجالية.
افتتح الاحتفال بالنشيد الكندي، ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي بصوت أولغا قدورة، ثم كلمة ترحيب وتعريف ألقتها دلال أبو فاعور التي قدّمت نبذة عن حياة الزعيم ومواقفه من الولادة حتى الاستشهاد.
وألقى كلمة شباب النهضة ريان عدنان الطويل، شدّد فيها على أهمية أن ينخرط جيل الشباب في حمل القضايا الكبيرة، داعياً إلى ضرورة وعي ما يجري من حولنا، سواء في كندا أو في الوطن.
أبو فواز
وألقى عميد شؤون عبر الحدود سامي أبو فواز كلمة بِاسم مركز الحزب استهلها بنقل تحيات رئيس الحزب النائب أسعد حردان والقيادة الحزبية إلى الحاضرين، وأكد أنّ الوجدان القومي أعظم ظاهرة اجتماعية في عصرنا، لا بل هو السمة الأساسية والحقيقية لهذا العصر. فلقد كان ظهور شخصية الجماعة أعظم حوادث التطوّر البشري شأناً وأبعدها نتيجة وأشدّها تعقيداً، فهذا العصر هو بامتياز عصر القوميات، عصر تنازع الأمم موارد الحياة في عراك وتطاحن بين مصالح القوميات التي تسعى كلّ منها إلى تثبيت حقوقها في الحياة والتقدّم والازدهار على حساب حقوق غيرها من الأمم ومصير غيرها من القوميات. ففي هذا العصر بات الصراع القومي ناموساً طبيعياً يحكم حياة البشر، فلا تكون نتائجه أقلّ من انتصار أمم على حساب اندثار واضمحلال أمم وقوميات أخرى.
وأضاف: في هذا العصر، وجدت الأمة السورية نفسها واقفة بين الموت والحياة، فاقدة السيادة على نفسها، عرضة لمختلف الدعوات الأجنبية، مجزأة قيد الانهيار والتمزّق، فكان أول آذار موعدها مع فتى ربيعها فارس لا يشقّ له غبار، حملته من ألق تاريخها وعبق مجدها وشذى رياحينها، وشموخ جبالها وعصيان أنهارها، وبوح أساطيرها، وعصارة حضارتها، ودفء إنسانيتها. كان الأول من آذار من عام 1904 موعد دائم لها يتجدّد كلّ عام ليعيد إليها الأمل بنهضة جبارة تخرجها من كبوتها وتعيدها الى المكان اللائق بها تحت الشمس، هادية للأمم، موعدها مع معلمها وزعيمها الخالد أنطون سعاده، الذي جاءها بنهضة إنقاذية أصيلة ترتكز إلى عقيدة أخلاقية جديدة يحوِّلُ الإيمان بها الوجوبَ الى وجود ويُخرج الأمة من القوة إلى الفعل من خلال تحديد مفهوم الأمة وتعيين جغرافية الوطن على أسسٍ وموازين علمية دقيقة، وبذلك تتضح معالم الانتماء إليها بالشكل العلمي بعيداً عن تمييع الهوية وتضييعها بعصبيات جزئية ليست من الأمة بشيء.
وقال أبو فواز: نحتفل اليوم بذكرى مولد المعلم، فيما أمتنا تمرّ بأدق وأخطر مرحلة غير مسبوقة في التاريخ. فإضافة إلى العدو المحتلّ الغاصب الجاثم جنوباً وإلى التفتيت الفئوي الكياني والاتني والطائفي والمذهبي، والوحش التكفيري الإرهابي الوهابي والاحتلال والدعوات الغريبة، برز الخطر التركي المتجدد ذو الأطماع التاريخية في ثرواتنا، فلم يكتفِ بأربعة قرون من الاحتلال المباشر حيث امتصّ ثرواتنا وإمكاناتنا وعمل على تجهيل أبنائنا وتفكيك هيئتنا الاجتماعية ومحو هويتنا، ولم يكتف باحتلاله كيليكيا والاسكندرون بموجب معاهدة باطلة أبرمها مع المحتلّ الفرنسي، ولم يكتف بمصادرة مياهنا وحرماننا من حقوقنا، بل عمدت حكومته الإسلاموية الآن إلى دعم شذاذ الآفاق من أوباش «داعش» ومدّهم بالمال والسلاح والمعلومات الاستخبارية وتسهيل مرور وحوشهم البشرية، وبيع نفطنا المسروق عبر أراضيها، من وإلى الشام والعراق وجرود عرسال في لبنان، ليعيثوا في أرضنا فساداً ويهلكوا الحرث والنسل، ويذبحوا البشر ويدمّروا الحجر.
وأضاف أبو فواز: إنّ اطماع الأتراك وغيرهم من الدول في أمتنا لا يمكن مجابهتها إلا بالمنطق القومي الذي لا يسلم حتى يسلّم أعداء الأمة بحقوقها ولا يعطي الحق لأيّ شخص أو مجموعة أو هيئة أو مؤسسة دولية كانت أم إقليمية بتقرير مصير الأمة أو أيّ جزء من وطنها. فالأمة فقط هي من يبتّ قومياً في شأن هذه المسائل الخطيرة، والحركة السورية القومية الاجتماعية هي المعبّر الحقيقي عن إرادة الأمة ممثلة بمؤسساتها الحزبية الدستورية.
وأكّد أنه علينا تعزيز إرادة الأمة من خلال تفعيل دور الحزب ورفده بالطاقات الشابة الواعدة وتكثيف العمل بين أبناء الجالية لتوعيتهم لما يحيط بأمتنا من أخطار، والعمل في المجتمع المدني الكندي لتبيان حقيقة ما يجري في بلادنا بهدف السعي إلى تشكيل قوى ضغط على الحكومة لتغيير سياساتها الخارجية المعادية بشكل عام، لحقوق شعبنا والمتحالفة مع أعداء أمتنا، وبهذا نكون قد حوّلنا التهديدات إلى فرص يمكن استثمارها في سبيل مصلحة الأمة. أنّ كلّ هذة الأخطار المحدقة بنا تتطلب منّا المزيد من التكاتف وتوحيد الجهود وبذل التضحيات في سبيل درئها.
وأردف: نحن نعي حقيقة وجودنا وتاريخنا وخطّ الفكر السوري منذ بدء سِجلّ حضارتنا السورية، والتي تعود الى آلاف السنين قبل الفتح العربي لبلادنا. نعي معنى قيمنا الاجتماعية وما ترمز إليه من خير وحق وجمال، وعليه نحن نؤمن بقوة المعرفة ونرسم لمستقبل أمتنا خريطة طريق واضحة المعالم انطلاقاً من فهمنا للواقع، مهما تبدّلت ألوانه وملامحه، لأننا جماعة تؤمن بالإنتاج الفكري اعتماداً على مرتكزات علمية لا غبار عليها. إنّ قرارنا بالانتماء إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي هو عينه إعلان صارخ ضدّ المفاسد والعوائق الاجتماعية من طائفية وعرقية ومذهبية. ضدّ الانعزالية والكيانية، ضدّ احتكار مواردنا الطبيعية وابتزازها من قبل المأجورين والخونة وأصحاب النزعة الفردية. إنّ في انتمائنا إلى هذه النهضة القومية العظيمة ملاذاً وسلاماً داخلياً وطمأنينة، انتماؤنا هو الممارسة الحقة في الأرض السورية كما حقنا في تحرير كلّ شبر منها وطرد كلّ محتلّ سواء كان في جنوبنا السوري فلسطين أو في شمال أمتنا الغالي في كيليكيا وخليج اسكندون. وإننا لملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.
بعد ذلك، دُعيَ الحاضرون إلى مأدبة العشاء، ثمّ قُطع قالب الحلوى المُعدّ خصّيصاً للمناسبة، وقدّمت «فرقة ميسلون للدبكة» بقيادة ابتسام أبو شرف ثلاث رقصات، لتستمر السهرة على وقع الأنغام والأناشيد القومية والوطنية مع المطرب جوزف بشارة.
السويداء
أحيت مديرية السويداء التابعة لمنفذية السويداء في الحزب السوري القومي الاجتماعي، عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، فأقامت مأدبة عشاء في مطعم «اريام» حضره جمع من القوميين والمواطنين.
وتحدث مدير مديرية السويداء عماد أبو حلا قائلاً: في الأول من أذار، نلتقي لنجدد الالتزام بقضية الأمة السورية، ولنجدّد العهد بأننا أوفياء لما آمنّا به ومستمرون في مقاومة الارهاب والتطرّف، والتصدي لمخططات التآمر ضدّ شعبنا وبلادنا.
وأضاف: الأوّل من آذار فعل المحبة التي لا تعرف إلا الصراع طريقًا للحياة. وهو فعل التزام بالأسس العقدية التي وضعها المعلّم، وفعل مقاومة ضد الجهل والمساوئ والمفاسد، ضد الحزبيات الدينية والعقليات المتحجّرة وضد الأعداء الذين يجتاحون بلادنا.
كما تحدّث المنفذ العام سمير الملحم عن معنى المناسبة وقدوة سعاده، وأكد حرص القوميين على النهوض بمسؤوليتهم القومية في هذه الظروف الخطيرة والعصيبة.
وشدّد على أهمية المحبة القومية الاجتماعية المبنية على المناقب والصلابة والحزم وعلى ضرورة التواصل مع أبناء أمتنا والتفاعل معهم بما في نفوسنا من قيم هذه الأمة لنكون واحداً في محاربة المساوئ، أيّاً كان شكلها ونوعها ومصدرها. وفي التصدّي للارهاب والتطرف.
وأحيت مديرية الجنينة والرضيمة الشرقية مديرية الشهيدة زهر أبو عساف التابعة لمنفذية السويداء في الحزب السوري القومي الاجتماعي، عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده فأقامت حواجز محبة في بلدة شقا ووزعت الحلوى ومنشوراً بالمناسبة.
حضر النشاط ناظر الاذاعة والاعلام في منفذية السويداء زياد الزير، ومدير مديرية الجنينة والرضيمة الشرقية مسعود ذياب وأعضاء هيئة المديرية، وفاعليات اجتماعية وحزبية، تقدّمهم مدير ناحية شقا النقيب بشار محمد حيمود، رئيس بلدية شقا مالك علي زهر الدين، أمين فرقة حزب البعث في شقا عصام برجس بو يحيى، رئيس الجمعية الفلاحية نجيب سعيد صلاح، قائد فصيل كتائب البعث في شقا ربيع نجيب صلاح، وجمع من القوميين والمواطنين.
كما أحيت مديرية عرى التابعة لمنفذية السويداء العيد، فنظمت رحلة للأشبال والطلبة إلى «سهوة بلاطة»، تخلّلتها نشاطات بيئية ورياضية.
مصياف
أحيت مديرية مصياف التابعة لمنفذية حماة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده، فأقامت مأدبة عشاء في قاعة مكتبها، حضرها عدد من المسؤولين وجمع من القوميين والمواطنين.
وتخلل المأدبة فقرات شعرية وفنية، وتلا محصل المديرية غسان أبو الجدايل بيان المناسبة، ثم ألقى المدير هيثم محمود كلمة المديرية.