تقرير إخباري من متحف الموصل إلى متحف باردو

ناديا شحادة

الإرهاب يضرب متحف باردو في وضح النهار ليتحول إلى فضاء للجريمة وليلقي به في دوامة العنف لتسقط أوطان في إطار كابوسي إقليمي من متحف الموصل إلى متحف باردو الذي يمثل سيادة بحد ذاته في تونس العاصمة، هذا الإرهاب الذي حطم تماثيل العهد الآشوري في العراق وقتل رواد المتحف في باردو.

فأدى إلى حالة من الغضب اجتاحت الشارع التونسي بسبب العملية الإرهابية التي شهدها المتحف المحاذي لمجلس نواب الشعب في 18 آذار 2015 وأسفرت عن مقتل 23 شخصاً والعديد من الجرحى من تونسيين وأجانب، وهو ما لاقي تنديداً شديداً من الشعب التونسي حيث رفع متظاهرون تجمعوا أمام المسرح البلدي بقلب العاصمة أعلاماً تونسية وهتفوا بشعارات معادية للإرهاب.

ويرى المراقبون أن هذه العملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو هدفها الأول ضرب وتدمير السياحة والاقتصاد التونسي في مرحلة نجحت فيها البلاد في عملية الانتقال السياسي، هذه الحادثة لم تكن الأولى التي تستهدف السياحة في تونس وهي تعدينا بالذاكرة إلى أعمال الإرهاب التي استهدفت السياحة عام 1987 في سلسلة تفجيرات استهدفت 3 فنادق بمدينتي سوسة والمنتستر راح ضحيتها 13 سائحاً، وبعد غياب الإرهاب 15 سنة يعود لتونس مرة أخرى في حادثة تفجير كنيسة الغريبة في جزيرة جربا السياحية التي حدثت في 11 نيسان 2002 من قبل مجموعة منتمية لتنظيم القاعدة، وأسفرت عن مقتل 6 سياح ألمان و1 فرنسي و6 مواطنين تونسيين، وفي عام 2013 فجر شاب نفسه قرب فندق سياحي في مدينة سوسة الساحلية وأحبطت الشرطة التونسية محاولة أخرى بمدينة المنستير استهدفت ضريح الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة دون وقوع إصابات في الحالتين.

عودة العمليات الإرهابية مجدداً إلى العاصمة التونسية في 18 آذار 2015 بعد سلسلة من العمليات الاستباقية التي قام بها رجال الأمن التونسي واكتشاف العديد من مخازن للأسلحة، حيث تشهد تونس منذ عام 2012 حجز كميات كبيرة من الأسلحة بدايتها كانت في القصرين وآخرها الكشف عن مخزن للأسلحة في منطقة وادي الربايع عمادة الشهابنية من معتمدية بن قردان ولاية مدنين التي تبعد حوالى 5 كلم من مكان المخزن الأول الذي عثر عليه في 5 آذار 2015، ويرى المراقبون أن حجز هذه الكميات الكبيرة من الاسلحة وتفكيك شبكات التي تعمل على تسفير الشباب للقتال في سورية والعراق وليبيا ربما يكون دليلاً ومؤشراً خطيراً عن تحول تونس إلى أرض تحتضن الإرهاب وبات يهدد الأمن وسلامة المدنيين ويأتي ذلك مع تنامي العمليات الإرهابية في البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى