تقرير
يبدو أن سباق الرئاسة الأميركية المقبل عام 2016 سيشهد كثيراً من الفضائح التي ربما تؤثّر على مصير مرشح أو آخر. فكانت البداية مع فضيحة «الإيميل الشخصي» للمرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون، والتي كشفت عن استخدامها بريداً إلكترونياً شخصياً أثناء فترة تولّيها منصب وزيرة الخارجية الأميركية. وأعقب ذلك فضيحة تداول المرشح الجمهوري المحتمل المحتمل والأبرز حتى الآن جيب بوش معلومات حسّاسة تتعلق بقضايا عسكرية وأمنية على بريده الخاص أثناء تولّيه منصب حاكم فلوريدا في العقد الماضي.
واليوم، يتكشف فصل جديد من فصول فضائح الانتخابات، إذ كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن أن جيب بوش ساعد أحد رجال الأعمال في تجاوز القواعد الفيدرالية في الثمانينات من القرن الماضي عندما كان ابن نائب الرئيس الأميركي، في ما يمثل تناقضاً للصورة التي يروّج لها عن العلاقة المفترضة بين السلطة ورجال الأعمال.
وقالت «واشنطن بوست» إن بوش كان يبني شركة في مجال العقارات في ميامي عام 1985 عندما تعاقد معه رجل أعمال يعمل في مجال الرعاية الصحية للمساعدة في تحديد موقع مكتب له في جنوب فلوريدا.
بعدئذٍ، قدّم جيب بوش، الذي كان والده يشغل في ذلك الوقت منصب نائب الرئيس الأميركي، خدمة أخرى لرجل الأعمال إياه. ففتح له الأبواب في واشنطن، إذ بدأ رجل الأعمال المذكور ميغول ريكاري، في بذل جهود دؤوبة من أجل الحصول على تنازل عن قواعد الرعاية الطبية، والتي تسمح لشركته المتنامية بشكل سريع بالاستمرار في التوسع. وحصل ريكاري على ما أراد، لكن بعد سنتين، أُغلقت شركته «ذي إنترناشونال ميديكال سينترز»، بعدما بحثت الهيئات المسؤولة عن ملايين من التمويلات الفيدرالية الضائعة. وواجه ريكاري اتهامات بالرشوة واختراق قواعد الرعاية الطبية، وفرّ من البلاد لتجنّب المحاكمة. وظلّ هارباً في إسبانيا، حيث رفضت محكمة طلباً أميركياً بإعادته.
ورأت «واشنطن بوست» أنّ تلك القضية توضح جانباً من سِجلّ «بيزنس» بوش، والذي سيظهر على السطح على الأرجح مع اقترابه لحملة الترشح إلى الرئاسة. فقد استفاد مراراً من اسم عائلته وصِلاتها من أجل إتمام صفقة استشارية أو الحصول على عضوية مجلس إدارة، وفي بعض الأحيان، قام بأعمال مع أشخاص وشركات اتهموا بمخالفة القانون في ما بعد. وفي قضية ريكاري، قال بوش مراراً إنه أجرى مكالمة واحدة مع مسؤول متوسط المستوى سعياً إلى صفقة منصفة لرجل الأعمال، إلا أن مقابلات جديدة ومراجعة لشهادة في الكونغرس، أظهرت أن بوش قام بعدّة مكالمات نيابة عن ريكاري لكبار مسؤولي الإدارة الأميركية في ذلك الوقت، ومنهم رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض ماكلاين هادو، الذي أحدث تدخله فارقاً.