قالت لها

قالت لها: أتعلمين أنّ المسافة مهما امتدت بيننا فلن تحجبك عنّي؟ نك في بؤبؤ العين، في جسدي والروح. أريدك أن تعرفي أمراً واحداً، كلّ ما حولنا يحملني إليك، قمر الليل وزهر الزيزفون، رائحة الربيع وطعم الخبز الساخن، ضحكات ا طفال وأمطار تشرين كلها سفن صغيرة تبحر بي نحوك باستمرار. فإن أنت لم تعودي تقولين أحبك، فإنني أحبك كلّك من عينيك حتى القدمين، بطلّتك البهية وكأنك تحملين تاجاً فوق الجبين، برائحة الياسمين التي تنتشر حين كنت في الشارع تمشين. يا حبيبتي، شيء ينطفئ في نفسي بل يزداد اتقاداً مع الحنين. لطالما حيّرني سؤال: لمَ عيد الأمهات يوم واحد في السنة؟ الآن عرفت. إنه رأفة بقلوب المحزونين ورحمة لدموع الأيتام. نامي… أمّي… نامي. وسنأتي غداً بهدايا عيد ا مّ وأغصان ا س كفراشات تسابق قدرها إلى النور لتحترق.

رانيا الصوص

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى