عندما تسطع الشمس ويأتي الربيع يبدأ الناس بالهذيان جون برينان خير مثال… حاطبة ليل وشرير هوليود

محمد احمد الروسان

هل نصدق السيّد جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عندما يقول: واشنطن لا تريد إسقاط مؤسسات النظام والدولة السورية؟ إذاً ماذا كانت تعمل واشنطن على مدار أربع سنوات وأزيَد في سورية، وما زالت وقبل ذلك بسنوات؟ هل كان يعمل السيد برينان حاطبة ليل لا يميّز بين الغث والسمين في عمل وكالته الاستخبارية؟ هل كان يسيّر ومجتمع مخابراته ووكلاؤه من بعض عرب وبعض غرب مجموعات سياحية إلى سورية؟ هل يسعى جون برينان الى تدمير «داعش» شرير هوليود، حيث قدر هذا الشرير المتابعة في إيران المجاورة أو جنوب روسيّا تماماً حيث تريد أميركا خلق نزاع ومجازر؟ لماذا قرَن اسم بلاده بروسيّا في هذا السياق؟ هل يريد أن يوحي بأنّ هناك تفاهمات مع موسكو في إعادة هيكلة بل هندرة النظام في سورية وليس إسقاط مؤسساته؟ هل نصدّق أنّ موسكو لديها تفاهمات من هذا القبيل مع واشنطن وجون برينانها؟ أعتقد أنّ هذا هذيان بل هرطقات سياسية استخبارية أميركية في الوقت الضائع، وينطبق على هرطقات جون برينان وعاصمة بلاده واشنطن دي سي القول الروسي المشهور: عندما تسطع الشمس ويأتي الربيع يبدأ الناس بالهذيان.

جون برينان يتبنّى الوهابية بشقيها السياسي والعسكري وعمل سنين عديدة في السعودية كمدير لمحطة الاستخبارات الأميركية فيها ومعه بعض زملائه الذين يعمل بعضهم في عمّان هذه الأيام، يعتبر صاحب مدرسة عتبة الوقت كمعيار في بيان الخيط الأبيض من الأسود من فجر العمل الاستخباري، يجهد ناشطاً هذا الأوان وبالتنسيق مع رئيس مجمّع الاستخبارات الفدرالي الأميركي وبعض الأدوات الأميركية المستحدثة في المنطقة، في محاولة لخلق وتأسيس نسخة متقدّمة لمذهبية استخبارية جديدة في الولايات المتحدة الأميركية تمّ البدء في مأسستها لحظة تسلّمه منصبه بديلاً للجنرال ديفيد بترايوس، والأخير تمّت الإطاحه به بفضيحة نسائية حمراء في المجتمع المخملي عبر جنين الحكومة الأممية البلدربيرغ انحيازاً لطرف سياسي ضدّ آخر في الداخل الولاياتي الأميركي، تهدف هذه المذهبية التي يُراد خلقها أو تخليقها، إلى دفع شبكات الاستخبارات الأميركية المتعددة، إزاء تغيير أسلوبها الحالي واستبداله بأسلوب مستحدث جديد يقوم على مفهوم: «الاستخبارات الانتقائية».

بعبارة أكثر وضوحاً، أيّ إعداد التقارير الاستخبارية، التي تعتمد الوقائع والأدلة، التي من شأنها دعم توجهات الإدارة الأميركية الحالية والقادمة أيّاً كانت إنْ جمهورية وان ديمقراطية، وفقاً لما أطلق عليه المحافظون الجدد أنبياء القرن الحادي والعشرين: «التقارير المواتية» التي تتيح، تعزيز رؤية وطموحات وتطلعات، القيادة السياسية الأميركية، ومن ورائها «الأيباك الإسرائيلي الصهيوني»، إزاء الملف السوري بتشعّباته المختلفة، معزّزاً بالملف العراقي عبر الدواعش والفواحش، وارتباطاتهما بالساحة اللبنانية، وإزاء الملف الإيراني، ومجالاته الحيوية تحديداً، مع اشتباكات مخابراتية انتقائية جديدة، في ملفات: باكستان، الهند، أفغانستان، آسيا الوسطى، إلخ…

ولمّا كانت التقارير الاستخبارية، ذات العلاقة بالتخمينات والمؤشرات وتقديرات المواقف السياسية، تلعب دوراً رئيسياً ومهماً، في صناعة القرار أولاً، ومع نهايات الثواني والدقائق الأخيرة الحاسمة، وقبل صدور القرار، مع ما تؤكده معطيات الخبرة العملية، لعملية صناعة واتخاذ القرار الاستراتيجي، لجهة أنّه كثيراً ما تتضارب التقارير الاستخبارية، مع توجهات القيادة السياسية، وخير مثال على ذلك: التطورات الجارية والتي تضمّنت، عملية بناء الذرائع ضدّ سورية، وعلى أساس بنك الذرائع المخلّقة في مطابخ الأطراف الخارجية، ومنها افتراض وجود برنامج نووي سوري بالتعاون مع كوريا الشمالية وإيران، وفي حال فشلت عملية التوقيع على جنيف إيران سيُصار إلى تكوين ملف خاص حول مسارات التعاون والتنسيق النووية بين الدول الثلاث وإحالته إلى مجلس الأمن الدولي، مع تصعيدات للحدث السوري خارجياً وداخلياً، مع محاولات جديدة بأداة إقليمية، لإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية و/أو في الجنوب السوري، رغم تقدّم الجيش العربي السوري عبر سياسات القضم العسكري في استعادة الجغرافيا السورية من سيطرة الزومبيات الإرهابية بمختلف نسخها وماركاتها وأماكن صنعها وإنتاجها، كذلك مشروع الضربة العسكرية ضدّ إيران، وهو من أبرز النماذج الراهنة لعملية تضارب التقارير الاستخبارية، مع توجهات القيادة السياسية.

حرب شبكات الاستخبارات

وتتحدث المعلومات، أنّ هناك حرب باردة طاحنة، بين شبكات الاستخبارات «الإسرائيلية» من جهة، وشبكات ووكالات الاستخبارات الأميركية من جهة أخرى، والمنضوية ضمن مجمّع الاستخبارات، إزاء الملفين السوري والإيراني بجانب الملف العراقي، رغم نقاط التوافقات والتساوقات الكثيرة بينهم، والمعلنة للجميع.

وتقول معلومات الخبراء وتؤكد إنّ الحرب الباردة بين الاستخبارات العبرية والاستخبارات الأميركية، من الصعب التكهّن بنتائجها، وذلك بسبب الروابط السياسية الوثيقة، بين النخب السياسية «الإسرائيلية»، والنخب السياسية الأميركية، ورغم محاولات مستميتة للكيان العبري سابقاً وحالياً، بالقيام بعملية تغلغل شاملة داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية، من أجل بناء لوبي «إسرائيلي» استخباري نوعي، داخل مفاصل أجهزة الاستخبارات الأميركية، لكنها لم تستطع حتّى اللحظة، تحقيق هذا الهدف الفوق استراتيجي، كما تقول وتؤكد معلومات الخبراء الاستخباريين الأمميين، الأمر الذي دفع شبكات الاستخبارات العبرية، وعلى رأسها «الموساد»، للجوء إلى استخدام عناصر بشرية موثوقة، من الأيباك، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، لمنافسة شبكات مخابرات العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، على إحدى أدواتها في الداخل الإيراني، وأقصد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أو «المنافقون» حسب التسمية الإيرانية الرسمية، وكذلك منظمة جند الله الإيرانية.

الولايات المتحدة الأميركية والقوى الغربية، تعمل بقوّة على نشر الفتن، وإحداث صراع إيراني إيراني داخلي وتعميقه، وتدفع بعض الأدوات الغربية والأميركية، في الداخل الإيراني، على رفع شعارات معادية للنسق بشكل عام، ولثوابت نسق الثورة الإسلامية الإيرانية بشكل خاص، والعمل على الإطاحة بنسق الثورة الإسلامية، واستبداله بنظام علماني ليبرالي، على غرار الأنظمة الرأسمالية الغربية.

وفي ظني وتقديري أعتقد أنّ القوى السياسية الإيرانية المعارضة، تمتاز بالضعف لاعتمادها على الدعم الأميركي، بالإضافة الى عدم تمتعها بالدعم والسند الشعبي الداخلي، الأمر الذي قاد وجعل من هذه القوى، مجرد حركات موجودة في الخارج، وبعض العواصم الأجنبية، ولو حاولنا استقراء ملامح خريطة طريق الصراع الإيراني الإيراني، الذي تعمل على إنتاجه وتسويقه واشنطن، وعبر شبكات استخباراتها وأدواتها، إنْ لجهة الداخل الإيراني، وانْ لجهة الخارج الإيراني، لوجدنا أنّ الحركات الإيرانية الدينية، ظلّت أكثر ميلاً إلى العمل داخل وضمن ثوابت نسق الثورة الإسلامية الإيرانية، أمّا الحركات العلمانية اليسارية، والليبرالية، فهي عملياً خارج دائرة الصراع والتنافس، فهي موجودة شكليّاً ولا تتمتع بأيّ وجود عملي ميداني وحقيقي، وبرغم ذلك، ستبقى هذه الحركات مصدراً للخطر على النسق الإيراني الثيوقراطي، إذا ما تحوّل التيار الإصلاحي، باتجاه الانضمام والتحالف معها.

وأحسب، أنّ القوّات الأميركية الاحتلالية العائدة إلى العراق عبر ملف الدواعش، والتي يُراد لها البقاء أميركياً عبر تفعيل وجودها ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، سوف تستمرّ بالاستعانة بعناصر زمرة منظمة خلق، لشنّ العمليات السريّة ضدّ إيران، وبحزب بيجاك الكردي في شمال غرب إيران.

وتقول المعلومات، إنّه وبعد الاحتلال الأميركي للعراق، قامت واشنطن وعبر وكالة استخباراتها المركزية، والبنتاغون، وبالتنسيق مع قيادة القوات الأميركية الموجودة في العراق، بتجميع عناصر حركة مجاهدي خلق، وعلى قرب من الحدود العراقية الإيرانية، وضمن معسكرين اثنين، وتبع ذلك، قيام هذه الجماعة، بالعديد من العمليات السريّة والاستخبارية المشتركة، مع عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، و«الموساد الإسرائيلي»، والقوّات الخاصة الأميركية، داخل الأراضي الإيرانية.

وصار واضحاً للعيان، أنّ حركة مجاهدي خلق الإيرانية، تخلّت عن عدائها للغرب، ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وانخرطت وبشكل عميق في تحالف مع الإدارات الأميركية، ومضت قدماً في تحالفاتها الغربية، وخاصةً مع الاستخبارات الفرنسية، والبريطانية الأم أي سكس ، والكندية، والألمانية، على النحو الذي أدّى الى انخراطها في تحالفات، مع كل من يعادي النظام الإيراني، وفي نهاية المطاف، وجدت هذه الزمرة نفسها منظمة خلق ، واقعة في أحضان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وجهاز «الموساد الإسرائيلي»، ومنظمات اللوبي «الإسرائيلي» مثل الأيباك، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، ولجان الكونغرس الأميركي، ومنتديات ومراكز دراسات، ومنظمات جماعة المحافظين الجدد.

فعلاقات منظمة مجاهدي خلق، بجهاز «الموساد الإسرائيلي»، ذات بعد زمني طويل، فهناك شبكة استخبارية تابعة للموساد، تعمل داخل إيران والعراق، وتتكوّن عناصرها وبشكل حصري، من منظمة خلق الإيرانية بزعامة مريم رجوي، وتقوم هذه الشبكة، والتي تتكوّن من شبكة جواسيس عنقودية، بحيث لا يعرف الجاسوس زميله في ذات الشبكة، بتجميع المعلومات الاستخبارية الفائقة الحساسية، داخل إيران والعراق معاً، عن الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعسكرية، والتكنولوجية والأمنية، وتقديمها للموساد الإسرائيلي»، وعبر محطة الموساد الموجودة، في مدينة الدهوك، حيث يستأجر الموساد، مبنى تابعاً لأحد الفنادق، التي يملكها الزعيم الكردي الملا مسعود البارزاني نجل الملا مصطفى.

وتقول المعلومات، إنّ شبكات الاستخبارات «الإسرائيلية»، وخاصةً الموساد، وحدة أمان، الشين بيت، الشاباك، تقوم وتسهر، على تدريب عناصر مجاهدي خلق، من الجنسين، في مجالات الاغتيالات السياسية التي تستهدف الزعماء والقادة الإيرانيين، بمن فيهم العلماء أيضاً، عمليات تخريب البنى التحتية، والتي تستهدف الجسور والمرافق الاستراتيجية الإيرانية، كمحطات توليد الكهرباء، خزّانات الوقود، مراكز الاتصالات، شنّ عمليات الحرب النفسية، مستهدفةً زعزعة الشارع الإيراني، لتتيح تفتيت تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية، تخريب الاقتصاد الإيراني، عبر نشر أوراق العملات المزوّرة، تخريب المزروعات، وحرق مخزونات الحبوب، والأغذية الاستراتيجية، والعمل على تجميع الحركات الإيرانية المعارضة، وتقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي والتدريبي لها، بشكل سري، وبدون اطلاعها على حقيقة، أنّ هذا الدعم مصدره «إسرائيل»، بث وزراعة أجهزة التجسس الألكترونية، المرتبطة بالأقمار التجسّسية الصناعية، وذلك لمساعدة تل أبيب والبنتاغون، ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، على تحديد أماكن ومواقع، وإحداثيات هذه المرافق الآنف ذكرها، ليُصار الى ضربها، وخاصةً المنشآت النووية، والعسكرية، والأمنية الاستخباراتية، التابعة لمؤسسة الحرس الثوري الإيراني، عندّ لحظة الخيار صفر في حال تمّ إفشال جنيف إيران النووي أميركيّاً.

اذاً… انّ مستقبل العلاقات التكتيكية والاستراتيجية، بين منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والإدارة الأميركية، أيّ إدارة كانت، صار يمرّ عبر قناة «الموساد»، وهذه العلاقة سوف تطول وتتطوّر، فلا النسق الثيوقراطي الإيراني، سوف يسقط بواسطة مجاهدي خلق تحديدا أو غيرها، ولا العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، أو العاصمة العبرية «تل أبيب»، بقادرتين على تفادي الخسائر الهائلة، والعواقب الوخيمة، على ارتكاب حماقة، إنْ تجرّأتا على ضرب إيران، وما على عناصر هذه الزمرة، زمرة مريم رجوي، الاّ الاستمرار في تقديم المعلومات الاستخبارية للموساد، كشرط أساسي وضروري، لحصولهم على الطعام والكساء من أميركا.

وتمتاز جماعة جند الله الإيرانية، بتحركاتها العابرة للحدود الإيرانية الباكستانية منطقة بلوشيستان الباكستانية، ومنطقة بلوشيستان الإيرانية ، والحدود الإيرانية الأفغانية منطقة بلوشيستان الأفغانية، وبلوشيستان الإيرانية ، والحدود الأفغانية ـ الباكستانية منطقة بلوشيستان الباكستانية، ومنطقة بلوشيستان الأفغانية .

وتذهب معلومات الاستخبارات الدولية والإقليمية، الناشطة والراصدة في منطقة الشرق الأوسط، إلى أنّ هذا التنظيم السلفي السنيّ المتشدّد، يتلقى دعماً مادياً كبيراً من بعض الجمعيات، والتنظيمات التطوّعية الدينية السلفية الوهّابية، وخاصةً من المنظمات الخليجية المختلفة، والمنظمات الباكستانية المرتبطة به، وصارت له علاقات مع الدواعش في الداخل العراقي عبر القناة السعودية بضغط أميركي.

كما تتحدّث تقارير استخبارية خاصة، أنّ ادارة الرئيس باراك أوباما، تعمل على استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الإيراني، وذلك عبر مخططات تمّ وضعها، وفق سياقات عمل ميدانية جديدة، لعمل المجمّع الفدرالي الأمني الأميركي، حيث تنظر الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» الى جماعة جند الله الإيرانية، كأداة رئيسية متقدّمة، وورقة ضغط فاعلة، لتنفيذ استراتيجية محور واشنطن «تل أبيب». هذا وقد توافقت وتساوقت الاستخبارات البريطانية، وبعض أجهزة استخبارات دول الاتحاد الأوروبي، مع رؤى إدارة الرئيس أوباما، وفق منظور ومنهج استراتيجية التدرّج، في تنفيذ استراتيجية تقويض استقرار الأمن الداخلي الإيراني، مع الرهان على الطبقة الوسطى، في المجتمع الإيراني بشكل عام، لإحداث التغيير المطلوب، حيث للطبقة الوسطى في إيران آفاق سياسية خلاّقة.

وهناك سعي محموم، لأجهزة استخبارية دولية وإقليمية، لجهة دعم هذا التنظيم الإيراني السالف الذكر، حيث يقع العبء الرئيس في دعم هذه الجماعة على الـ»سي أي آي»، سواءً عبر الأراضي الباكستانية، أو الأراضي الأفغانية، أو عبر محطات الاستخبارات الأميركية، في مناطق جنوب أسيا باكستان أفغانستان الهند ، أو في آسيا الوسطى أوزبكستان قيرغيزستان ، وفي منطقة الخليج سلطنة عُمان دبي، العراق، الخ… ، وحتّى الاستخبارات الهندية كما تؤكد المعلومات متورّطة في دعم تنظيم «جند الله» الإيراني، طالما أنّ الاستخبارات الهندية، ترتبط بالمزيد من الروابط وعلاقات التعاون، والتفاهمات المتبادلة مع الاستخبارات الأميركية والاستخبارات «الإسرائيلية»، كلّ ذلك من أجل تفعيل وتحفيز وتأطير، برامج ودعم قدرات تنظيم «جند الله»، والعمل على استنساخات تنظيمية أخرى، من تنظيم «جند الله» الإيراني السني، وإشراك أطراف شيعية عربية وإيرانية فيه، ليُصار الى جعله تنظيماً إقليمياً له أدوات شعبوية في الداخل الإيراني، وخاصة من الطبقة الوسطى المثقفة، في المجتمع الإيراني والدولة الإيرانية.

كما تتحدث المعلومات الاستخبارية، أنّه تمّ إنشاء وحدة استطلاعات استخبارية في هذا التنظيم، تعمل في الداخل الإيراني، حيث تمّ رفدها بالموارد البشرية، الخبيرة في الاستخبارات وعملها، والتي لها صلات مع المافيا الدولية، كما تمّ دعمها بأجهزة ومعدات تجسّسية، عالية الدقة والعمل مربوطة بالأقمار الصناعية التجسّسية الأميركية، والتي تعمل فوق إيران وفوق جزيرة العرب، ومربوطة أيضاً بآخر قمر تجسّسي عبري «إسرائيلي»، تمّ إطلاقه مع بدء ما سُميّ بالربيع العربي من «اسرائيل»، حيث هذا الربط يكون بشيفرات تجسّسية محدّدة يصعب اكتشافها وبالتالي فكها.

من ناحية أخرى، تقوم شبكات الاستخبارات «الإسرائيلية» وحدة أمان الموساد الشاباك مخابرات وزارة الخارجية، والوحدات الفرعية الأخرى ، بتقديم الدعم المطلوب واللازم منها الى جماعة «جند الله»، حيث كانت في البداية عبر غطاء الاستخبارات الأميركية، ثم سعت وبشكل مستقلّ الى بناء المزيد من الروابط، وعرى التعاون والتنسيق الأمني الحثيث المباشر، مع زعيم التنظيم الذي أعدم قبل سنوات قليلة، والآن تقول المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية، أنّ مجتمع الاستخبارات «الإسرائيلية» وعبر جهاز الموساد، يعمل على تعزيز الروابط السابقة وبناء الجديد المباشر منها، مع مجاميع بشرية من عائلة ريفي الإيرانية، من أجل إعادة بناء التنظيم وفق أسس عمليات استخبارية متطوّرة، مع تعميق و«حدثنة» في عقيدة بنائه وعمله، مع دعم وتفعيل وحدة الاستطلاعات الاستخباراتية، التي تمّ انشاؤها داخل هياكل هذا التنظيم السلفي المتشدّد، لجعله يعمل وفق أجندات محور واشنطن «تل أبيب» في المنطقة، وخاصةً لجهة الداخل الإيراني المتماسك حتّى اللحظة.

ومن أهداف دعم منظمة «جند الله» أيضاً، ضرب حركة التجارة الإيرانية مع باكستان، عبر بحر العرب، ومن أجل أن تكون هذه المنظمة الإرهابية بمثابة، قاعدة عسكرية استخبارية متقدمة، ذات أدوات شعبوية عميقة، لأي قوى عسكرية خارجية، في حال استهداف إيران الدولة الإسلامية الجارة، بسبب تداعيات برنامجها النووي، ودورها الاستراتيجي، ومجالها الحيوي وصراعها مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، على آسيا الوسطى القوقاز الجنوبي.

وتؤكد المعلومات المرصودة، أنّ شبكات الاستخبارات الخاصة، بمحور واشنطن «تل أبيب»، والتي تستهدف الجميع، وعلى رأسهم إيران، تنهج نهجاً مختلفاً، في خلق واستخدام العملاء والجواسيس، من خلال ما يعرف بعلم الاستخبار، بالشبكات العنقودية، لمزيد من السريّة المطلقة، وللحفاظ على العناصر البشرية المستخدمة، التي تمّ تأهيلها كأدوات استخبارية ثمينة، بحيث لا يعرف أي عنصر في هذه الشبكات العنقودية، أي زميل جاسوس آخر له في ذات الشبكة، وتكوينها البشري الاستخباري.

وتذهب ذات المعلومات، إلى القول إنّ جهاز الاستخبارات الإيراني، والذي يمتاز بالحسّ الاستخباري العالي، وبالتقنية المعروفة، استطاع تفكيك إحدى الشبكات العنقودية الاستخبارية، العاملة في الداخل الإيراني، والتي تملك قاعدة بيانات ومعلومات DATA، من شأنها التأثير على الأمن القومي الإيراني، وهذه الشبكة العنقودية الآنف ذكرها، تابعة لمحور الخراب في المنطقة، المحور العبري الأميركي البعض عربي، حيث تمّ كشف من يقف وراء اغتيال العلماء الإيرانيين.

كما تتحدث المعلومات، أنّ ما فعلته الاستخبارات الإيرانية، كان بمثابة الصدمة التي لم تستوعبها، أجهزة الاستخبارات الأميركية و«الإسرائيلية»، حيث تمّ كشف إحدى الشبكات الذهبية الاستخبارية العنقودية، العاملة في الداخل الإيراني، والتي يصعب اكتشافها، مما قوّض عمل شبكات الاستخبارات الأخرى – الساكنة – التي لم تكشف بعد، لجهة الداخل الإيراني، ولجهة الخارج الإيراني، وتحديداً دول الجوار الإيراني الإقليمي.

وتشير المعلومات إلى أنّ الاستخبارات الإيرانية، وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة، وخارجية تعاونية، ذات تنسيق أمني صادق وعميق، مع جهاز استخبارات إقليمي غير عربي وبمشاركة من الفرع الخارجي لجهاز استخبارات حزب الله، استطاعت كشفها – أيّ تلك الشبكة – وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسّس، ذات تقنيات عالية مربوطة، بالأقمار الصناعية التجسّسية التي تزخر بها سماء إيران، والشرق الأوسط.

وتشي المعلومات المنشورة في وسائل الميديا الدولية، والتي لها علاقات خفية وعلنية، مع أجهزة استخبارات تعمل مع محور واشنطن «تل أبيب»، أنّ الموساد وبالتنسيق مع أجهزة C.I.A – F.B.I M.I.6، استغلوا بعض الدول الأوروبية وغير الأوروبية، وبعض دول الجوار الإيراني الإقليمي، واستغلوا ساحة إقليم كردستان العراق أيضاً، للنفاذ إلى الداخل الإيراني، وتنفيذ مسلسل اغتيالات، العلماء الإيرانيين.

وهناك معلومات، استخبارية شبه مؤكدة تفيد بأنّ طهران، قرّرت ونتيجة للاستهداف الأميركي «الإسرائيلي» لأمنها القومي، وعبر ملف الحدث السوري، الذي يستهدف طهران ودمشق ولبنان معاً والمنطقة ككلّ من خلال تحويل لبنان مجدداً الى ثغور الدفرسوار العنفي، حيث تم إرسال للمرة الرابعة أو الخامسة وبعيد مناورات الرسول الأعظم الأخيرة، بعض قطع البحرية الحربية الإيرانية، الى المياه الدولية في البحر الأحمر، والمرور عبر قناة السويس، من أجل التمركز والتموضع في المناطق البحرية، المطلة على شواطئ شرق البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما جعل أن جعل الدولة العبرية، وعلى المستوى السياسي والاستخباري الأمني والعسكري، تقف على قدم وساق، فهو أمر ينطوي على قدر أكبر من المخاطر، وتشي المعلومات المرصودة، عبر مجاميع استخبارات دولية تعمل في الداخل «الإسرائيلي»، بأنّ تل أبيب تضع احتمال تمركز، تلك القطع الحربية الإيرانية في منطقة شرق المتوسط وعبر موقعين: الأول قبالة شواطئ جنوب لبنان، وهذا من شأنه أن يشكل تهديداً، عسكرياً بحرياً مباشراً، لأمن «إسرائيل» في شمال فلسطين المحتلة، والثاني قبالة شواطئ قطاع غزّة المحتلّ، وهذا من شأنه أيضاً، أن يشكل تهديداً عسكرياً مباشراً، لأمن مناطق جنوب غزّة المحتلّة، في الوقت الذي صارت فيه تل الحارة وبعض مناطق الجنوب السوري ساحات عمل عسكري مقاوم لحزب الله وايران باتجاه «إسرائيل» في الشمال الفلسطيني المحتل.

محام، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

www.roussanlegal.0pi.com

mohd ahamd2003 yahoo.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى