الحوثيون يعلنون التعبئة العامة وهادي يطالبهم بإخلاء المقار الحكومية
أعلنت اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي، التعبئة العامة، موجهة المؤسستين الأمنية والعسكرية بالقيام بواجباتهما في التصدي لما سمتها بـ «الحرب القذرة».
وجاء في بيان الحوثيين أن اللجنة ناقشت في اجتماعها المشترك مع اللجنة الأمنية العليا في دار الرئاسة بصنعاء، أهم المستجدات وتداعياتها وما ارتكبته «التنظيمات الإرهابية من جرائم» في العاصمة صنعاء وفي محافظتي عدن ولحج.
وجاء هذا الإعلان عبر وكالة أنباء «سبأ»، بعد كلمة متلفزة ألقاها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والذي دعا فيها إلى سحب جميع الميليشيات المسلحة من المؤسسات الحكومية.
وأكد هادي في كلمته، أن انتقاله من العاصمة صنعاء إلى عدن ليس إيذاناً بالانفصال. وأضاف هادي قائلاً: «استمراري في إداء مهماتي ليس تشبثاً بالسلطة، بل في إطار مسؤولياتي الدستورية»، معرباً عن تطلعه إلى العودة إلى العاصمة صنعاء.
ودان الرئيس اليمني «بشدة التفجيرات الإرهابية التي استهدف مسجدي بدر والحشحوش في صنعاء، التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى».
وأكد هادي تمسكه بوحدة البلاد ورفضه لـ «انقلاب» جماعة الحوثي، داعياً الحوثيين لإخلاء المقار الحكومية والأمنية التي سيطروا عليها.
ودعا جميع القوى السياسية بما فيهم الحوثيون إلى الحوار والالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والذهاب إلى الحوار في الرياض.
ووصف الرئيس اليمني قصف قصر المعاشيق الرئاسي في عدن بـ «العدوان الهمجي الأرعن لمليشيات مسلحة انقلابية».
وقال «لن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة عن تحملنا المسؤولية حتى نوصل البلاد إلى بر الأمان ويرتفع علم اليمن في جبل مران بدلاً عن العلم الإيراني»، في إشارة إلى الجبل الذي فيه ضريح زعيم الحوثيين الراحل حسين الحوثي في صعدة.
سياسياً، أفاد مصدر في صنعاء بتوقف جلسات الحوار بين القوى السياسية اليمنية، ومغادرة المبعوث الأممي جمال بنعمر صنعاء في شكل مفاجئ.
واشنطن تجلي جنودها
من جهتها، بدأت الولايات المتحدة بإجلاء نحو 100 جندي من قواتها الخاصة العاملة في اليمن، بسبب تردي الأوضاع الأمنية.
ونقلت شبكة «سي أن أن» أول من أمس عن مصادر مطلعة قولها إن هؤلاء الجنود، والذين يشكلون آخر دفعة للقوات الأميركية جرى نشرها في اليمن في وقت سابق، غادروا قاعدة «العند» الجوية، في محافظة لحج، جنوب البلاد.
وذكرت مصادر محلية أن الجنود الأميركيين نقلوا جواً إلى جيبوتي، وسط تقارير عن فرار المئات من معتقلي تنظيم «القاعدة»، من اثنين من السجون في اليمن مؤخراً، وهو ما صعد مستوى التهديد الذي تواجهه القوات الأميركية.
وكانت واشنطن أغلقت سفارتها في صنعاء، خلال الشهر الجاري، بعد سيطرة المسلحين الحوثيين على المؤسسات الحكومية، وفرار الرئيس هادي إلى عدن.
إحباط هجوم على ميناء عدن
وذكرت مصادر أمنية أن 20 ضابطاً وجندياً قتلوا في هجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة» تمكنوا خلاله من السيطرة على مقار أمنية في محافظة لحج جنوب اليمن.
ولفت المصدر إلى أن الضباط والجنود يتبعون جهازي الأمن العام والسياسي، مضيفاً أن المسلحين سيطروا على مقرات عسكرية ضمنها مقر قوات الأمن الخاصة الحرس الجمهوري سابقاً . وقال إن خيانة كبرى تشهدها مدينة الحوطة التي سقطت بساعات قليلة بيد مسلحين مجهولين.
وأكدت مصادر محلية لوكالة «د ب أ» الألمانية أن لحج تعيش في الوقت الحالي فراغاً أمنياً كبيراً، حيث طاولت عمليات نهب عدداً من المقرات المهمة الموجودة فيها، وبنوكاً من قبل مسلحين قاموا أيضاً بنهب الأسلحة من المعسكرات التي سلمت لهم من دون مقاومة.
وقالت المصادر إن حالة من الفوضى العارمة اجتاحت مدينة الحوطة عقب انسحاب قوات الأمن.
من جهة أخرى، دفعت جماعة الحوثي بتعزيزات كبيرة من قواتها باتجاه مدينة تعز وفي المقابل احتشد مسلحون قبليون لمواجهة تقدم هذه القوات.
تفاصيل تفجيرات صنعاء
في غضون ذلك، أعلن مصدر أمني يمني أن منفذي التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مسجدين بصنعاء أمس تظاهروا بالإعاقة لإخفاء المتفجرات.
ونقلت وكالة الأنباء «سبأ» عن المصدر قوله إن «الانتحاريين الأربعة الذين استهدفوا جموع المصلين في مسجدي الحشحوش وبدر في العاصمة صنعاء استخدموا الأسلوب نفسه في التمويه لإخفاء العبوات الناسفة تحت مادة الجبس على سيقانهم ليظهروا وكأنهم في حالة إعاقة».
وفجر 4 انتحاريين أنفسهم أثناء صلاة الجمعة في مسجدين يرتادهما أنصار الله والحوثيون، ما تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا بينهم المرجع الحوثي البارز المرتضى المحطوري.
واعتبر الرئيس عبد ربه منصور هادي تفجيرات صنعاء وأحداث عدن محاولة لجر البلاد إلى حرب طائفية وأهلية.