راقصو السامبا في مواجهة الديوك الفرنسية… وإسبانيا لردّ الاعتبار أمام هولندا
يشهد الأسبوع الأخير من آذار، الممتد من 25 إلى 31 الجاري، برمجة أكثر من 100 مباراة دولية، منها مباريات رسمية تدخل سياق التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2016، والتي ستشهد تنظيم 26 مواجهة في المجموعات التسع. وهناك أيضاً مباريات ودّية من العيار الثقيل قد تمكننا من متابعة تطوّر المنتخبات الوطنية مع بداية هذه المرحلة الجديدة.
مباراة القمة فرنسا – البرازيل
تلتقي فرنسا مع البرازيل مرّة أخرى بعد 17 سنة من فوزها باللقب العالمي للمرة الأولى في النهائي الذي جمعها بالسيليساو والذي انتهى بثلاثية نظيفة للديوك، على الملعب نفسه ولكن بتحديات مختلفة. حيث يسعى المنقذ دونغا إلى إعادة بناء منتخب فقد الثقة بعد أن تلقت شباكه 10 أهداف في مجموع مباراتي نصف النهائي والمركز الثالث في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA. ويحاول دونغا في هذا الإطار خلق فريق متجانس من اللاعبين الشباب والمخضرمين، حيث استدعى من جديد اللاعب روبينيو، البالغ من العمر 31 سنة، والذي يعيش فترة تألق جديدة برفقة فريقه سانتوس. وقال المدرّب الذي حمل معه إلى أوروبا ثمانية عناصر تلعب بالدوري المحلي: «نركّز اهتمامنا على التصفيات المؤهّلة لكأس العالم، لكن قبل ذلك سنلعب مباراتين وديتين ضد فرنسا وتشيلي ».
في المقابل، لا يواجه ديدييه ديشامب تحدّي التصفيات، ولكنه يجد نفسه أمام تحدٍّ كبير أيضاً يتمثّل في الحفاظ على القدرة التنافسية لفريقه، في ظلّ غياب تحديات حقيقية بالنسبة إلى المنتخب الفرنسي قبل موعد 2016. حيث يحاول المدرّب الفرنسي تنقيح الفريق مستفيداً من غياب بعض اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابة، أمثال بول بوغبا والقائد هوغو لوريس لإعطاء الفرصة للاعبين آخرين. غير أن مدرّبين من طينة دونغا وديشامب لا يعرفان للودّية معنى في مباريات كرة القدم.
المباريات الأخرى
يعود باستيان شفاينشتايغر، خليفة فيليب لام المعتزل في قيادة المنتخب، إلى المنافسة في المباراة الودّية التي ستجمع بين ألمانيا مع منتخب الكانغارو الأسترالي، وذلك في الظهور الأول له مع المنتخب بعد نهائي ماراكانا الذي تعرّض خلاله لإصابة على مستوى الرّكبة. وأكّد يواكيم لوف قبل خوض أبطال العالم للمباراة الأولى هذه السنة قائلاً: «نحن في حاجة إلى شخصيته القيادية داخل الملعب وخارجه».
ويواصل المدرّب الإسباني فيسنتي دل بوسكي، في المباراتين اللتين ستجمعان إسبانيا بأوكرانيا في التصفيات الأوروبية وبهولندا ودياً، نهج سياسة إعطاء الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين، والتي بدأها بعد فقدانه اللقب العالمي في البرازيل. فبعد استدعاء كلّ من خوسيه كايخون ونوليتو وإغناسيو كاماتشو، قرّر دل بوسكي هذه المرّة استدعاء كلّ من فيكتور فيتولو، لاعب وسط إشبيلية وسيرخيو أسينخو، حارس مرمى فريق فياريال، واللذان قد يحظيا في سنّ الـ25 بفرصة المشاركة مع المنتخب للمرّة الأولى على عكس ماريو سواريز، لاعب وسط أتلتيكو مدريد، الذي قد يستفيد من فرصة جديدة للعب مع المنتخب بعد مشاركتيه السابقتين عام 2013.
من جهة أخرى، يستغلّ أنطونيو كونتي، الذي قرّر إراحة كلّ من أندريا بيرلو ودانييلي دي روسي، المباراتين أمام بلغاريا وإنكلترا، لتجريب لاعبين جدد أمثال اللاعب الإيطالي-البرازيلي إدير مارتينز، الذي يلعب في صفوف سامبدوريا، والإيطالي-الأرجنتيني فرانكو فاسكيز، لاعب وسط باليرمو إضافة إلى عودة ماركو فيراتي لكتيبة الأزوري.
وينفرد المنتخب الإنكليزي بخاصية أن جميع اللاعبين المدعوّين يلعبون في الدوري المحلّي، وهي خاصية ينفرد بها الدّوري الإنكليزي الممتاز بين البطولات الخمس الكبرى في القارّة العجوز. ويليه المنتخب الإيطالي 4 لاعبين فقط يلعبون بالخارج ، وألمانيا 5 لاعبين ، وإسبانيا 8 لاعبين وفرنسا 14 لاعباً .
وأحرز هاري كاين مهاجم توتنهام مفاجأة الموسم، البالغ من العمر 21 سنة، 29 هدفاً في 43 مباراة، آخرها ثلاثية في مرمى ليستر سيتي السبت الماضي، لتفتح له أبواب المنتخب للمرّة الأولى. وعلّق مدرّب الأسود روي هودجسون على أدائه قائلاً: «نتابع أداءه منذ فترة، ونحن واعون لقدراته، وهو يستحق المشاركة مع المنتخب». أما بيليه، ملك الكرة فقد كان حذراً في تعليقه على الموهبة الصاعدة عندما قال: «أظن أنه لاعب ممتاز وقد يكون له دور كبير مع المنتخب الإنكليزي، لكني أنصحه بأن يتجنب الغرور لأننا دائماً بحاجة لتعلم المزيد».
الطريق إلى فرنسا
وتدخل تصفيات بطولة كأس الأمم الأوروبية الجولة الخامسة بتنظيم 26 مباراة. ولحدّ الآن، وحدها منتخبات سلوفاكيا وجمهورية التشيك وإنكلترا حققت الفوز في كل المباريات. وستتجه الأنظار بالتحديد لمنتخب هولندا الذي يستقبل المنتخب التركي بعد أن انهزم أمام ايسلندا وجمهورية التشيك. فيما تبقى الوضعية أكثر تعقيداً في المجموعة الثامنة، حيث يحتدم الصراع بين كرواتيا وإيطاليا والنروج، وتشهد الجولة مواجهتين ناريتين بين كرواتيا والنروج من جهة وبين بلغاريا وإيطاليا من جهة أخرى.
يخوض ميشا بازداريفيتش، البالغ من العمر 55 سنة، لاعب الوسط الهجومي السّابق، المباراة الأولى له على رأس الإدارة التقنية لمنتخب البوسنة والهرسك في المواجهة التي ستجمعه ضد منتخب أندورا، بعدما حلّ مكان سافيت سوسيتش المقال من منصبه.
ومن ناحية ثانية، سيواجه المدرب الأوروغوياني، سيرخيو ماركاريان، البالغ من العمر 70 سنة، تحدّيه الأول في قيادة المنتخب اليوناني ضد المنتخب المجري يوم 29 الجاري، بعد أن خلف الإيطالي كلاوديو رانييري، الذي أقيل في تشرين الثاني بعد تلقيه ثلاث هزائم، كانت إحداها ضد منتخب جزر الفارو.