السعودية تعرف سلفاً

كانت السعودية تعرف أنّ ما تستطيع فعله لمنصور هادي في اليمن هو أن تستخدم مظلته كرئيس سابق قبل الاستقالة وتجعلها شرعية رئاسية معترفاً بها دولياً عبر بواية مجلس الأمن.

كانت السعودية تعرف أنّ ما يستطيع هادي فعله هو أن يستخدم هذه الشرعية ليفرض الرياض مكاناً ومرجعية للحوار.

كانت السعودية تعرف سلفاً أنّ نجاح الحوار وفرض وصايتها على اليمن مجدّداً يتوقفان على قبول الحوثيين الاستجابة للحوار في الرياض وبشروطها ورعايتها… وهذا مستحيل.

كانت السعودية تعرف أنّ رفض الحوثيين للرياض في الحوار يجعل سقف ما يستطيعه منصور هادي هو إعادة استخدام صفة الشرعية المعترف بها من مجلس الأمن لطلب تدخل «درع الجزيرة» وقوات الحكومات الخليجية في الصراع الذي سيحتدم في اليمن.

كانت السعودية تعرف أنّ هذا الاستفزاز بحوار يعادل الاستسلام وطلب تدخل يعادل الاحتلال، سيطلقان مشروع مواجهة عسكرية مفتوحة في اليمن.

اندلعت النار وتقدّم الحوثيون نحو عدن وباب المندب.

ليس بيد السعودية قدرة تدخل فرضخت للخسارة بقبول حوار الدوحة بدلاً من الرياض وبلا شروط مسبقة.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى