تقرير

تناولت صحيفة «نوفيه إزفيستيا» الروسية نتائج الانتخابات المحلية في فرنسا، التي تشير إلى تراجع شعبية الحزب الاشتراكي الحاكم. وجاء في مقال الصحيفة: جرت في فرنسا الجولة الأولى لانتخابات مجالس الإدارات – السلطات المحلية – لمدة ست سنوات. لم تكن هذه الانتخابات تثير اهتمام المراقبين، لولا الظروف التي أجريت فيها. لأن نتائج هذه الانتخابات تحدد من سيكون منافس ماري لوبان في الانتخابات الرئاسية عام 2017 ، إذ تبين انه سيكون مرشح يمين الوسط نيكولا ساركوزي رئيس حزب «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية».

عاد الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي إلى الساحة السياسية قبل فترة قصيرة نسبيا، وحصل حزبه على 29 في المئة من أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية ، إذ يحتمل رفع هذه النسبة في الجولة الثانية التي ستجرى في 29 آذار الجاري. وبعد اعلان النتائج، قال ساركوزي: «في الجولة الانتخابية الثانية، لن ندخل في أي تحالف، وسنعتمد على أنصارنا فقط».

جاء حزب ماري لوبان «الجبهة الوطنية» في المركز الثاني إذ حصل على 25 في المئة من الاصوات، وهذه النسبة أقل مما كان متوقعاً. أما الحزب الاشتراكي الحاكم فقد حصل على 21 في المئة من الاصوات فقط. هذه النتيجة لن تسمح للحزب الاشتراكي في الاحتفاظ بسيطرته على 61 مجلساً محلياً من مجموع 96 .

طبعاً وبالتأكيد، يعتبر انخفاض شعبية زعيم الحزب فرانسوا هولاند، من الأسباب الرئيسية في هزيمة الحزب في هذه الانتخابات. لأن هولاند منذ مدة يعتبر الرئيس الفرنسي الأقل شعبية في تاريخ فرنسا الحديث، وذلك بسبب سياسته الداخلية وعدم تمكنه من الوفاء بالعديد من الوعود الانتخابية، إذ لم يتمكن من تخفيض نسبة البطالة في عهده ارتفعت وفرض ضرائب جديدة، واستمراره في انتهاج سياسة سلفه ساركوزي، على رغم انتقاده الشديد لها خلال حملة الانتخابات الرئاسية.

بحسب رأي مدير مركز الدراسات الفرنسية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، يوري روبينسكي، يمكن القول ان نتائج الجولة الأولى لهذه الانتخابات بينت فوز كافة القوى السياسية الرئيسية في البلاد. كما ان هذه النتائج وضحت من سيتنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017 . وقال: «إذا لم يحصل تغير جذري، فستجتاز ماري لوبان الدور الأول، ولكن من سينافسها، الأمر غير واضح الآن، على رغم ان الدلائل تشير إلى أنه سيكون مرشح حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية ولكن ليس بالضرورة أن يكون نيكولا ساركوزي. فحسب نتائج استطلاعات الرأي، غالبية الفرنسيين لا يحبذون عودة ساركوزي إلى السلطة، إضافة إلى بروز منافسين له داخل الحزب».

وويضيف روبينسكي: «المهم بالنسبة إلى ماري لوبان، أنها مستمرة في نشر أفكارها بين الناخبين في كل مكان، لأنه من دون دعمهم لا مستقبل لأي حزب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى