موسكو: يجب أن يمتنع «الناتو» عن نشر قوات كبيرة في شرق أوروبا
أكدت وزارة الخارجية الروسية ضرورة امتناع حلف شمال الأطلسي عن نشر قوات كبيرة بشكل دائم في شرق أوروبا وفقاً للنظام الأساسي «روسيا – الناتو».
وأشار المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي أمس، إلى أن «الناتو» لم يقدم أدلة مقنعة تؤكد أن نشره آليات عسكرية في شرق أوروبا «لا تنتهك التزامات الحلف الدولية».
وأضاف لوكاشيفيتش: «يقولون لنا الآن إن نشر 220 مصفحة أميركية في دول المنطقة سيسمى وجوداً طويلاً مع إمكان الاستبدال»، مؤكداً أن ذلك «التفاف واضح» لأن هذا الوجود من الناحية العسكرية لا يختلف كثيراً عن الوجود الدائم.
وأكد أن الجانب الروسي لم يتلق أي إجابة على سؤال حول تحديد حجم «القوات الكبيرة» وفق «التعريف المعقول» لهذا التعبير، مضيفاً أن جنرالات أميركيين، على ما يبدو، لا يعنيهم حتى الالتزام الشكلي بالنظام الأساسي «روسيا – النانو» في وقت لا تزال قيادة «الناتو» تتمسك بالتزاماتها بالأقوال على الأقل.
وأعرب لوكاشيفيتش عن قلقه من أن وزارة الدفاع الإستونية تعتبر إجراء التدريبات الجوية الأميركية، التي بدأت في إستونيا منذ أيام، بداية لعمل مركز تدريب أميركي في قاعدة «أماري» الجوية، مشيراً إلى أن ذلك دليل على وجود خطة لدى دول أعضاء في «الناتو» لنشر الطيران القادر على حمل أسلحة نووية على الحدود مع روسيا بشكل دائم.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن زيادة القدرات العسكرية الأميركية على الحدود مع روسيا في إطار تنفيذ خطة «الناتو» الخاصة بتعزيز وجوده العسكري وتطوير البنى التحتية في «الجهة الشرقية» وفقاً لقرارات قمة ويلز، تؤدي إلى تأجيج التوتر في المنطقة التي اعتبرت على مدى عقود طويلة أكثر استقراراً في أوروبا وكذلك إلى نتائج سلبية على المدى الطويل.
وفي شأن متصل، أشارت الخارجية الروسية إلى تحسن الوضع في شرق أوكرانيا تدريجياً، لكنها نوهت بأن كييف ما زالت تعرقل تطبيق اتفاقات مينسك السلمية.
وقال لوكاشيفيتش: «شهد الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا، بحسب تقييماتنا، تحسناً، ويمكن أن نتحدث بتفاؤل حذر عن استعادة الهدوء بشكل تدريجي»، مشدداً على ضرورة بدء الحوار بين كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في أقرب وقت.
وأردف المسؤول الروسي قائلاً: «إننا واثقون من ضرورة إرساء هدنة حقيقية مستقرة وبدء حوار مباشر بين كييف وممثلي دونيتسك ولوغانسك».
وتابع أن الموقف غير البناء الذي اتخذته كييف يعرقل تطبيق اتفاقات مينسك الخاصة بالتسوية في جنوب شرقي أوكرانيا، إذ ترفض السلطات الأوكرانية الانخراط في الحوار المباشر مع قيادة دونيتسك ولوغانسك وتعمل على تشويه جوهر الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مينسك في 12 شباط.
وأوضح أن كييف تفسر التزاماتها في إطار اتفاقات مينسك بطريقتها الخاصة، ولا تتخذ أية إجراءات من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، كما أنها لا تطبق الجزء العسكري من حزمة الاتفاقات بشكل كامل.
من جهة أخرى، أكد لوكاشيفيتش أن حديث واشنطن عن إمكان تزويد كييف بالسلاح يعتبر إثارة للتوتر بشكل خطير. وحذر من أن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا سيؤدي إلى تقويض الهدنة الهشة في منطقة دونباس وسيهدد أمن روسيا مباشرة. وقال: «نحن مضطرون إلى أخذ هذه الخطط العدوانية والتصريحات المستفزة في الاعتبار لدى تنفيذ برامجنا الخاصة بالصناعة العسكرية. لا يمكن إرهابنا».
جاء ذلك في وقت، شارك رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو في مراسم تسلم 10 سيارات عسكرية أميركية مصفحة من نوع «هامفي» نقلت على متن طائرة عسكرية أميركية إلى مطار بوريسبل الدولي قرب كييف، حيث تخطط الولايات المتحدة لتسليم 230 سيارة «هامفي»، بينها 30 سيارة مصفحة.
ومن المتوقع أن تنقل المجموعة الثانية التي تضم 20 سيارة مصفحة في نيسان المقبل، ثم 200 سيارة أخرى خلال الـ45 يوماً اللاحقة.
واعتبر بوروشينكو تزويد أوكرانيا بهذه السيارات لتأكيد الدعم الأميركي الحقيقي لأوكرانيا، وقال إن الجيش الأوكراني سيجري في نيسان المقبل مناورات واسعة النطاق بمشاركة مدربين عسكريين أميركيين، وذلك في مقاطعة لفوف غرب البلاد.
وفي كلمة أمام خريجي الكليات العسكرية في مدينة خاركوف أمس، قال الرئيس الأوكراني إن «مرحلة مهمة من التأهيل القتالي ستتمثل في مناورات واسعة النطاق ستجرى بمشاركة مدربين من الولايات المتحدة، ستنطلق تلك المناورات في نيسان في الميدان العسكري بمنطقة يافوروف».
واعتبر بوروشينكو أن هذه المناورات تأتي في سياق تكامل أوكرانيا مع أكبر منظومة دفاعية في العالم.