من اليمن «عاصفة الحزم» السعودية كش… ملك…

سعد الله الخليل

وأخيراً حزمت مملكة آل سعود أمرها وأطلقت عاصفتها بعدما أصدرت من الولايات المتحدة نفير حربها «المقدسة»، لا غرابة في الخطوة ولا ضرر ولا ضرار في ولاء آل سعود للسيد الأميركي، فمنذ تأسيس المملكة وواشنطن قبلة ملوكها ومن لفّ لفيفهم.

«عاصفة الحزم» السعودية قوبلت بتأييد خليجي باستثناء سلطنة عُمان، ولم تمض ساعات على إطلاق وزير دفاع آل سعود محمد بن سلمان العملية تمام الثانية عشرة ليلاً بتوقيت مكة المكرمة من مقرّ غرفة العمليات المشتركة، حتى أعلنت مصر والسودان والأردن والمغرب وباكستان التطوّع للمشاركة في العملية، ولم تمض ساعات حتى بارك الخطوة السيد الأميركي، خادم البيت الأبيض، راعي إسلام المتأسلمين باراك حسين أوباما، وشدّت بريطانيا وفرنسا وتركيا والسلطة الفلسطينية والصحافة «الإسرائيلية» على يد آل سعود، وليس ببعيد عن الأجواء «الإسرائيلية»، ومن شرم الشيخ، لما يختصر المكان برمزية المشهد وما يمثل في الوجدان العربي، أيد اجتماع بعض وزراء الخارجية العرب العملية، وصادق «نبيل» الجامعة العربية على «شرعية» التدخل بخاتم معاهدة الدفاع العربية المشتركة، معاهدة وجدت لتؤمّن الدفاع عن الدول العربية في وجه التدخل الخارجي، وكباقي معاهدات العرب لم تستخدم مرة في تاريخهم، ورغم أنّ نص المعاهدة، يصعب على مكتبة الجامعة وأرشيفها استحضار بنودها لكثرة الغبار المتراكم على صفحاتها، ولأنّ «النبيل» من الإشارة يفهم أسعفت ذاكرة العربي، بإيجاد مخرج عربي يبرّر ما يحصل في بلاد اليمن السعيد، وعلى طريقة الفتاوى حسب الطلب أخرج عرعور الجامعة الاتفاقية من قمقم الجامعة ونفض عنها غبار السنين، وبات التدخل شرعياً لا غبار عليه بشرع عربان البترودولار.

مئة وخمس وثمانون طائرة تشارك في ضرب اليمن بمباركة عربية وباتفاقية، ربما استندت اليها لتبرير استهداف طائرات التحالف الأميركي الأراضي السورية، كما استندت من قبل لضرب ليبيا التي طالب وزير خارجيتها قبل أيام بتفعيلها، واستجابت الجامعة للطلب وقرّرت ضرب اليمن فهنيئاً للعربان بجامعتهم واتفاقيات دفاعاتهم.

لا يختلف عاقلان على أنّ الخطوة السعودية عربدة واضحة ضدّ إيران، وحرب استنزاف قبل توقيع الاتفاق النووي، وما استنفار كلّ الدول المتخندقة في مواجهة طهران سوى إشارة إلى حقيقة النوايا السعودية في إسداء خدمة مجانية للسيد الأميركي والصهيوني على أمل جرّ إيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة في اليمن تعيد خلط الأوراق في المنطقة من جديد في خطوة مشابهة لمحاولة العدو «الإسرائيلي» بتوريط سورية وإيران في لبنان خلال عدوان تموز 2006.

تدرك الرياض استحالة تورّط طهران في التدخل لحماية الحوثيين، إلا أنها تلعب على صعوبة امتداد النيران الحوثية إلى أراضيها وهي لعبة خسرها العدو «الإسرائيلي» في 2006 حيث وصلت صواريخ المقاومة إلى العمق «الإسرائيلي»، وربما تصل في الأيام المقبلة الصواريخ إلى الموانئ والمطارات السعودية التي أغلقت أجواءها تحسّباً لأيّ طارئ.

لطالما ترتبط الأسماء بالذاكرة عند العرب، أما «عاصفة الحزم» السعودية فلا تتعدّى الطريقة التي يطلق عليها السعودي أسماء أبنائه، من متعب إلى هواش إلى دحام…، فعاصفات آل سعود جرّت وراءها خيباب كونها لا تهبّ إلا على الأشقاء العرب من عاصفة الصحراء إلى درع الصحراء، وأما مصير «حزم» في سورية غير المشرّف لآل سعود بعد أن أكلتها «النصرة» وهو ما يبدو مصير «حزم» آل سعود في اليمن.

لعبة الشطرنج الإقليمية رغم حرارتها في المنطقة اختارت السعودية أن تلعب بقلعتها في اليمن متجاهلة القاعدة الذهبية التي تقول: لا تحرك القلعة كي لا تغامر بالملك، فهل باستطاعة آل سعود حماية مملكتهم بعد خسارة قلعتهم… من اليمن «عاصفة الحزم» السعودية… كش ملك.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى